آخر مره ظهر مرتدياً.. ابتسامة مؤثرة ....يرنو بنظره هارباً من عينيها ..تستشعر دقات قلبه القوية ، بصوت مرتعش ينثر كلمات مرتبكة ..أكد لها ظنونها فيه ،. - حبيبتي أعتقد أني سأغيب عنكِ مدة أسبوع أو أسبوعين ... لديّ ... ترد بابتسامة مهزومة .. مخرجة زفرة حارقة .. - أسبوعين إلى أين ولماذا.؟! - تعرفين أهمية عملي الأمني ..الذي يستوجب سفراً دائماً ،وعليّ حضور الكثير من الدورات التدريبية فالدولة حريصة على تأهيل رجال أمنها؛ نتيجة حساسية مهامهم وأهميتها وبلادنا تمر بأوضاع ... تدور بها الدنيا ..تتحول نظراتها تائهة ... قلبها جامد الإحساس و ثمة صدى لمكالمة قديمة. (( هل تصدقين لقد اضطررت أن أكذب على زوجتي لنتمم زواجنا و أحافظ على مشاعرها في نفس الوقت ... قلت لها: أنني في دورة تدريبية لمدة أسبوعين أو ثلاثة لم أحدد لها الفترة ...لا أفضل التحديد ... أحب الراحة بلا قيود ... كما في كل دورة تدريبية ها ها ها ... )) بالرغم من مرور شهر ما زال يتّملكها.. إحساس لم تعهده من الحسرة والندم .. تحيط بها مرارة الغربة تتأمل الشارع ومن خلف نفس الشباك الذي طالما التصقت به لتنظره ليالي طويلة .. أوه لا تصدق إنه قادم نعم سيارته الفارهة.. يظهر أخيرا تبدو ملامحه مختلفة .. زواياه لامعه.. يطرق الباب .. يفتحه ..هي لا تتحرك رائحة عطر فاخر تصل إليها قبله وعلى غير عادته .. يتسمر مندهشاً.. «ااه ..صباااااااااح ااالخيير ..إااعتقدتك غير موجودة ؟! لما لم تفتحي الباب؟» تلقي بنظراتها فقط.. لتمد يدها له بباقة حمراء ..برزت منها بطاقة كبيرة ..مكتوب عليها «ألف مبروك.. زواج سعيد.. لزوجي العزيز».