سالت قطرات العرق على لحيته الخفيفة، انسابت أحرف متقطعة من ثنايا شفتيه، هرولت بعيداً عن ظله الكثيف، أرسلت نظراتها إليه، اختار أسرته بدلاً عنها، لم تكن علاقته بها حديثة, فمنذ أن حملت ساقاه جسمه قبل ثلاثة عقود بدأ يمارس هوايته، تناديه من المطبخ – وهو لا يزال يمارس هوايته المعتادة – لم يعرها أي اهتمام، أهملته كذلك، الأطفال يرغمونها على مناداته، خرجت بعد أن عجز المطبخ عن توفير ما يسكت الطفلين، مشادات كلامية تملأ سماء المكان ، داست قدمه الكرة، توقف عن الكلام، سمع بكاء أطفاله ، توقفت ، أمطرت عيناها دمعاً ، أدارت نظراتها إلى الجدار، أيقن إن هواياته تطفلت على طعام أسرته، رفع قدمه عن الكرة ، تراجع إلى الخلف، ركلتها قدمه بقوة، ارتطمت على جدار المنزل، هرولت بعيداً، تجمدت حركاته، لم تبق إلا رموش عينيه تقاوم ذرات الغبار، سقطت رغبته في مواصلة مشواره الرياضي...