النجاح كلمة جميلة جميع الناس يحبون أن يوصفوا بها ولكن القليل منهم من يرغب أن يسلك طريقه بجدارة فالنجاح الحقيقي يحتاج إلى إرادة قوية ورغبة أكيدة في التغيير فكل منا لديه نجاحات خاصة به يريد أن يحققها في حياته ولكن الناس أمام طريق النجاح أصناف فمنهم من يكتفي بالأحلام والأمنيات دون المبادرة والعمل بأسباب النجاح فيرى نجاحه في قدراته الذهنية على تأليف واخراج فيلم بعرض ذهني ذي طابع خاص به وعلى حسب الظروف التي يمر بها يخرج فيلماً جديداً إلا أنه غالباً ما يكون سعيداً بعالمه المسرحي وإن أطلق نهدة مفادها «كنتُ أتمنى.» وهناك من يرغب فعلاً في خوض معركة هدفها تحقيق الذات والوصول إلى مايريد مهما كلفته المعركة من تضحيات ومهما بلغت حجم المعوقات فلن تغير من مساره المحدد. وهناك من لديه رغبة في النجاح ولكنه قد يتعرض إلى بعض المواقف التي تؤدي به إلى اليأس والاحباط فمثلاً: تعرضه إلى إضعاف همته من قبل الآخرين كالتحقير من طموحه أو من قدراته ومهاراته بل قد يواجه أحياناً من يحاول أن يعود به إلى الخلف خطوات. لذلك لابد لنا أن ندرك سر النجاح الذي يجعل المرء قادراً على التغلب على المعوقات والصعوبات التي يمكن أن تحول بينه وبين ما يريد أن يحققه.. وقد فسر أحد الحكماء الصينيين سر النجاح حين سأله شاب ماسر النجاح؟ فأجاب: سر النجاح هو الدوافع. فسأله الشاب: من أين تأتي هذه الدوافع؟ فرد عليه الحكيم من رغباتك المشتعلة، وباستغراب سأله الشاب وكيف يكون عندنا رغبات مشتعلة؟ وهنا استأذن الحكيم الصيني لعدة دقائق وعاد ومعه وعاء كبير مليء بالماء وسأل الشاب: هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة؟فأجابه الشاب بلهفة «طبعاً» فطلب منه الحكيم أن يقترب من وعاء الماء وينظر فيه ونظر الشاب إلى الماء عن قرب وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب إلى الماء ووضعها داخل وعاء المياه ومرت عدة ثوان ولم يتحرك الشاب ثم بدأ ببطئ يخرج رأسه من الماء ولما بدأ يشعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه وأخرج رأسه من الماء ثم نظر إلى الحكيم الصيني وسأله بغضب ماهذا الذي فعلت؟ فرد عليه وهو مازال محتفظاً بهدوئه وابتسامته سائلاً:ماالذي تعلمته من هذه التجربة؟ فقال الشاب: لم أتعلم شيئاً فنظر إليه الحكيم الصيني قائلاً: لا يابني لقد تعلمت الكثير ففي خلال الثواني الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء ولكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك وبعد ذلك كنت دائماً راغباً في تخليص نفسك فبدأت في التحرك والمقاومة ولكن ببطء حيث إن دوافعك لم تكن قد وصلت بعد لأعلى درجاتها وأخيراً أصبح عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك وعندئذ فقط أنت نجحت لأنه لم يكن هناك أى قوة في استطاعتها أن توقفك ثم أضاف الحكيم الصيني الذي لم تفارقه ابتسامته الهادئة عندما يكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد ايقافك لأن الرغبة هي أول قاعدة للنجاح..فالنجاح هو غرس البذور في أرض النجاح إذن سر النجاح هو «الرغبة المشتعلة». إن إيمانك بهدفك ورغبتك المشتعلة في تحقيقه هو الذي يجعلك تتحمل الصعاب وتواجه المعوقات بتحد وإصرار للحصول على ماتريده فإن لم تجد من يشجعك ويعزز قدراتك فعليك أن تحتضن هدفك وتسعى لتحقيقه وتثق بنفسك وتؤمن بأنك لديك قدرات وإمكانيات سوف تكتشفها عند انجاز أول خطوة في طريق النجاح فما عليك إلا أن تستثمر في الخطوات للأمام فسوف تكتشف أنك تستطيع أن تحقق نجاحات في حياتك وأنه في الإمكان أبدع مما كان المهم أن تضع تصوراً لحلمك المنشود لأن النجاح يبدأ بحلم. وأخيراً: «يرى بعض الناس الأشياء كما هي ويتساءلون لماذا..أما أنا فأتخيل الأشياء التي لم تحدث وأقول لما لا» جورج برناردشو. مدربة حقوقية