- تمسكنا بالشرعية الدستورية وفاء لجماهير الشعب الرافض لكل المحاولات الانقلابية - المشاركون يحمّلون المشترك مسئولية تصعيد الأزمة والدفع بالمواطنين والشباب نحو الفوضى اكتظت ميادين وشوارع وأحياء العاصمة صنعاء بحشود هائلة من المواطنين الذين توافدوا من مختلف محافظات الجمهورية منذ يوم أمس الأول لأداء صلاة جمعة “التصالح” والمشاركة في المسيرات الجماهيرية الملايينية التي أعقبت صلاة الجمعة وامتلأ بهم ميدان السبعين رغم اتساعه للتعبير عن تأييدهم الشرعية الدستورية والديمقراطية ورفض محاولات الانقلاب عليها ومشاريع الانزلاق بالوطن نحو ويلات الفتن والشقاق والتشرذم والشتات والإعلان عن تمسُّكهم بالأمن والاستقرار ودعمهم الحوار الوطني الشامل. ورفع المشاركون في المسيرات والمهرجان علم الجمهورية اليمنية وصور فخامة الأخ رئيس الجمهورية, وردّدوا هتافات تستنكر مختلف الدعوات الساعية إلى السير بالوطن نحو الفوضى والعنف والفتن، وشعارات تقول: “نعم للحوار.. نعم للتنمية والأمن والاستقرار.. لا للتخريب.. لا للفوضى.. لا للأزمات المفتعلة.. لا للانقلاب على الشرعية الدستورية”. واستنكرت الجماهير المليونية استمرار أحزاب اللقاء المشترك في عرقلة الوصول إلى حوار وطني جاد ومسؤول بغية إخراج الوطن من أزمته الراهنة بتعمُّدها مواصلة نهج المغامرة والمقامرة للسير بالوطن نحو فوهة بركان الفتن وما يسمّى “الفوضى المنظمة” في إطار مخطط تآمري يستهدف تقويض أمن اليمن واستقراره ووحدته وشرعيته الدستورية. وجدّد المشاركون في هذه التظاهرة الكبرى التي تعد من أضخم الحشود الجماهيرية في تاريخ اليمن الدعوة لأحزاب اللقاء المشترك إلى عدم تعطيل الحوار وتضييع المزيد من الوقت, وسرعة تحكيم العقل والمنطق والتجاوب العقلاني مع الحوار والمساعي الخيّرة المبذولة لحل الأزمة ومنها المبادرة الخليجية, ووضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار. وأكد المشاركون في المسيرات والذين أتوا من مختلف مديريات وقرى اليمن ويمثّلون مختلف الشرائح أن الحوار هو الوسيلة الحضارية والوحيدة للخروج من الاحتقان السياسي والأزمة الحالية بما يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره ومكتسباته الوطنية. وحمّل ملايين الجماهير المحتشدة قادة تلك الأحزاب مسؤولية تصعيد الأزمة والاستمرار في التغرير ببعض المواطنين والشباب للدفع بهم نحو العنف والفوضى والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة فضلاً عن تحميلهم مسؤولية ما يتكبده الاقتصاد الوطني من خسائر فادحة جراء هذه الأزمة المفتعلة. كما حمّلوهم مسؤولية استمرار معاناة المواطنين نتيجة أعمال التقطّع في طريق مأرب لمنع وصول المشتقات النفطية والغازية إلى جانب الأعمال التخريبية التي استهدفت خطوط نقل التيار الكهربائي من محطة مأرب الغازية. وأكدوا أن الغالبية العظمى والساحقة من جماهير الشعب اليمني تتمسّك بالشرعية الدستورية وبفخامة الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية الذي نال ثقة أغلبية جماهير الشعب اليمني في انتخابات رئاسية تنافسية حرة ومباشرة في العام 2006 شهد بنزاهتها العالم أجمع. لافتين إلى أن طريق الوصول إلى السلطة مكفول للجميع عبر صناديق الاقتراع وخيار الديمقراطية وليس عن طريق الانقلابات التي لا يمكن القبول بها في عصرنا الراهن. وقد ألقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية كلمة حيّا فيها جماهير الشعب اليمني رجالاً ونساءً في وطن ال22 من مايو. وقال: “أحيّيكم يا جماهير شعبنا اليمني العظيم رجالاً ونساءً على مواقفكم الوطنية المشرّفة ومشاعركم الفياضة, وأحيّي روح الوفاء, ونبادلكم الوفاء بالوفاء, ونؤكد لكم تمسُّكنا بالشرعية الدستورية وفاءً لجماهير شعبنا الرافض رفضاً كاملاً العمليات الانقلابية على الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية”. وأردف فخامته قائلاً: “هذه الحشود الملايينية الهائلة للمواطنين الذين توافدوا من جميع محافظات الجمهورية, هي خير رد من جماهير شعبنا اليمني على من يسعون إلى الانقلاب على الشرعية الديمقراطية والدستورية ومن يريدون أن ينقضّوا على السلطة ويدمّروا مكاسب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر والثاني والعشرين من مايو”. ومضى فخامته قائلاً: “وكما سمعتم الدعوات التي بثّتها وسائل الإعلام أمس لقيادات في المشترك تحرّض على الزحف على البنوك وعلى وزارة النفط وعلى وزارة الخارجية لينقضّوا على مكتسبات الشعب وعلى إنجازات تسع وأربعين سنة من مسيرة الثورة اليمنية المباركة, والتي تسعى تلك العناصر إلى الانقضاض عليها”. مؤكداً أن تلك العناصر المتهالكة تتآكل يوماً بعد يوم أمام صمود جماهير الشعب اليمني وإرادتهم الصلبة التي تتحطم عليها كل المؤامرات. ودعا فخامة الأخ الرئيس أبناء شعبنا اليمني العظيم إلى مواصلة الصمود أمام تلك العناصر المتآكلة والمرتّدة, كما صمدوا في ملحمة السبعين وفي حرب الدفاع عن الوحدة في صيف 94م. وقال: “سنواجه التحدي بتحدٍ, ونحن حريصون كل الحرص على عدم إراقة الدماء, وسنواجههم بكل الوسائل دون إراقة الدماء ودون استخدام البندقية, لأن البندقية من السهل أن تنطلق منها الرصاصة, ولكن من الصعب أن نتحكم فيها غداً أو اليوم الثاني, فأما الطلقة الأولى فمن السهل أن تنطلق”. واستطرد قائلاً: “نحن نرفض الحرب ونرفض إراقة الدماء, وعلى جماهير شعبنا مواصلة الصمود, وأن يحافظوا على مكتسبات الثورة في كل المحافظات ابتداءً من المنطقة الشرقية حتى الغربية, ومن الشمالية حتى الجنوبية”. وأعلن فخامة الأخ الرئيس ترحيبه بالمبادرة التي قدّمها وزراء الخارجية في مجلس التعاون الخليجي في إطار مساعي الأشقاء بدول الخليج العربية لحل الأزمة الراهنة في اليمن. مؤكداً الحرص على التعامل الإيجابي مع هذه المبادرة في إطار الشرعية الدستورية. وجدّد فخامته شكره وتقديره لجماهير الشعب اليمني رجالاً ونساءً على صمودهم أمام المخططات التآمرية ومواقفهم الوطنية الشجاعة والمشرّفة. محيياً الحشود الملايينية من المواطنين الذين تحمّلوا عناء السفر من مناطقهم للحضور إلى صنعاء لتأكيد تمسُّهكم بالشرعية الدستورية ورفضهم الفوضى والعنف والتخريب والفتن.