يوماً بعد يوم يتزايد السطو الفكري على الكثير من كتب وكتاب الإبداع والفكر الإنساني الخلاق، وعلى شتى ميادين ومستويات ذلك الفكر والإبداع الثقافي.. والفني.. الصناعي والتجاري.. العلمي والمهني.. وبمعطيات وأساليب منقوصة.. سطحية وقاصرة غير قادرة حتى على إيصال نصف فكرة من تلك الأفكار بمضمونها الحقيقي والمضيء غير قادرة حتى وضع نقطة ضوء واحدة على صفحة داكنة، وإن استطاعت فقدت الهدف الذي من أجله كانت الفكرة، وهو الارتقاء بالدفين من المواهب والموهوبين.. العاكس للوجه والأفق الشاسع من الديمومة والتجديد في المجتمع الذي تنتمي إليه مجموعة تلك المواهب وصانعيها نتيجة لطغاء الأنانية سطحية الرؤيا، أو جهل الغاية المراد منها تحقيق الهدف لدى أولئك الساطين ليساعدهم على ذلك وجود الفكرة وعدم وجود الجهة المؤسسية القادرة على إيقاف تلك التصرفات العابثة.. الفاعلة في تبني وحمل الفكرة ومن يحملها وإيصالها إلى الوجود، كذاكرة خالدة متعددة الملامح والروح والرؤى واحدية الغاية والحضور .. انطلاقاً مما سبق ومن الخطوة الكبيرة والنوعية التي تم بها إعلان وتأسيس فرع الاتحاد الإقليمي للدفاع عن حقوق الملكية الفكرية، وأهمية هذا الاتحاد الذي أعطى اليمن أسبقية وصدارة في تأسيس الفرع عن أغلبية الدول العربية الأخرى.. كان لنا هذا اللقاء مع سعادة السفير والأمين العام للفرع الإقليمي في اليمن غالب سعيد العدوفي. من أين ومتى نبتت فكرة تأسيس الفرع الإقليمي للاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية؟ منذ تأسيس الاتحاد العربي في جمهورية مصر العربية بقرار من مجلس الوحدة الاقتصادية ونحن نتابع باهتمام بالغ موضوع إنشاء الفروع الإقليمية للاتحاد في الوطن العربي، وبحسب الأولويات كان حظ اليمن اعتماد وتأسيس الفرع ضمن الفرع عام 2009– 2010م، وتم الحصول على موافقة جميع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد على افتتاح الفرع الإقليمي للاتحاد في اليمن برئاسة الأخ عبدالله محسن النهاري. حيث تم التنسيق مع الأمانة العامة للاتحاد باعتبارنا أعضاء في الاتحاد على استكمال الإجراءات الخاصة بافتتاح الفرع الإقليمي، وقد تخلل عملية متابعة افتتاح الفرع عدة زيارات لجمهورية مصر العربية فردية وجماعية، قام بها رئيس الفرع والأخ عبدالملك علامة – نائب رئيس الفرع، وأمين عام الفرع غالب العدوفي، كما تم اللقاء بقيادة الاتحاد وأمين عام مجلس الوحدة العربية الاقتصادية الأخ السفير محمد الربيع، الذي من خلال الزيارات السابقة، وجهود كل أعضاء الاتحاد كان إنشاء الفرع في اليمن. ما هي الأسباب والعوامل التي ساعدت فعلياً على تكليل الفكرة بالنجاح؟ - هذا سؤال جيد؛ إذ من المهم أن يطلع القارىء الكريم على الأسباب التي ساعدت فعلياً على نجاح الفكرة، والتي يمكن أن نجملها فيما يلي: - الاقتناع بالفكرة، وبالرسالة التي حملها قيام الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية للمواطن العربي أينما وجد على امتداد الوطن العربي الكبير. - التجاوب الجاد، والتعامل الإيجابي مع الفكرة منذ بداية طرحها كما سبق أن شرحنا في الإجابة السابقة. - التنفيذ السريع للشروط والالتزامات المقدمة من قبل الأمانة العامة للاتحاد في القاهرة، تطبيقاً للنظام الأساسي. - اختيار هيئة إدارية منسجمة فيما بين أعضائها، ومدركة لأهداف الاتحاد، وواعية لما يتوجب عليها من مهام ومسئوليات. - متابعة الجهات المختصة داخل الوطن والمسئولة عن استكمال إجراءات ملف الإشهار والتسجيل، والتي تمت في وقت قصير وسريع، وهنا لا ننسى أن ننوه بجهود الإخوة المسئولين المعنيين بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل في إنجاح هذه الإجراءات خلال فترة قياسية. - بذل الجهد والوقت والمال في سبيل قيام الفرع وتجهيزه وبدء مزاولة عمله وأنشطته؛ كي ينضم مع الفروع الإقليمية في الدول الشقيقة. - ما أهداف الاتحاد؟ وما هي الخطوات الحية التي قام وسيقوم بها الاتحاد في سبيل خدمة الملكية الفكرية على الصعيد الاقتصادي والتجاري.. العلمي والثقافي؟ ومن أي نافذة ينظر الاتحاد إلى المستقبل؟ - أوضح النظام الأساسي للاتحاد في المادة (4) الأهداف التي قام عليها، ومن أهمها تطوير وتنسيق وتعزيز نظام حماية حقوق الملكية الفكرية بواسطة شتى وسائل التوعية والتثقيف التي توضح أهمية الملكية الفكرية، ودورها المؤثر على الاقتصاد القومي في كافة الأقطار العربية. - كما يهدف الاتحاد إلى الارتقاء بالوعي العام فيما يتعلق بالأمور والقضايا المتعلقة بالملكية الفكرية وسبل ووسائل حمايتها من خلال الوسائل التعليمية والإعلامية المتخصصة وإصدار المجلات والنشرات الدورية والدراسات الاقتصادية المتعلقة بالملكية الفكرية الاقتصادية وتنظيم وعمل المؤتمرات والندوات وورش العمل والمشاركة فيها وطنياً وإقليمياً وعالمياً. - كون الإعلام باختلاف مشاربه هو الوجه والظل الآخر لكل مشروع إنساني حقيقي وبناء.. هل يمتلك الاتحاد خطة إصدار مجلة أو جريدة لتغطية أنشطة وأعمال الاتحاد..؟ وماذا تتوقعون من جهات الإعلام والصحافة ووزارة الثقافة في دعم ورفد الاتحاد خصوصاً وأن الاتحاد لايزال في المرحلة الأولى من الولادة؟ - نعم سوف يدرج موضوع إصدار مجلة فصلية أو نشرة دورية عن الفرع، في خطة العام الحالي، وذلك على غرار المجلة الفصلية الصادرة عن الأمانة العامة للاتحاد، ونتمنى من وسائل الإعلام المختلفة في بلادنا، وفي مقدمتها الصحافة، أن تتيح لنا فرصة التواصل ونقل رسالة الاتحاد وأهدافه إلى أكبر عدد ممكن من الناس. والفرع يرى أن إقامة علاقة شراكة مع وسائل الإعلام المتخصصة، سوف يكون خير معين لنا في تحقيق ولو جزء بسيط من الهدف الرئيس للاتحاد المتمثل بنشر الوعي عن موضوع الملكية الفكرية. - علمنا مؤخراً بزيارة الأخ وزير الثقافة إلى (الويبو) سبقه وزير الصناعة والشئون القانونية، وهناك لقاءات في الأيام القادمة؟ ما قراءتك لغد الفرع من خلال ما سيتمخض عن تلك الزيارات؟ - زيارات أصحاب الوزارة الذين ذكروا في السؤال، يتعلق بأمور رسمية خاصة بعلاقات هذه الوزارات مع منظمة التجارة العالمية WTO أو المنظمة العالمية للملكية الفكرية ًWIPO. ومع ذلك فإن نجاح الجانب الحكومي مع هذه المنظمات وغيرها، سوف ينعكس بلا شك على منظمات المجتمع المدني في بلادنا، خاصة مع المنظمات العالمية التي يدخل موضوع حماية الملكية الفكرية ضمن اختصاصاتها. - هل تتوقعون تفاعلاً حقيقياً ودعماً من المؤسسات المعنية بحقوق الملكية الفكرية ولو معنوياً؟ وما هي الوسائل القانونية التي سيتخذها الاتحاد ضد لصوص الأفكار؟ - إن كان المقصود من السؤال هو الدعم المتوقع من المؤسسات الحكومية المعنية بموضوع الملكية الفكرية، فالجواب نعم، فنحن قد قدمنا أنفسنا إلى هذه الجهات الرسمية عبر مقابلات مباشرة، وعلى رأسها مقابلة معالي الأخ وزير الثقافة ووكيل الوزارة، وكذا الأخ الوكيل المساعد بوزارة الصناعة والتجارة، والأخ مدير عام الملكية الفكرية بالوزارة، وحصلنا على دعم معنوي وتشجيع كبير بالمضي قدماً، ووعد بتحقيق الشراكة بين الجانب الحكومي ومنظمات المجتمع المدني، وكلنا أمل بتحقيق ذلك مستقبلاً وبالتدريج بطبيعة الحال. - ما هي الرسالة التي تلخص شكل ومضمون الاتحاد والرسالة التي تحب إيصالها إلى وزارة الصناعة والتجارة وجميع من يهمه نجاح الوطن ومبدعيه؛ كون الاتحاد ليس مجرد منظمة توعية بل وتنمية؟ - ما أود إيصاله للإخوة المسئولين بوزارة الصناعة والتجارة، هو أن يثقوا من صدق توجهنا في ترجمة أهداف الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية، كما جسدها النظام الأساسي للاتحاد، وعليه فإننا سوف نبذل كل ما في وسعنا لتحقيق عملية التكامل والشراكة مع جميع المؤسسات الحكومية المعنية بموضوع الملكية الفكرية، وفي مقدمتها وزارة الصناعة والتجارة ووزارة الثقافة. - إلى أي مدى وكيف سيضع الاتحاد حلقات التواصل مع منظمات المجتمع الصناعية والتجارية والمدنية؟ - نحن مازلنا في بداية التأسيس، والبداية عادة ما تكون صعبة، ومع ذلك فإن خطة الفرع الإقليمي للعام القادم تتضمن إقامة علاقات وتعاون مع منظمات المجتمع المدني الصناعية والتجارية والمدنية، وعلى وجه الخصوص تلك التي ترتبط مهامها وتوجهاتها بمهام الاتحاد العربي وفروعه الإقليمية، أو على الأقل تتشابه تلك المهام بما يحقق في النهاية الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها وهي نشر الوعي والمعرفة بحقوق الملكية الفكرية وسبل حمايتها في بلادنا.