لحج الخضيرة «الفل والكاذي وصوت الدان المتوسطة لدلتا تبن وأبين» تشكل ملتقى تجارياً واقتصادياً وزراعياً للمحافظات المجاورة يطلق عليها «سلة غذاء» لما تتميز به من أرض زراعية خصبة وبساتين وافرة بالخير مثل الحسيني والحبيل المشهورين اللذين تغنى بهما الشاعر الكبير المرحوم أديب الفن والطرب أحمد فضل القمندان إذ حفلت هذه البساتين بأنواع الفواكه والأزهار العطرة كالفل المشهور بروائحه الفواحة التي تلهم الشعراء وتثير فيهم حنين الشوق واستلهام الشعر. كما أن لهذه الأسواق بصمات رائعة في الحركة التجارية والتسويقية التجارية العريقة مثل سوق الجبالية وسوق الكدر والأسواق الشعبية والاسبوعية والموسمية كسوق الخميس والسبت وهي أسواق تتجمع فيها بضائع التجار والمزارعين القادمين من مختلف القرى التي تنقل عبر مختلف وسائل النقل حتى تستقر في موقع السوق الأسبوعي الذي يقدم إليه المستهلكون من القرى والمناطق لغرض التسوق، وهذه المميزات جعلت لحج تحسم أمنها الغذائي في وقت مبكر. أصبح المواطن اللحجي يعتمد في غذائه ووجباته على أنواع الحبوب المختلفة التي تنتجها خيرات الأرض الخصبة وتخزن في مخازن خصصت لتأمين الغذاء لسنوات طوال مثل أنواع الحبوب “الغربة البيضاء والحمراء” التي يحضر منها الخبز والحلويات اللحجية المشهورة التي لها جودة وحسن مذاق إلى جانب حبوب “الهند والدخن والذرة”حيث كان اللحجي لا يعتمد على حبوب الأرز والدقيق المستورد من الخارج لذلك عاش كريماً غير مفرط بأمنه الغذائي “الجمهورية” نزلت إلى الأسواق لتنقل للقارىء واقع حركة الأسواق الشعبية بحوطة لحج وخرجت بهذه الحصيلة.. سوق الأعلاف اتجهنا في البداية للتعرف على سوق الأعلاف لنقابل في الصباح الباكر بائع الأعلاف محمد حسين زيد الذي تحدث إلينا عن حركة السوق قائلاً: يأتي المواطن لشراء الأعلاف منذ الصباح الباكر نقوم بشراء الحمولة ب«10001500ريال» من أصحاب المزارع ونبيع الحزمة للمواطنين من “7080ريالاً” وهذه الأعلاف تباع بسرعة ولا تتأخر نظراً لإقبال المواطن على شرائها يومياً سوق الأغنام ازدحام كامل عند المدخل الرئيسي لسوق الأغنام حيث حدثنا دلاّل سوق الأغنام محمد ناسي بأن السوق ينعقد يومي الخميس والاثنين وتباع الأغنام من خلال جلب المواطنين أغنامهم منذ الصباح الباكر ليشهد السوق زحمة شديدة حتى الساعة العاشرة والنصف ظهراً حيث تباع الأغنام حسب حركة السوق. وتتم العملية برضا الطرفين بعد أخذ الضريبة بسند رسمي من البائع. الجمال تشد رحالها وحينما دخلنا من الباب الخلفي من سوق الأغنام خروجنا منه شاهدنا سوق الحمير الذي يعتبر شبيهاً بسوق الأغنام من حيث عملية الحراج ويقول شهاب طه وهو بائع ومشترٍ: مالكو الحمير يأتون من مناطق الصبيحة والحبيلين وحركة السوق جيدة وتباع أنواع الحمير من “15000 20000” ألف وتستخدم لجلب الماء ونقل البضائع والأعلاف، كما يقول الأخ ناصر العادي “70” عاماً وهو دلال: كان السوق في السابق بجانب فرزة لحج حالياً وكان هناك سوق يسمى سوق الوعد تورد فيه الحمير والجمال والأبقار لكن معظم الجمال والأبقار لم تعد تجلب إلى السوق إلا نادراً. الأسماك طازجة بعدها استقلينا دراجة نارية لإيصالنا إلى سوق حراج الأسماك الذي يقع بحارة سوق الصيد المشهور بحوطة لحج التقينا بعاقل السوق مهدي صالح عبيد الذي قال: “النظافة موجودة وقد تم تأهيل ساحة الحراج وحركة السوق جيدة وسيتم التوسع فيه في العام القادم حيث تباع الأسماك الطازجة بالمزاد وتوزع على مديريات وقرى المحافظة لتوفير حاجة المواطن لقوته وغذائه اليومي المعتاد وتوزع بعض الأسماك لأصحاب المطاعم لتلبي حاجة الأسواق ورغبة المواطن في تناول الأسماك الطازجة في السوق أو في المنزل”. روائح الفل آخر محطة لنا كانت حراج الفل حيث الروائح الزكية التي تفوح في كل مكان حدثنا عن حركة السوق عاقل ومسئول حراج السوق حلمي كعامس حيث أشار إلى أنه يقع داخل سوق الخضار والفواكه سابقاً الحراج والحركة تبدأ منذ الصباح الباكر حيث تأتي أنواع الفل من أصحاب المزارع بأكياس تباع حسب اتفاق الطرفين البائع والمشتري حيث يؤخذ أغلب الفل إلى محافظة عدن حيث الأعراس الشعبية بكثرة.