حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأول مرة من أن بلادها قد تنسحب من اليورو في حال فشلت في حملتها لإنشاء آلية جديدة لمنطقة اليورو. وقالت غارديان البريطانية إنها علمت أن التحذير جاء نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي خلال حفل عشاء على هامش قمة للاتحاد الأوروبي طغت عليه الأزمة الأوروبية، والنزاع حول ما إذا كانت أوروبا ستقدم الدعم لأيرلندا، وأثناء جدل بينها وبين رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو. ونقلت الصحيفة عن مصادر حضرت الاجتماع أن ميركل استطاعت انتزاع اتفاق حول إعادة النظر في اتفاقية لشبونة بحيث يتم إنشاء نظام دائم للإنقاذ، وتحميل المستثمرين جزءا من خسائر الديون. كما طالبت ألمانيا بفقدان الدول التي يتم إنقاذها لصوتها في مجالس الاتحاد الأوروبي. واتهم باباندريو ميركل أثناء الجلسة بتقديم اقتراحات “غير ديمقراطية” مما جعلها ترد بالقول “إذا كان نادي اليورو سيتحول إلى هذا النوع من النوادي فقد تنسحب ألمانيا منه”. وكانت هذه أول مرة خلال عشرة أشهر منذ بدأت العملة الموحدة الصراع من أجل البقاء، تشير فيها أقوى دولة أوروبية من الناحية الاقتصادية ومصدر قوة العملة الأوروبية إلى أن الانسحاب من اليورو هو أحد الخيارات رغم أنه من غير المحتمل. وقالت غارديان إنها سعت للتأكد من ملاحظات ميركل من خلال المتحدث باسمها ستيفن سايبرت لكنه رفض التعليق. وقال الأخير إنه لا يميل إلى تصديق مثل هذا التحذير حيث إن المستشارة ترى أن اليورو هو قلب المشروع الأوروبي وترغب في الدفاع عنه، وإن الحكومة لا تفكر أبدا في الانسحاب “فألمانيا بإصرار وبدون شروط ملتزمة باليورو”. وواجه اقتراح ميركل بحرمان الدول التي يتم إنقاذها من حق التصويت معارضة شديدة خلال القمة، لكنها ربحت من ناحية أخرى. فقد استطاعت كسب التأييد بشأن إجراء بعض التغيير في اتفاقية لشبونة من أجل إنشاء آلية دائمة لإدارة الأزمات ابتداء من 2013.