تحتضن العاصمة صنعاء الاجتماع الإقليمي للدول الأعضاء في مدونة سلوك جيبوتي بشأن قمع القرصنة البحرية والسطو المسلح على السفن في منطقة غربي المحيط الهندي وخليج عدن قبالة السواحل الصومالية، خلال الفترة 8 - 10 نوفمبر الحالي. يشارك في الاجتماع رؤساء الهيئات البحرية في ثماني دول الى جانب اليمن الدولة المستضيفة وهي: مصر، السعودية، سلطنة عمان، اريتريا، جيبوتي، السودان، الأردن، الإمارات العربية ودول مراقبة تضم كينيا، تنزانيا، اليابان، كوريا الجنوبية، هولندا، فرنسا، الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، وعدد من الخبراء والمختصين من الاتحاد الأوروبي والمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة “إيمو” والجهات المعنية بمكافحة القرصنة البحرية. وقال وزير النقل خالد إبراهيم الوزير لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن عقد هذا الاجتماع في اليمن يأتي لما تتمتع به الجمهورية اليمنية من أهمية إستراتيجية، وموقع جغرافي مطل على خليج عدن والبحر الأحمر، وامتداد بحري في المحيط الهندي ووجود عدد من الموانئ اليمنية الهامة بما فيها ميناء عدن الذي يعد من أهم الموانئ العالمية التجارية. واشار إلى ان الاجتماع الذي تنظمه وزارة النقل والهيئة العامة للشئون البحرية سيناقش على مدى ثلاثة أيام الموضوعات المتصلة بمهام المراكز الوطنية ونقاط الاتصال ومهام المركز الإقليمي للتنسيق وتبادل المعلومات بصنعاء كمتطلب هام من متطلبات المدونة والمقرر افتتاحه رسمياً مطلع العام القادم 2011م. وبيّن انه سيتم إقرار آلية المركز الإقليمي ونظامه الإداري وآلية التعاون والتكامل بين المركز الإقليمي والمراكز الوطنية والمعلومات التي سيتم تبادلها وحالة المركز ووضعية الأطقم والتمثيل في المركز من دول الإقليم، وكذا دور المراكز الإقليمية للبحث والإنقاذ ومركز التدريب الإقليمي في جيبوتي. ولفت وزير النقل إلى ان انعقاد الاجتماع في اليمن يأتي في ضوء الترتيبات النهائية الجارية حالياً لافتتاح المركز الإقليمي للتنسيق وتبادل المعلومات في مكافحة القرصنة البحرية بصنعاء والتي يتوقع ان تصل الآلات والمعدات الخاصة بالمركز خلال نوفمبر الجاري بدعم من الاتحاد الأوروبي واليابان والمنظمة البحرية الدولية. وأشاد بجهود ودعم الاتحاد الأوروبي والمنظمة البحرية الدولية «إيمو» واليابان للمركز الإقليمي وتجهيزاته . ووقعت 17 دولة برعاية المنظمة البحرية الدولية “إيمو” على مدونة سلوك جيبوتي في جيبوتي مطلع العام الماضي والتي قدمت مشروعها اليمن في اجتماع مسقط 2006، فيما ينتظر ان توقع الأردنوعمان قريباً بعد الانتهاء من إجراءاتهما الداخلية للانضمام لمدونة سلوك جيبوتي . وأكد وزير النقل ان هذا الاجتماع الإقليمي هو الثالث الذي يعقد باليمن لبحث سبل مكافحة القرصنة البحرية ويأتي في إطار سعي اليمن الدؤوب والمتواصل لإيجاد حلول فعالة وعاجلة لحل مشكلة القرصنة البحرية بالتعاون مع دول الإقليم والمنظمة البحرية الدولية (ايمو). واضاف بأن هذه الجهود بدأت من ورشة صنعاء الإقليمية في 2005م مروراً بمؤتمر جيبوتي في يناير 2009 والتي قدمت فيه آراء وتصورات وأوراق عمل وخرج بنتائج هامة أبرزها توقيع اليمن وعدد من دول الإقليم على مدونة السلوك بين دول شبه إقليم غرب المحيط الهندي وخليج عدن ومنطقة البحر الأحمر بشأن القضاء على القرصنة والسطو المسلح ضد السفن في منطقة غرب المحيط الهندي وخليج عدن، وانتهاءً بالاجتماع الثاني عشر لمذكرة تفاهم الدول المطلة على المحيط الهندي للرقابة على السفن الذي عقد بصنعاء في أكتوبر العام الماضي. وأشار وزير النقل إلى أن جهود اليمن في مكافحة القرصنة البحرية تحظى بتأييد وإشادة دولية واسعة من المنظمة البحرية الدولية والدول الأعضاء خاصة فيما يتصل بتنفيذ مدونة سلوك جيبوتي لمكافحة القرصنة والسطو المسلح، إضافة إلى ان الاجتماع الدولي للفريق العامل لمحاربة القرصنة المشكل من الأممالمتحدة المنعقد أواخر أكتوبر الماضي في لندن, أوصى باعتماد الإستراتيجية الوطنية اليمنية لمحاربة القرصنة . وبيّن أن هذا التأييد الدولي الواسع يأتي في ضوء الخطوات والإجراءات التي اتخذها اليمن لتنفيذ الالتزامات المناطة به في هذا الشأن والحرص الكبير الذي يوليه لقضية القرصنة البحرية التي تزايدت بصورة غير مسبوقة خلال الثلاثة الأعوام الماضية . ولفت وزير النقل إلى ان اهتمام اليمن بهذه القضية بدأ منذ وقت مبكر من خلال التفاعل المستمر للسلطة البحرية مع كافة الأنشطة والفعاليات منذ انضمام اليمن إلى مذكرة التفاهم للرقابة على السفن وذلك عام 2002،حيث تطورت هذه المشاركة حتى أصبح اليمن من الدول البحرية الهامة في المنطقة لما يتمتع به من موقع جغرافي ولديه سواحل طويل تصل إلى أكثر من 2500 كم تمتد في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن ويمتلك العديد من الجزر الهامة مما يخدم الملاحة البحرية الدولية وسلامتها، ولدى اليمن ثلاثة موانئ رئيسية في عدن والحديدة والمكلا والعديد من الموانئ الثانوية.
