وصل رئيس الوزراء الصينى ون جياباو امس الاثنين إلى روسيا في مسعى لتوسيع التعاون التجارى بين البلدين والحصول على امتيازات جديدة خاصة في مجال الطاقة مع الجار الروسي والوصول إلى حل للخلاف بشأن أسعار الغاز. وتؤكد زيارة جياباو التحول الملحوظ في العلاقات التي بدأت تتوثق على نحو متزايد بين اثنين من أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم بعد عقود من انعدام الثقة بسبب نزاعات بشأن الفكر الشيوعي. ووضع البلدان في سبتمبر/أيلول حجر الزاوية لمصفاة مشتركة في مدينة تيانجين بطاقة 13 مليون طن سنويا (260 ألف برميل يوميا), وقد تعهدت روسيا بتوفير70% من احتياجاتها من النفط الخام. كما وافقت روسيا -التي قامت ببناء مفاعل نووي في الصين- على توسيع التعاون في سبعة مجالات للطاقة النووية مع الصين، بما في ذلك بناء محطات الطاقة النووية العائمة، واستكشاف مناجم اليورانيوم، والتخلص من المفاعلات القديمة وتنمية الأسواق في الخارج. وتعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجارى لروسيا بعد الاتحاد الأوروبي, وارتفع حجم التجارة الثنائية معها إلى 41.8 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من 2010 مقارنة مع 26.7 مليار دولار قبل عام، وفقا لبيانات دائرة الجمارك الاتحادية الروسية. “يخيم على العلاقات الوثيقة بين البلدين في مجال الطاقة خلاف بشأن تسعير الغاز، استمر لسنوات ويأمل المسؤولون الصينيون حله خلال زيارة ون جياباو إلى روسيا “ وتسعى روسيا لتنويع صادراتها من الطاقة بعيدا عن سوقها التقليدية أوروبا, نحو الصين سريعة النمو، في حين أن الصين -وهي المستهلك الأكبر للنفط في العالم- تريد تعزيز أمن الطاقة لديها من خلال البحث عن مصادر جديدة للوقود.. وبدأت روسيا تجارب لضخ حوالي ستمائة ألف طن من النفط عبر خط الأنابيب الجديد شرق سيبيريا المحيط الهادي (أسبو) الذي من المنتظر أن يبدأ بضخ ثلاثمائة ألف برميل يوميا إلى الصين في يناير/كانون الثاني من العام القادم. . كما كانت حريصة على الحصول على المزيد من الأموال الصينية لدعم النمو, حيث وافقت الصين في أكتوبر/تشرين الأول على منح روسيا ستة مليارات دولار لتطوير رواسب الفحم. كما وافقت أيضا في 2009 على تقديم عشرة مليارات دولار لخط أنابيب النفط الروسية ترانسنفت و15 مليار دولار أخرى إلى شركة روسنفت النفطية العملاقة التي تسيطر عليها الدولة مقابل ثلاثمائة ألف برميل يوميا من النفط الروسي عبر خط الأنابيب لأكثر من عشرين عاما. ويتوقع الكرملين عودة حجم التبادل التجاري بين البلدين هذا العام إلى مستوياته المسجلة في 2008، قبل الأزمة الاقتصادية, حيث بلغ آنذاك 55.9 مليار دولار. ولكن مقابل التوجه الصيني نحو السوق الروسية لا تمثل السوق الصينة سوى نسبة 9.5% من التجارة الخارجية لروسيا، في حين تبلغ 49.5% مع الاتحاد الأوروبي.