عادت منطقة اليورو الثلاثاء 1/11 إلى عدم الاستقرار الحاد بعد الإعلان المفاجئ عن استفتاء في اليونان ما يشكل مجازفة تهدد خطة الإنقاذ التي توصل إليها شركاء أثينا الأوروبيون بمشقة في الأسبوع الفائت. وسادت الدهشة والاستياء ردود الفعل في أوروبا والعالم على إثر إعلان رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو المفاجئ مساء الاثنين عن الاستفتاء حول خطة الإنقاذ. وحذرت وكالة التصنيف المالي فيتش من أن رفض الناخبين اليونانيين للخطة يهدد استمرار منطقة اليورو برمتها وفقاً لفرانس برس. وفي فرنسا تحادث الرئيس نيكولا ساركوزي هاتفياً مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قبل يومين على قمة لمجموعة العشرين في كان (جنوبفرنسا) تأمل منطقة اليورو خلالها الحصول على دعم الدول الكبرى الأخرى لجهودها من أجل إنقاذ اليونان.
وأكدت الرئاسة الفرنسية بعد الاتصال أن باريس وبرلين "مصممتان" على تطبيق خطة إنقاذ اليونان. ومن المقرر عقد اجتماع بين ميركل وساركوزي وقادة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي الأربعاء في كان، يليه اجتماع آخر مع اليونان بحسب الاليزيه. وشهدت الأسواق الأوروبية تدهوراً شاملاً بعد ظهر الثلاثاء وتراجعت بورصتا أثينا وميلانو بنسبة 7% تقريباً وبورصة فرانكفورت 6% وباريس ومدريد أكثر من 5%. كما فتحت بورصة وول ستريت على انخفاض كبير. وأدى إعلان الاستفتاء وهو الأول في البلاد منذ إلغاء الملكية في العام 1974 وحدد موعده في كانون الثاني إلى تفاقم الأزمة السياسية في اليونان. وبات استمرار حكومة باباندريو التي طلبت ثقة البرلمان في تصويت مرتقب مساء الجمعة مهددا بسبب مفاجأة نائبتين اشتراكيتين. فقد أعلنت نائبة عن انسحابها من الحزب، فيما طالبت النائبة الاشتراكية الأخرى فاسوس باباندريو بتشكيل "حكومة إنقاذ وطني" لضمان تطبيق خطة الإنقاذ الأوروبية. وبذلك تراجع عدد النواب المؤيدين لباباندريو إلى 152 من أصل 300. أما المحلل السياسي ايلياس نيكولابوبولوس فاعتبر أن هذا القرار يمكن أن ينطوي على "مجازفة انتحارية" للبلاد. وتساءل كريستوف فيل المحلل في "كوميرزبنك" في فرانكفورت "ماذا سيحصل إذا قال الشعب "لا"؟ الخطر أن تجمد الأسرة الدولية صرف الأموال وان ينتهي الأمر بخروج اليونان من منطقة اليورو". غير أن أكثرية المحللين اليونانيين يرون أن باباندريو لا يملك خياراً آخر إذ اضطر إلى التوصل إلى حل على الصعيد الداخلي في ظل رفض المعارضة القاطع مساعدته والاحتجاجات الاجتماعية الشاملة على التراجع القاسي في مستوى المعيشة لدى فئات كثيرة من المجتمع بسبب سياسة التقشف. كما لفت المحللون إلى استطلاع رأي نشر الأحد يظهر انقسام اليونانيين بين رفض الخطة الأوروبية (بنسبة 59%) والدعم الكثيف لبقاء اليونان في منطقة اليورو (72,5%)".