مازلت أتساءل لماذا نحن الشباب ندع الوقت يمر من بين أيدينا كالماء لانشعر به ولاندرك أهميته، وحين ينطفئ بريق الشباب ويشتعل الرأس شيباً، حينها فقط نريد أن ننقض بكل جوارحنا على كل لحظة لنستفيد منها قدر المستطاع، وربما حينها يكون الأوان قد فات ولاندرك ذلك أيضاً.لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “أغتنم شبابك قبل هرمك” لأنه إن ذهب لن يعود أبداً، فمن فاته أن يشغل كل ساعة من شبابه فيما يعود عليه بالنفع في دينه وحياته حتماً سيخسر دنياه وآخرته. والآن عام رحل وطبع قبلة أخيرة على جبين كل من اغتنم أيامه ولياليه، وأذرف دمعة حزينة على كل من خرج منه وهو خالي الوفاض.. واليوم أطل علينا عام جديد، كسانا حلة بهية وبالتأكيد سيحمل لنا في طياته الكثير، أفراح وأتراح، نجاح وفشل، تقدم وتراجع.. فهل تحمل في جعبتنا مانستقبل به عامنا الجديد؟ هل خططنا وفكرنا ليكون غدنا أفضل من أمسنا؟.. وإذا كان العام الماضي قد مر علينا مرور الكرام، فهل سندع هذا العام يودعنا ونحن صفر اليدين؟ ولنتعرف على ذلك قابلنا بعض الشباب في الجامعة لننقل لكم على لسانهم ماجنوه من العام الماضي، وما الذي سيغرسونه هذا العام 2011م. سنة زاخرة كانت البداية مع إيهاب عفيف أمين: يحدثنا بدءاً عن العام الماضي وماتحقق من أحلام وأهداف، اثنا عشر شهراً لاتنسى ولاتزال مواقفها في ذاكرتي كانت سنة زاخرة بالكثير، وجدت فيها الحزن والفرح اللقاء والفراق، تعلمت من خلال التحاقي بالجامعة الكثير من مبادئ الحياة، اكتسبت الأصدقاء، أخذت خبرة لابأس بها في عدة مجالات منها التسويق، الانترنت الحاسوب تعلمت العديد من البرامج الخاصة بالإخراج والتصميم، وأهم شيء أنني تخليت عن بعض العادات السيئة ولله الحمد وطورت ذاتي بحضور دورات التنمية البشرية.. ويواصل قائلاً: بالنسبة لهذه السنة لم أضع إلى الآن مخططاً واضحاً لكن برنامجي الذي سأعده سأسعى من خلاله في تطوير قدراتي أكثر، أريد الغوص أكثر في عالم الانترنت والحاسوب، أن أكتسب معلومات كثيرة في جميع المجالات، أصدقاء أكثر من بلدان مختلفة، وأطور من لغتي الانجليزية، وأتمنى أن لاتنتهي السنة إلا وقد أنجزت البرنامج. سعيدة ومتفائلة أسماء مسعد تقول عن سنتها الماضية: عرفت خلالها أن الحياة لانقدر عليها وحدنا إلا إذا اتكاتفنا مع بعضنا، وأن الأنانية لاتنفع صاحبها ولا من حوله، ورغم أني وقعت في أخطاء كبيرة إلا أنني تعلمت واستفدت منها الكثير، ولهذا فأنا مقبلة على السنة الجديدة بسعادة وتفاؤل.. سأهتم فيها بمذاكرتي أكثر، وسأحاول الفصل بين مشاكلي الخاصة التي دائماً ماتؤثر علي وبين دراستي.. واختتمت بقولها أتمنى من الشباب أن يلجوا عامهم الجديد وهم متمسكون بدينهم وأن يبتعدوا عن المظاهر الكاذبة والزائلة.. فهناك مقولة: “من يهتم بملابسه أكثر مما يهتم بنفسه سيكتشف يوماً ما أنه أرخص مما يلبس”. أطمح في التفوق حورية عبده حسن تقول: للأسف لم أخرج من السنة الماضية بشيء سوى دورتين في مجال اللغة الانجليزية والكمبيوتر، عدا ذلك كنت في البيت لم أفعل أي شيء يذكر.. لكن هذه السنة مختلفة بالنسبة لي لأنني أطمح للنجاح في الجامعة بمعدل امتياز، وأن أحصل على عمل، وأتعلم الكمبيوتر بشكل واسع، وأن أحسن من لغتي الانجليزية وأتمنى من الله تعالى أن يوفقني في ذلك. تطلعات زكريا محمد يستهل حديثه فيقول: أصدقاء كثر، حب الجامعة، الأسلوب الحسن في معاملة الآخرين، كل ذلك كان حصادي من السنة الماضية.. أما في سنتي الجديدة سأعمل لأحسن من معدلي سأجمع بين العمل والدراسة لأشعر بالمسئولية أكثر وأتمنى أيضاً الالتحاق بدورات تنمية بشرية. حميد منصور ثابت شارك زكريا في تطلعاته.. وأضاف: أتمنى أن تكون هذه السنة جميلة ومليئة بالخير وأن نستقبلها بالجد والاجتهاد. عاماً مليئاً بالمسرات سعدت كثيراً حين وجدت أغلب الشباب الذين قابلتهم حريصين على الاستفادة من أوقاتهم ومستعدين لما هو قادم بكل تفاؤل ورغبة في النجاح والتقدم، ونرجو من الله تعالى أن يجعل عامنا هذا عامراً بالخيرات ومليئاً بالمسرات. عبدالله محمد الشميري بدأ متشائماً قليلاً بسنته الجديدة حيث قال: أظن أنها ستكون كبقية السنين ولا جديد فيها، في السنة الماضية أهم ما استفدته هو التحصيل العلمي في مجال دراستي، زيارة مدينة إب وجبلة وما بها من آثار، زرت قريتي اكتسبت أصدقاء جدد، في هذه السنة مخططي حول الاستزادة العلمية، دراسة دورات في اللغة الانجليزية، السفر إلى محافظة الحديدة والاطلاع على الكتب التي أعدها المركز الثقافي هناك. عمل طوعي أروى الكمالي: أكبر فائدة خرجت منها للعام 2010م هي انضمامي للبرنامج الوطني لمكافحة الايدز، فقد تعلمت العديد من المهارات منها تقدير الذات، وأساليب التوعية لكافة الشرائح.. وتضيف قائلة: خلال هذه السنة سنوسع من نشاطنا في البرنامج وسنخرج إلى الأماكن العامة بعد أن كنا محصورين في الأماكن المغلقة كالمدارس، وأخيراً أتمنى أن أغير نمط حياتي للأفضل بطاعة الوالدين والاهتمام بكل جوانب الحياة. سيئة ولكن شكرية أحمد محمد من الصومال أبدت استياءها من السنة الماضية فقالت: كانت أحزانها أكثر من أفراحها بالنسبة لي، فقد حصلت لي أحداث سيئة لا مجال لذكرها أسوأها أني تبقيت بمواد في الجامعة، لكنني أتمنى أن أجتاز ذلك في هذا العام، فأنا أخطط خلالها أن أسافر إلى صنعاء للتطبيق في البنك أو في وزارة المالية بحكم تخصصي في “المالية والمصرفية” وأريد تعلم اللغة الفرنسية، والخياطة أيضاً. أعمال تطوعية أيضاًَ عبدالله حميد: تمنى النجاح والتفوق في سنته هذه أكثر من السنة الماضية، وأن يتغلب على بعض القصور الذي لازمه فيما مضى وأن يتعاون وأصدقاءه على فعل الخير والاشتراك في الأعمال التطوعية والتنظيم لرحلات جماعية وتمنى للجميع سنة سعيدة ورائعة. رسم ملامح المستقبل أما الختام فكان مع سرور سعيد داود والتي كان لها نصيب من اسمها فبدت مسرورة ومتفائلة بدأت حديثها فقالت: كانت سنة حلوة، نجحت تعرفت على قدراتي ومواهبي من خلال التحاقي بدورة الإعلام وحصولي على عمل كمندوبة تسويق، فأثبت لنفسي وللآخرين أنني أستطيع عمل الكثير ومهما واجهتني من صعوبات.. وتضيف: أهم شيء هو انضمامي لمنظمة الفرص المتساوية الدولية لإعداد البرامج الشبابية أما الآن فأنا مقبلة على 2011 مخططة إن شاء الله التفوق في مجال دراستي أن أبد برسم ملامح مستقبلي من خلال التطور في مجال عملي.. أتمنى أن تكون سنة حب، أعيش في ظل أهلي في هدوء وأمان، وأتمنى كذلك للجميع أن يسعدوا بسنة يكون فيها الخير والنماء. كن شجرة مثمرة كأننا البارحة فقط كنا نستعد لاستقبال 2010م ورغم تزاحم الأحداث فيها إلا أنها مرت علينا كلمح البصر، وهذا كما يقال من أشراط الساعة، فيجب علينا نحن الشباب أن نصحو من غفلتنا ونتخلص من اللامبالاة التي يعيش بها البعض. فهاهو عام 2011م يفتح لنا أبوابه التي سندخلها جميعاً لكن كل منا سيسلك الطريق الذي يرتئيه، فلنلملم ما فاتنا من العام الماضي، ولنشمر عن سواعدنا للعمل والعطاء والجد والمثابرة، ولنزرع دائماً طريقنا بالأشجار المثمرة، ونرجو من الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.