من أكبر الأخطاء في حياتنا ظن البعض أن النجاح يأتي من خلال السعي الشخصي الذي يبذله الإنسان لتحصيل هذا النجاح دون الرجوع إلى الله عبر الاستعانة به أو التوكل عليه في كل الأمور وجعله السبب الأول في كل أمور حياتنا. بل إن من الأخطاء الفادحة التي قد يمارسها الإنسان عن قصد هو جعله سبحانه وتعالى آخر الأسباب في سعيه.. ومن يعترض إذا قلنا: إن النجاح لا يكون إذا لم يكن عبر الاستعانة بالله عز وجل، وهذا يدلنا إلى النجاح الحقيقي الذي ينبغي علينا أن نبذل أسبابه التي تجعل منه نجاحاً حقيقياً يعود على الإنسان بالكثير من السرور، ولا يشك عاقل في أن أهم أمر ينبغي على الإنسان أن يسعى إلى تحصيله ليكون مجدافاً كبيراً يدفعه بقوة إلى النجاح هو الاستعانة بالله عز وجل. فأسوياء الناس يدركون أن الذي يريد أن يرتقي في أشرف منازل الآخرة، لا يستطيع أن يرتقي إلا بعد عون الله وتوفيقه له، والمسلم الملتزم في كل يوم يقول في صلاته: (إياك نعبد وإياك نستعين). أستحضر في هذا المقام قصة رجل قصمت ظهره هموم الدنيا ومشاغل الحياة وسيطر عليه الهم، حيث كان الفشل مصيره في كل عمل يعمله، فقرر الذهاب إلى البحر ليتنفس هواه ويداعب أمواجه ويروّح عن نفسه بمنظره الخلاب، وإذ به يلمح بريقاً عند الشاطئ، وبسرعة البرق قفز من مكانه ليلتقطه، ليجد زجاجة بداخلها رسالة، استغرب الرجل منها، وبدأت على ملامح وجهه التعجب ثم أخذ يحاول في فتح الزجاجة حتى فتحها ثم أمسك بالرسالة وبدأ يقرأها: وكانت بعنوان”سر النجاح”. (سر النجاح هو العزيمة والإصرار على تحقيق النجاح حين تكبو فانهض واجعل الماضي وراءك واستفد مما مررت به). كم كنت أتمنى من صاحب هذه الوصية أن يختم وصيته ذات الكلام الجميل بالتوجيه والإرشاد إلى الاستعانة بالله، وإدراك أن النجاح لن يكون أبداً ممتعاً ما لم يكن مسيجاً بسياج من الاستعانة بالله. ذهب شاب إلى أحد الحكماء ليتعلم منه سر النجاح، وسأل هل تستطيع أن تذكر لي سر النجاح؟! رد الحكيم بهدوء وقال له: “سر النجاح هو الدوافع”، فسأله الشاب: ومن أين تأتي هذه الدوافع؟، فرد الحكيم:”من رغباتك المشتعلة.. وباستغراب سأله الشاب:”وكيف يكون عندنا رغبات مشتعلة؟ وهنا استأذن الحكيم لعدة دقائق وعاد ومعه وعاء مليء بالماء وسأل الشاب: هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة؟، أجابه الشاب بلهفة: طبعاً، فطلب الحكيم أن يقترب الشاب من الوعاء وينظر فيه ونظر الشاب إلى الماء عن قرب وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعها داخل وعاء المياه!! ومرت عدة ثوان ولم يتحرك الشاب ثم بدأ ببطء يخرج رأسه من الماء ولما بدأ يشعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه وأخرج نفسه من الماء. وكان تفسير الحكيم لهذا الموقف بهدوء: أنه عندما يكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك. وباعتقادي أن شعلة الرغبة تتولد من توجهنا لله في كل أمورنا، والاستعانة به في كل نواحي حياتنا، وهنا ينبغي على الإنسان أن يضع نصب عينيه أياً كان هذا الإنسان وأياً كانت أحواله أن الحياة لا تتوقف بل هي مستمرة، وكن واثقاً من نفسك، فالثقة تجعل المرء ذي عزيمة قوية، ولا تجعل الفشل يسيطر على تفكيرك. فهل نملك زمام المبادرة بعد هذا الكلام؟ مستعينين بالله لنكون مثل ذلك الرجل الذي قرر أن يبدأ من جديد في الحياة بعد مشاوير من الإخفاق، وقد أصبحت ثقته بنفسه قوية فرجع بروح الإصرار والعزيمة لكي يحقق أهدافه مكتشفاً طموحه، يحاول بكل إصرار تحقيق ما يصبو إليه وطبعاً بالتوكل على الله ثم العزيمة والإصرار والثقة بالنفس لنعيش سعداء في هذه الدنيا بلحظاتها الجميلة وبلحظاتها المؤلمة.. شاكرين الله عز وجل في كل ما يرتضيه لنا. إشراقة: بك أستجير ومن يجير سواكا فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكا دنياي غرتني وعفوك غرني ما حيلتي في هذه أو ذاكا يا غافر الذنب العظيم وقابلاً للتوب عبد تائب ناجاكا أترده وترد صادق توبتي حاشاك أن ترد تائباً حاشاكا إني أويت لكل مأوى في الحياة فما وجدت أعز من مأواكا وبحثت عن سر السعادة جاهداً فوجدت هذا السر في تقواكا فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي ما خاب يوماً من دعا ورجاكا [email protected]