امتازت العرب بالعديد من الفنون الأدبية وغير الأدبية.. ولعل من هذه الفنون فن الشعر، فكما يقال: الشعر ديوان العرب ...هذا الفن الذي ينبع بإيمان وصدق من قلب الشاعر...الشعر الذي يعتبر دواء لمعاناة الشاعر، ومرآة حقيقية لمشاكل المجتمع، ليخرج الشاعر ما تحكيه نفسه إلى الملأ ليتعدى هذا الدواء إلى الآخرين... كان لنا اليوم هذا اللقاء بأحد الشعراء الشباب الذين تملأ أجوافهم الأحاسيس والمشاعر ليسطروها شعرًا على أرض الواقع ..إنه الشاعر عبدالرحمن الشميري.. بدايةً من هو عبدالرحمن الشميري؟ عبدالرحمن محمود عبدالجليل الشميري، من مواليد 1988م، متزوج وأب لولد واحد هو شهاب الذي ملأ قلبي حبًا.. عبدالرحمن لكل شيء بداية فكيف كانت بدايتك الشعرية؟ في الحقيقة بدأت بالمطالعة على أشعار والدي العزيز رحمه الله وأدخله فسيح جناته.. وكذلك أشعار أخي الراحل شهاب محمود؛ حيث كانا شاعرين متألقين، وكانا يحتفظان بأشعارهما...فكنت شديد الاطلاع على تلك الأشعار، مما ولد في نفسي روح الكتابة الشعرية والحمد لله. ولا أنسى التشجيع من قبل الأستاذ صادق نجيب الذي ساندني وحثني على الاستمرار، بالإضافة إلى الفنان خالد الزكري. إذاً عبدالرحمن كان تأثرك بوالدك وأخيك.. فهل تأثرت بشعراء كبار؟ نعم بالفعل... من هذا الذي لا يتأثر بعمالقة الشعر وقناديل الكلمة الراقية وعلى رأسهم شاعر اليمن الكبير الأستاذ عبدالله نعمان (الفضول) والشاعر الكبير كذلك حقيقة المدرسة عبدالله البردوني، هذا على المستوى المحلي ..أما على المستوى الخارجي فالأستاذ نزار قباني والمتنبي وأمير الشعراء أحمد شوقي فهؤلاء يمثلون القدوة لنا بالنسبة للشعر، ولا عيب في أن نطمح إلى أن نصبح من أمثالهم. هناك العديد من ألوان الشعر فأي نوع يستمتع به الشميري؟ يا عزيزي أنا الحمد لله أكتب في جميع أنواع الشعر، ولكن أهوى واستمتع عند كتابتي بالشعر العمودي. عبدالرحمن هلا أمتعت القارئ ببعض من شعرك؟ نعم بالفعل، هذه أبيات من قصيدة شعبية تقول: يا ويل من حب وحبه كان حبه وهم وخيال ويا سعد من حب وحبه لو يموت يبقى حبه لايزال تهنى يا قلبي في المحبة وخلي حبك حكاية للأجيال وهذه الأبيات من الشعر الغنائي، الذي يعتبر أحد فروع الشعر التي أستمتع بصياغتها. ما الذي يعنيه الشعر بالنسبة لعبدالرحمن الشميري؟ يبتسم ... الشعر عدتي في كل شيء، هو أنيسي ورفقتي في كل الملمات والمصائب والأفراح...الشعر هو أنا وأنا هو الشعر...الشعر دائماً ينسج معاناة وفرح الإنسان ويساعده على إخراج ما في جوفه..الشعر عالم واسع نشعر فيه بالسعادة والارتياح... وهل لك وقت خاص دائماً تنتقل به إلى هذا العالم؟ الوقت تحدده الوقائع والأحداث، فكما تعلم أن الشعر عبارة عن أحاسيس ومشاعر، وبذلك فإن الحدث أو الشعور هو من يحدد الوقت لكتابة الشعر، وكذلك قد يتحدد بفترة زمنية، فأنا أكتب معظم أشعاري في الليل. طيب عبدالرحمن.. هل لديك مشاركات في أي ملتقيات شعرية أو أدبية؟ حقيقةً لا ... لكن هناك بعض الجلسات الشعبية التي تضم بعض الأدباء والشعراء، ونستطيع أن نشارك فيها فنحصل على فائدة كبيرة جدًا جدًا...ونتوق ونطمح للمشاركة بأمسيات ومسابقات شعرية سواء محلية أو خارجية، وهنا توجد لدي فقط أشعار مغناة لبعض الفرق والفنانين هي من كلماتي وألحان الفنان خالد الزكري. ممكن أن تطلعنا على أبيات قصيرة من مطلع قصيدة مغناة؟ نعم هذه الأغنية من كلماتي وألحان الفنان خالد الزكري وغنتها فرقة جاردن الموسيقية تقول: يمن الخير والبهجة والسرور يا بلادي على مر العصور أنا ابن اليمن أحب صنعاء وعدن عبدالرحمن كيف ترى مستقبل اليمن الشعري؟ في الحقيقة اليمن غزيرة جداً بالمواهب والفنون وخاصة الأدب والشعر .. وشعراؤها لهم تميز ملموس بين الشعوب، وأكبر دليل ما حصل قبل فترة وجيزة إبداع عبدالعزيز الزراعي ومعاذ الجنيد...ولكن ينقص شيء من الرعاية والاهتمام ..فمستقبل اليمن مرهون بهؤلاء المبدعين ومن بينهم الشعراء..الذين سيرتقون باليمن إلى أعلى القمم وأسمى المراتب... كلمة أخيرة تود قولها للجمهور أو الشعراء؟ نعم أقول لأساتذتي وإخواني الشعراء: إن شعركم يعانق سماء الإبداع ...ولكن لابد من الإكثار من الاطلاع المتزايد والقراءة وإبراز الطاقات الجبارة في الشعر لينبهر الجميع بكم...وكذلك للجمهور القراء عليهم أن يفهموا هذا الفن العميق بأحاسيسه ومشاعره، وألا يتجاهلوا الشعر؛ لأنه فن يحتذى به ... فهو بذاته حياة فنية راقية.