لم يعد يخدم الحركة الرياضية بشكل نبيل، كما أنشىء أول مرة، فقد أصبح صندوقاً لتسيير أعمال وزارة الشباب والرياضة، وخدمة أفراد بداخلها، وبعض الأفراد خارجها أيضاً، فلم تعد مهمته تسيير الرياضة اليمنية التي تهم 25 مليون يمني. إن صندوق النشء والشباب والرياضة، صندوق ترهل، وعشعشت بداخله التكهنات والشكوك والريبة والفساد، ونقول الفساد لأن أمواله باتت توجه بطريقة مخالفة لما حدد له قانون إنشاء الصندوق. لم يعد يخدم الحركة الرياضية، ولكنه الآن بات يخدم الحركة العامة، ولايخدم الشباب ولكن يخدم كبار السن والمشائخ، والمسئولين، لم تعد أمواله، توجه لبناء المنشآت الرياضية، وصيانتها، ولكنه وسيلة وطريق سهلة لبناء المنازل والفلل الشخصية. ولعل اجتماع وزير الشباب والرياضة عارف الزوكا الأخير بشأن الصندوق وتوجيه موارده، ومعالجة الأخطاء التي أرتكبت بشأن صرف أموال الصندوق، وكيفية إعادة ترتيب البيت من الداخل، كان مهماً، ولكنه في حقيقية الأمر يذكرني بالعديد من الاجتماعات المماثلة لسابقيه من الوزراء ونوابهم، بدءاً من الوزير عبدالرحمن الأكوع وحتى عباد، وحاشد الأحمر، وكان أسلوبهم قوياً وحاسماً حيال الصندوق، وضرورة تصحيح مساره، وعدم تجاوز مصروفاته في غير جانبها القانوني، وفي الأخير ماذا كانت النتيجة إنه المزيد من ارتكاب الأخطاء وممارسة الفساد والتحايل من قبل الفئة المنتفعة في الصندوق أياً كانت هذه الفئة.!! إن مهمة الصندوق الحقيقية فقدت، بل وأصبح الصندوق يوجه لمكافحة الرياضة وليست لتطويرها والاهتمام بالنشء والشباب والرياضة، وأكبر دليل على كلامي، سوء النتائج الرياضية منذ عقد من الزمن، وتراجع الوضع الرياضي في كل الألعاب، وابتعاد الأندية عن وظيفتها التي أوجدت لها، وخلو الساحة اليمنية لبطل يمني واحد في الرياضة أو فريق أو منتخب.. أليس محاولة حقيقية لمكافحة الرياضة، والشباب؟! يحتاج الصندوق والقائمين عليه إلى تنقية النوايا والقلوب، ومحاسبة المفسدين ومن أخطأوا بقوة، ودون مجاملة حتى يعود إلى نصابه الأول، حتى يعود من جديد صندوق من أجل الرياضة لا من أجل الأشخاض.