وجعي تخطى حدودَ الوهمِ و أصبحَ أكثر واقعيةٍ من أي وقت مضى و أكثرُ أمناً من أي مساءٍ فتلك الأشباح أصبحت أكثر أمناً . لن اُجهِدَ رأسكِ الفارغُ بالتفكيرِ و سأُفضي لك بسرٍ لم يعد يتزاحمُ في صدري و أُخبركِ عما حدث بالضبط . فبينما انا على سقيفة انتظاركِ أتجشمُ عبء الوقت و يطحنُ أوصالي البرد تعاضدت ستُ أشياءٍ أحب كُرهها و أكرهُ حبها لتختزل قدرتي على تحمل غيابك إلى درجة اللانهاية كانت قائدةُ السربِ وحدتي الجوفاء القاحلة الموحشة تجر عرجتها المقيتة أقبلت هذة المرة بدثارٍ أبيض كالشبح المرسوم في مخيلة الأطفال و مخيلتي فاتحةً كُمَ قميصها باتساع الأفق المظلم تحتضنُ ثقوباً سوداء و تعضُ على شفة الضوء بنابٍ أحمر اقتربت و احتضنت رأسي وشربت من فمي حتى الثمالة و في لحظة سكرٍ ابتسمت. و كان سكونُ الوقتِ الهادىء ثاني الأشياء يمارسُ طقوس جهله في استفزازي كي أُحدث أي ضجيج يعبرُ منه إلى جوفي كالعادة لكني غافلتُ هدوءه و سكنتُ فأحدثَ إشتهاءً في نهر الدمى المجففِ و توارى في غيهب جبٍ مارق. والثالثُ ألمٌ لازمني مُنذُ سنين لم تتمكن أقراص الوجع المباحة والمحرمة من إسكاته ودون سابقِ إنذار هدأ حين اكتشف ألا مبررَ لوجوده فمنْ خُنتني معه كانَ أفضلَ مني فاستحقكِ بجدارة .. يشبهكِ كثيراً و هذا لم يخطر في بالي أبداً قبل الآن. والرابعُ كان صديقي عبر على جِسرِ دمي و توضأ من طهري و ترك أثر خنجره في ظهري, من مسح الدمَ الأخضر قال: إن الجرح عميق لكني الليلة أتحسسه و لاشيء هناك وعرفتُ أن صديقي لم يتعمد طعني هو كان يجرب طعم الغدر وانصرفَ ليصبح شرطيَ مرور. والخامس أعجبُ ما في الأمر فقد كُنتُ أنا بنزواتي و رغباتي التي لم أعشها و التي كانت تلحَّ عليَّ دائماً قررت فجأة التخلي عنها فأطاعتني و السر لا شيء سوى عدم القدرة. و السادس كان هو الشيطان من أثخن كل جراحات العالم و بقيَ على عرشه يضحك مما يحدث , تخلى عن غروره ونظر إلى صغار شياطينه في صدري و قال لهم كفوا عنه فقد مات . وها أنذا مسجىً بخرقةٍ بيضاء و حولي أشباح كثرٌ يبكون وآخرون يرقصون كصائدي القبيلة . دفنتُ غروري و جئتُ إليكِ هناك حيثُ لا أحد. توقيع / ميت