صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنه رأس المال الاجتماعي
يتعدى العمل الطوعي الصدقة والإحسان على الفقراء والأيتام والأرامل والمعوقين كمفاهيم تقليدية ومساعدات خيرية
نشر في الجمهورية يوم 28 - 05 - 2011

قامت الخدمات التطوعية بلعب دور كبير في بناء الكثير من الحضارات والمجتمعات عبر العصور بصفتها عملاً خالياً من الربح والعائد، وكونها لا تمثل مهنة يقوم بها الأفراد كما تأخذ أشكالاً متعددة ابتداءً من الأعراف التقليدية للمساعدة الذاتية، إلى التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة ومجهودات الإغاثة، إلى حل النزاعات وتخفيف آثار الفقر.. ويشتمل المفهوم على المجهودات التطوعية المحلية والقومية، وأيضاً البرامج ثنائية أو متعددة الجوانب “العالمية” التي تعبر إلى خارج الحدود، وقد لعب المتطوعون دوراً هاماً كماً وكيفاً في رعاية وتطوير الدول الصناعية منها والنامية من خلال البرامج القومية، برامج الأمم المتحدة في مجالات المساعدات الإنسانية، التعاون التقني، تعزيز حقوق الإنسان، الديمقراطية، السلام.
كما يشكل التطوع أيضاً أساساً لكثير من نشاطات المنظمات غير الحكومية، الروابط الحرفية، الاتحادية والمنظمات المدنية، هذا إضافة إلى كثير من المشاريع في مجالات محو الأمية، التطعيم وحماية البيئة تعتمد بصورة مباشرة على المجهودات التطوعية.
لقد ازداد الاهتمام بصورة عامة في العقد الأخير بالمجتمع المدني ومنظماته، وازدادت الإصدارات حوله كتباً أو دوريات، وبالرغم من انتشار الأدبيات حول هذه التنظيمات إلا أن هناك عدم وضوح وضبابية، بل وخلافات واختلافات في مفهومها مما يغيب روحها الملهمة ويسلبها، ويقعدها في غياهب الفكر التجريدي الجاف.
إن تعريف العمل الطوعي يمكن أن يقوم على منهجين أحدهما طبيعة العمل الطوعي وأهدافه والآخر هو مفهوم المنظمات الطوعية في علاقتها بالكيانات المجتمعية المختلفة، وهي الدولة والقطاع الخاص والعائلة.
منظور برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين
ويعد العمل التطوعي من منظور برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين عمل غير ربحي، لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي/ مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة، وهناك الكثير من الأشكال والممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية ذات منفعة متبادلة، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فعل طبيعي دون توقيع نظير مادي لذلك العمل، بل النظير هو السعادة والرضا عند رفع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شمل المنكوبين ودرء الجوع والأمراض عن الفقراء والمحتاجين.
كما يشتمل تعريف التطوع العالمي في دواخله من منظور الأمم المتحدة على رؤيته من جانب محلي وآخر قومي أو عالمي، تماشياً مع اختلاف دوافع روح التطوع حسب عوامل عدة وساعدت القيم الاجتماعية وخاصة الدينية المتجذرة والمتعمقة في المجتمع العربي والإسلامي في تعميق روح العمل التطوعي فيه بالإضافة إلى التراث الشعبي المنقول من خلال الأدب القصصي والشعر والغناء والأمثال والذي يشيد بهذه الروح فتظل متقدة في المجتمع حتى بعد زوال الظروف المادية التي قام عليها ذلك التراث الشعبي.. وحيث أن مفهوم التطوع في الدول الغربية بصفة خاصة يفصل ما بين مفهومي الصدقة من جانب ومساعدة الآخرين من جانب آخر، فإن الدين الإسلامي لا يدعو لذلك الفصل، وهو المؤثر الأساسي في هذه المجتمعات.
وتحث عديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على العمل التطوعي والذي هو بمثابة صدقة في الإسلام.
الحكم الرشيد
وقد اتخذت الصدقة في الإسلام والدولة الإسلامية صورة مؤسسية في شكل الأوقاف في صورها المختلفة من خلال المساجد، الخلاوي القرآنية والوقف الاستثماري لدعم المساجد ودور العلم، كما هو الحال في دواوين الزكاة في العديد من الدول الإسلامية.
وقد أثر التوسع في مفهوم العمل التطوعي في الإطار الدولي تدريجياً على العالم العربي، والذي انعكس في مفهوم الأمم المتحدة للحكم الرشيد “Sound Governance” وأهمية منظمات المجتمع المدني في ذلك وعلاقتها بهذا الحكم وعلى الأخص بالديموقراطية وحقوق الإنسان.
لقد انحصر مفهوم العمل الطوعي والمنظمات الطوعية في عالمنا العربي وخارجه وحتى منتصف الثمانينيات على ذلك العمل الفردي أو الجماعي غير المنظم عند الكوارث والملمات، وتطور تلقائياً إلى تلك المنظمات التي تقدم خدمات اجتماعية للمجموعات الضعيفة والتي يطلق عليها المجموعات الخاصة في علم الخدمة الاجتماعية والذي هو الأساس العلمي للعمل مع هذه المجموعات، مثل الأطفال الجانحين أو غير الشرعيين والمعوقين مثل المكفوفين والصم والبكم.
وهناك منظمات طوعية غير هذه المجموعات الخيرية مثل الجمعيات التعاونية والتي تدرج تحت التعاونيات والنقابات.
وفي بداية الثمانينيات، بدأ التفكير في الدول الغربية لتوظيف المنظمات الطوعية الخاصة للعمل في مشاريع التنمية في الدول النامية. وفي التسعينيات بدأ توسع واضح في مفهوم العمل الطوعي؛ إذ شمل مفاهيم وأبعاد سياسية، أهمها مفهوم المشاركة السياسية والحكم الراشد، فمثلاً تبنت الأمم المتحدة مفهوم الحكم الراشد بركائزه الثلاث وهي: الدولة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، والتي أطلق عليها اسم القطاع الثالث كجزء أساسي في المجتمع.
كما ظهرت نظريات جديدة أخرى حول العلاقة بين الدولة والمجتمع تقوم على مفهوم انحسار دور الدولة في المجتمع، ومن هذه النظريات والمدارس ما يهتم بما يسمى بمجتمع الشبكات “Network Society” أو مجتمع لا مركزي “Centerless Society” أو المجتمع متعدد المراكز “Polycentre .society” وهو ما يتجه نحوه العالم المتقدم اليوم خصوصاً في ظل العولمة والتطور المبهر في تقنية الاتصالات، حيث لا يغيب على أحد تأثيرها بعد أن تمكنت من الدخول في كل بيت واجتازت جميع الحواجز.
مساواة وتنمية
وجاءت الأبعاد السياسية لفهم العمل الطوعي بجانب البعد الخيري والتنموي نتيجة للبحث في دور الدولة عامة ودول العالم الثالث بصفة خاصة.. ومن الحقائق الثابتة أن المجتمع بكل جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وقيمه الأخلاقية والروحية لا يتجزأ إلا في التجريد العلمي، وهذه الحقيقة تنبع وتقوم على حقيقة أساسية هي أن الإنسان بوصفه الخلية الحية للمجتمع كل لا يتجزأ، ولذلك فإن العمل الطوعي يجب ألا ينحصر في جوانب محدودة للمجتمع والإنسان، بل يجب أن يتسع ليشمل كل المجتمع وكل الإنسان وحقوقه الأساسية في الحياة والسلام والحرية وليشمل حقوقه الاجتماعية من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وصحة وتعليم وحقوق اقتصادية أهمها الحق في العمل والأجر والراحة والعطلات، وليشمل كذلك الحقوق السياسية والمدنية كافة بما فيها الحق في المساواة أمام القانون وحق التنمية.
إن العمل التطوعي بهذه الأهداف الواسعة يتعدى المفهوم التقليدي الخيري، فلا ينحصر في مساعدة ودعم المجموعات الخاصة المستضعفة مثل المعوقين والأيتام والأرامل والمشردين وفي محاربة الفقر فقط، وهو ما يجب علينا بحثه ونقاشه في مجتمعنا العربي، والاستفادة في ذلك من التقنية الحديثة في مجالات الإعلام “الفضائيات” وشبكات الاتصالات وغيرها من وسائل الإعلام حتى نشكل مفهوما موحدا للتطوع يعكس وجهة النظر العربية ويبرز خصوصية مجتمعاتنا وعقائدنا وعاداتنا السمحة، ويكون لنا المرجع للعمل من خلاله، عندها فقط، نستطيع أن نؤثر ونتأثر إيجابياً، بدلاً عن أن نكون في وضع المتأثر سلبياً، أو المتلقي فقط.
يجب أن توظف وسائل العمل التطوعي الآتية بصفة متكاملة لتمكين المجموعات المستهدفة في المناشط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، بل والمعنوية أيضاً.
تمكين تقديم الخدمات لتلبية الاحتياجات الأساسية من خارج المجتمعات المحلية المعنية كما في حالة الإغاثة والنزوح مثلاً.
تمليك وسائل الإنتاج لتدخل المجموعات المستهدفة في دورة الاقتصاد القومي ولتتمكن من شراء الخدمات حسب آليات السوق، حتى تضمن استدامة العمل التطوعي المنظم.
البناء المؤسسي بجانبيه
بناء القدرات البشرية المهنية والفنية وفي إدارة الأعمال وإدارة العمل التطوعي والمشاركة السياسية “تكثيف التدريب”.
بناء تنظيمات المجموعات المستهدفة لتخرج من دائرة الوصاية ولتتحدث بنفسها عن واقعها واحتياجاتها ومطالبها عبر مؤسساتها المستقلة.
توجيه البحث العلمي لخدمة أهداف العمل التطوعي والمجموعات المستهدفة بصورة علمية.
المناصرة والتصدي للتأثير على متخذي القرار في الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتبني قرارات وتشريعات لتمكين المجموعات المستهدفة وللدفاع عن حقوقها السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
دعم المجتمعات المحلية
وقد أنشأت الجمعية العامة برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين في عام 1970م، كجهاز مساعد للأمم المتحدة، وليكون الذراع التطوعي لمنظومة الأمم المتحدة، بالإضافة لكونه مشروعا تطوعيا متعدد الأطراف يهدف إلى تشجيع الإسهامات التطوعية في مجالات التنمية المختلفة وخاصة التنمية التي ترتكز على المجتمع المحلي، كما يسعى البرنامج إلى التأثير السياسي بغرض التوصل إلى نتائج مستدامة.
والبرنامج مسئول أمام المجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويعمل من خلال مكاتبه الميدانية في كل أنحاء العالم.
ويعمل في البرنامج أكثر من 4.000رجل وامرأة سنوياً، ويتميزون بمستويات رفيعة من المؤهلات والخبرة وحافز العطاء للآخرين، وينتمون لأكثر من 140جنسية يعملون في البلدان النامية وبلدان “الانتقال” كأخصائيين متطوعين وعمال ميدانيين، وكمتطوعين وطنيين في برامج الأمم المتحدة في بلدانهم، فهناك حوالي 74% من متطوعي الأمم المتحدة في الوقت الحالي هم أنفسهم من مواطني البلدان النامية.. أما الباقون 26% فمن العالم الصناعي وهم يعملون في نحو 140بلداً، أكثر من نصفهم يعملون في أفريقيا، وربعهم في آسيا والمحيط الهادىء والباقي في الدول العربية والكاريبي وأمريكا الوسطى، كما يعمل ثلاثة أرباعهم في أفقر أمم العالم في اقتصادات أقل البلدان نمواً والبلدان المغلقة والجزر الصغيرة.. ويعمل هؤلاء المتطوعون في مجال التعاون الفني والتقني من أجل التنمية، وفي دعم مبادرات المجتمعات المحلية وأعمال الإغاثة الإنسانية والتعمير، كذلك يدعمون أعمال الأمم المتحدة في مجال السلام والانتخابات وحقوق الإنسان، وبالإضافة إلى ذلك يقدم برنامج متطوعي الأمم المتحدة موارد الأمم للمشورة الدولية القصيرة الأجل “UNISTAR” المستشارين للقطاعين الخاص والعام، وتمكين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نقل التكنولوجيا من خلال المغتربين لمساعدة بلدانهم الأصلية “TOKTEN”. ومتطوعو الأمم المتحدة مهنيون ملتزمون يسعون إلى العمل مع أقران لهم، فتراهم يصغون ويحاورون، يشجعون ويسهلون، يتقاسمون الأفكار والمهارات والخبرات ويتبادلونها، يعملون ويدربون فئات المستفيدين من المجتمعات التي يعملون من أجلها، وباختصار فإنهم متفانون في نشر روح التطوع من خلال ما ينقلونه من معرفة بين الشعوب.
ويحتفظ برنامج متطوعي الأمم المتحدة بجدول للمتخصصين يغطي 115فئة مهنية في مختلف المجالات، وتبرز من بينها الزراعة، الصحة، التربية، الشئون الاجتماعية، التدريب المهني، الصناعة، السكان، الاتصالات، الإعلام وتقنية المعلومات، ويرد في جانب آخر صورة أعمال الإغاثة الإنسانية والسلم والانتخابات والتي تندرج تحت فئة المساعدات الإنسانية المباشرة.
وانعكاساً لالتزام المتطوعين من أجل الشعوب والمجتمعات في كافة أرجاء المعمورة، فإن كثيراً منهم يعملون في بلدان ومناطق ريفية نائية، ويشمل هذا العمل الميدانيين كذلك، والذين يعملون على المستوى القاعدي في برامج التنمية المشتركة ومشاريع التبادل الحرفي ومتطوعي البيئة.
ولا يطبق نهج التركيز المحلي على الاهتمامات التقليدية فقط مثل إنتاج الأغذية أو الصحة المحلية، بل ينتقل إلى دور المرأة الحضرية والريفية معاً في التنمية، بالإضافة إلى احتواء وباء الإيدز وإدارة الموارد البيئية المحلية ومعالجة الفقر الحضري، ويسعى العمال الميدانيون لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة للاستناد إلى المعرفة الأصلية بالمجتمعات وتسهيل المبادرة المحلية وتبادل الخبرات.
كما يعمل البرنامج بالمشاركة مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة وبنوك التنمية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمعات المحلية، وكثيراً ما يكون هناك إسهام تقني إضافي من إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة من خلال إشراف تلك المنظمات على تنفيذ برامجها.
ويأتي أكثر من نصف تمويل البرنامج من الصناديق القطرية والإقليمية التي يقدمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومن المصادر الهامة الأخرى، كذلك ميزانيات البرامج المجازة من الجمعية العامة للأمم المتحدة عن طريق وكالاتها المتخصصة، إضافة إلى مساهمات الحكومات المضيفة مباشرة ومن خلال المنح المخصصة التي تقدمها الحكومات المانحة والصندوق التطوعي الخاص لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة، ويبلغ متوسط التكلفة لمهمة متطوع الأمم المتحدة 30.000دولار أمريكي في العام، أي مجرد جزء من تكلفة الخبير التقني الدولي المماثل، وبشروط السوق العالمية، وتوضع ميزانية العمال الميدانيين ومتطوعي الأمم المتحدة الوطنيين استناداً إلى أقرانهم المحليين.
سنة دولية للمتطوعين
ظهرت فكرة سنة دولية للمتطوعين لتعلن على إثر دخول العالم في القرن الحادي والعشرين، لتيسير مساهمات المتطوعين والاعتراف بإنجازاتهم في خضم مشاورات جرت بين العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية في مطلع التسعينيات.
وتبلور هذا المفهوم لأول مرة من خلال نظام الأمم المتحدة أثناء منتدى السياسة في اليابان سنة 1996م، تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين “UNV” وجامعة الأمم المتحدة “UNU”، وتم الاتفاق على وضع اقتراح حكومة اليابان الذي تقدمت به في فبراير 1997م إلى السكرتير العام للأمم المتحدة على قائمة جدول الأعمال لمؤتمر ال”ECOSOC في يوليو 1997م، أجاز المؤتمر في قراره رقم 1977م 44 بتاريخ 22يوليو 1997م توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبني القرار المعلن عن قيام السنة الدولية للمتطوعين 2001م وقررت الجمعية العمومية في جلستها الثانية والخميس بتاريخ 20نوفمبر 1997م وبموجب القرار رقم 52/17والذي وجد التأييد من قبل 123دولة بتبني العمل المذكور في قرار مؤتمر ال”ECOSOC”.
فالأساس الذي بنيت عليه السنة الدولية للمتطوعين 2001م هو أن الخدمة التطوعية أصبحت مطلوبة، بصورة غير مسبوقة لمعالجة مجالات ذات أهمية أولية في ساحات اجتماعية، اقتصادية، ثقافية، إنسانية وفي إفشاء السلام، كما وأنه توجد حاجة ماسة لزيادة عدد الأفراد لتقديم خدماتهم كمتطوعين وذلك يتطلب اعترافاً وتيسيراً أكثر للعمل التطوعي وترويجاً أكبر لمثل هذه الخدمات بتقديم نماذج لأحسن المبادرات والمجهودات المنسقة لدى المتطوعين، هناك أيضاً شعور قوي بأن تعيين سنة دولية للمتطوعين من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يؤسس بنية هامة وجواً أكثر ملاءمة للنمو والاستفادة من المساهمات التطوعية.
مشاورات
وهناك عدة أهداف للسنة الدولية للمتطوعين، الهدف الأول هو الاعتراف المتزايد بأهمية التطوع، فيمكن للحكومات والسلطات المحلية أن تؤمن آليات لإدخال القطاع التطوعي في عملية المشاورات، قد يتم تأمين الاعتراف بواسطة دراسة حول البلد تصف وتحدد مساهمات القطاع التطوعي تجاه المصلحة القومية والتقدم وأيضاً بإنشاء جوائز لأحسن النماذج للأفراد، للجماعات الصغيرة، للمحليات، للمنظمات غير الحكومية وحتى للعمل التطوعي العالمي.
خدمات طوعية
الهدف الثاني هو التيسير للعام الدولي للتطوع، فأحسن من يحدد الخطوات التي قد تشجع أو تمنع العمل التطوعي في وسط أي ملأ هو المجتمع نفسه، لذلك نذكر لاحقاً بعض الاقتراحات التي قد تعزز تلك الخطوات، كما يمكن للدولة عرض مؤسساتها التدريبية لاستعمال الخدمات التطوعية بأسعار مخفضة، ويمكنها تعزيز الكفاءة التقنية والإدارة السليمة والمسئولية في القطاع التطوعي، يمكن للدولة السعي وراء ضمان التأمين وحماية الرعاية الاجتماعية للمتطوعين المتعاونين مع مؤسسات معروفة ومسجلة لدى الدولة بشكل مماثل للموظفين النظاميين بتلك المؤسسة، يمكن منح موظفي الخدمة المدنية عطلات خاصة لقضاء دورات في العمل التطوعي، كما يمكن منح إعفاءات ضريبية إلى أفراد يدعمون المبادرات التطوعية وقبول الخدمة التطوعية تحت الظروف الملائمة كبديل للخدمة العسكرية، أيضاً يمكن تخصيص موارد مثل مواد البناء، الكتب، إمدادات طبية والتمويل النقدي للاستعمال الخاص بالأجهزة التطوعية.
تنسيق
الهدف الثالث هو التنسيق العام الدولي للتطوع، فيمكن للتلفزيون والإذاعة والصحف المنشورة والإعلام الإلكتروني المساهمة في ربط وتبادل إنجازات المتطوعين بحيث يتوفر نموذج لأحسن التقنيات التي يمكن اتباعها حسب أولويات المجتمع هذا التبادل يمكن أن يكون على الصعيد المحلي والإقليمي بمشاركة دول الجوار وعالمياً عبر الإعلام الإلكتروني.
ترويج
الهدف الرابع هو الترويج لدور التطوع في التنمية يمكن توجيه المجهودات لجمع الطلبات لتعيين متطوعين ولاستقطاب مرشحين جدد لديهم ملكة في تعزيز النشاطات العملية وعموماً لخلق جو من الرأي العام والرسمي يؤيد العمل التطوعي يمكن ربط هذا الموضوع ببعض الاقتراحات على سبيل المثال تحت فقرة "الاعتراف" بمشاريع الجوائز أعلاه، وتحت فقرة "التنسيق بإنشاء البرامج الإعلامية"، كما يمكن كذلك التركيز على كفاءة المتطوعين وعلى الفوائد المكتسبة من نشاطاتهم “كالتبرع بالدم، حملات محو الأمية وتنظيف البيئة” للمجتمع.
قيم اجتماعية حميدة
التزاماً بلائحته الخاصة وقرارات الجمعية العمومية المتعددة وقرارات البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة “UNDP” فيما يخص دوره في ترويج مفاهيم وخدمات التطوع سيقوم ال”UNV” بتشجيع تبادل الأفكار أثناء السنة الدولية للمتطوعين 2001م، وإعانة الدول الأعضاء التي تبحث عن معلومات حولها.
إن العمل التطوعي أو ما يسمى حديثاً في أدبيات التنمية “رأس المال الاجتماعي” هو ثروة عامة وليس حكراً لأحد، هو تلك الروابط التي تقوم على القيم الاجتماعية الحميدة مثل الثقة والصدق والتعاون والتراحم والتكافل، كما إنه الروابط التي يجد المواطنون فيها أنفسهم كأفراد ومجموعات ويسعون فيها لتحقيق ذواتهم ومصالحهم المرتبطة بمصالح المجموعات التي يعيشون فيها وبها. إن التحدي يكمن في توظيف رأس المال الاجتماعي في ثورة علمية، ثورة كفاءة تقنية، سلوكية والتي بدونها لا يمكن تنفيذ السياسات التي تقوم على البحث العلمي والمشاريع التي تخدم مصالح عامة الشعب، ولعل في هذه التوصيات ما ينير الطريق إلى ذلك:
دعم جهود التشبيك بين المنظمات على المستويات المختلفة: القاعدية والوسطية والمانحة، وتشجيع دخول المؤسسات ذات الصلة في الشبكات واختيار الشكل المناسب للمشاركة لتحقيق ذلك.
تشجيع اللامركزية في العمل التطوعي، على أن تصير الجمعيات القومية نقاط ارتكاز للتشبيك بين الجمعيات العاملة، مما يساعد على انتشار الجمعيات الوطنية في كل المجتمعات.
دعم جهود تشبيك المنظمات المحلية إقليمياً وعالمياً، ودعم مشاركتها في المؤتمرات الإقليمية والدولية كشبكات فاعلة.
التدريب هو الوسيلة الأساسية لتمكين أعضاء المنظمات من المشاركة؛ لذلك لابد من التدريب المكثف للعاملين بالأجهزة التنفيذية والمتطوعين والمجموعات المستهدفة، خاصة وأن إدارة العمل التطوعي لها خصائصها التي تميزها عن الإدارة العامة لأجهزة الدولة وإدارة الأعمال التجارية والمؤسساتية؛ لذا يجب دعم إنشاء مراكز تدريب للمنظمات التطوعية لتحقيق ذلك.
تشجيع مشاريع إدرار الدخل في عمل المنظمات الوطنية لدعم التمويل الذاتي، ولتقليل الاعتماد على المنظمات الأجنبية والحكومات، وخلق فرص توظيف للشباب مع الرقابة المالية والإدارية.
تشجيع استعمال وسائل الاتصالات الحديثة في الجمعيات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.