بدأت أمس بصنعاء فعاليات برنامج الندوات التوعوية حول “أضرار القات, والبدائل” الذي ينفذه الصندوق الاجتماعي للتنمية تحت شعار “يمن بلا قات” خلال الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر الجاري, وتستهدف شريحة الإعلاميين والجمعيات الطوعية وخطباء المساجد .. وفي افتتاح الندوة في يومها الأول المخصص للإعلاميين استعرض الأخ جاويد الجيلاني مسؤل وحدة الزراعة بالصندوق الاجتماعي للتنمية اهداف برنامج التوعية بأضرار القات والبدائل وتوعية قادة الرأي في المجتمع بالاخطار التي تهدد سلامة الفرد والمجتمع نتيجة انتشار القات في الاوساط الاجتماعية وبما يساهم في خلق رسالة اعلامية واضحة تحدد مخاطر الاستمرار في انتشار هذه الآفة .. كما قدمت في الندوة عدد من أوراق العمل من قبل الدكتور عبدالرحمن ثابت أستاذ سمية المبيدات وتلوث البيئة بجامعة صنعاء الذي أكد في ورقة عمل بعنوان “التأثيرات السلبية لزراعة القات على البيئة اليمنية” الخطورة التي يمثلها استخدام المبيدات الحشرية في زراعة القات للإنسان والتربة والبيئة لافتاً إلى وجود أكثر من 46 نوعاً من المبيدات المحرمة دولياً يتم تهريبها إلى اليمن تتجسد من خلال ظهور الكثير من امراض السرطانات للمتعاطين لهذه الشجرة الخبيثة, كما اشاد الأخ عبدالرحمن ثابت بالنتائج التي تحققت نتيجة التوعية الدائمة في المعسكرات والمرافق العسكرية التي ادت إلى انحسار تناول القات إلى اضيق الحدود, كما استعرض كلٌ من الدكتور عادل الشجاع, والدكتور نجاة صائم استاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة صنعاء ورقتي عمل بعنوان التأثيرات الاقتصادية لانتشار شجرة القات ودور الاسرة في الحد من تعاطيه, حيث اشار الدكتور عادل الشجاع إلى أن متوسط حجم الانفاق السنوي على هذه الشجرة الخبيثة يتجاوز ال9 مليارات دولار في العام الواحد وهو متوسط انفاق عشرة ملايين مواطن على هذه الشجرة متطرقاً إلى التدهور الذي وصل اليه الاقتصادي الوطني نتيجة عدم وضع سياسات للحد من انتشار القات الذي ادى إلى انحسار المساحات الزراعية لمختلف المنتجات الزراعية الوطنية مؤكداً ان القرار السياسي مهم من أجل وضع حدود لانتشار القات والتدخل لوقف انتشاره, وأكدت الدكتورة نجاه صائم ان الاسرة هي المحور الاساسي في الحد من تعاطي القات بين المراهقين والشباب من افرادها, لافتة إلى أن الاب يمثل القدوة التي يبني عليها الاطفال والشباب سلوكهم في المستقبل. واختتم الندوة الدكتور أحمد الدغشي استاذ أصول التربية الاسلامية بجامعة صنعاء بورقة عمل بعنوان “القات رؤية تربوية اسلامية” استعرض من خلالها رأي الدين في تعاطي القات والاوامر القرآنية الداعية إلى ضرور الحفاظ على النفس وحرمة المساس بها, مؤكداً أن التربية الاسلامية سلوك قويم يحافظ على النفس والمال والاسرة والصحة وكل نواحي الحياة ومايحدث اليوم من تدمير للمجتمع يستدعي الوقفة الجادة للحد من هذه الشجرة الخبيثة . وقد أُثريت الندوة التي ادارها الأخ عبدالعزيز المقطري المنسق العام؛ في ختام فعالياتها بالعديد من النقاشات والمداخلات من قبل المشاركين في مختلف وسائل الإعلام وأثبتت عدداً من التوصيات التي أكدت أهمية تبني استراتيجية وطنية للحد من القات وإعلان يوم وطني لمقاطعة القات وتكثيف حملات التوعية في مختلف المنابر الإعلامية والدعوة لإقرار وسائل توعوية في المناهج الدراسية.