أكد اختصاصي الجلدية والتجميل الدكتور علاء قطيش – المركز الطبي بلبنان ...أن غالبية مسببات الحساسية هي مواد يستقبلها الجسم على أنها خطيرة، في حين تتجاهلها أجسام الأشخاص الآخرين غير المتحسسين لها. ومن أشهر هذه المواد المسببة للحساسية حبوب اللقاح، عثة الغبار، شعر الحيوانات، بعض الأطعمة والعقاقير ولحاء الشجر. وأضاف: «الطب يعرف الحساسية على أنها هي المواد غير الضارة (ويقال لها مسببات الحساسية) التي يستقبلها الجسم على أنها خطيرة، ما يؤدي إلى معركة داخل الجسم للتعامل مع هذه المادة». وحول الفرق بين مسببات الحساسية والأجسام الغريبة قال: «الأجسام الغريبة هي مادة عادةً ما تتكون من البروتين ويستقبلها الجسم على أنها غريبة وتؤدي إلى حدوث رد فعل مناعي بالجسم، وهذه هي الطريقة نفسها التي يقوم بها الجسم لمحاربة الأمراض. والمواد المسببة للحساسية هي أنواع خاصة من الأجسام الغريبة تؤدي إلى حدوث رد فعل مفرط للحساسية أو تفاعل تحسسي، والأنواع الأخرى للأجسام الغريبة هي البكتيريا والفيروسات. والفرق بين مسببات الحساسية والأجسام الغريبة الأخرى هو أن مسببات الحساسية غير ضارة لمعظم فئات البشر (عدا المتحسسين لها)، في حين أن الأجسام الغريبة الأخرى تعتبر ضارة لكل البشر، والأجسام المضادة هي بروتينات يكونها الجسم لمحاربة الدخلاء سواء كانت مسببات الحساسية أو الأجسام الغريبة. وعند تعرض الجسم للأجسام الغريبة للمرة الأولى فإنه يقوم بتكوين بعض الأجسام المضادة، لكن عند التعرض مرة أخرى يتم تكوين المزيد من الأجسام المضادة. في البداية يمكن أن لا تحس بأي تفاعل داخل جسمك، لكن مع زيادة تكون الأجسام المضادة تبدأ بالإحساس ببعض الأعراض الخاصة بالتفاعل التحسسي». وتابع: «الحساسية قد تقدح زناد أزمة ربوية تحسسية، ما يؤدي للإحساس بضيق في الصدر مع صعوبة في التنفس وصوت صفير أثناء التنفس. وبالتحكم الجيد في الحساسية يمكننا الإقلال من كل من تواتر وحدة الأزمات الربوية»، مضيفاً: «التفاعل التحسسي يعرف على أنه العملية التي يخوضها الجسم عندما يحس بوجود مسببات الحساسية، وقد يكون المسبب للحساسية مادة يتم تناولها مثل الغذاء أو العقاقير، أو مادة يتم استنشاقها من خلال الأنف أو الفم مثل الغبار أو حبوب اللقاح، أو مادة تلامس الجلد مثل المواد الكيماوية، أو مادة تحقن بالجسم مثل البنسلين». وزاد: «عندما يحس الجسم بوجود هذه المسببات للحساسية يقوم بتكوين أجسام مضادة والتي بدورها تقوم بالالتصاق بالخلايا السارية (Mast Cells)، ما يؤدي إلى إفراغ محتويات الحبيبات الموجودة داخل هذه الخلايا وبالتالي إلى إطلاق مادة كيماوية هي الهيستامين (Histamine)، ويقوم الهيستامين بالعمل على انقباض عضلات الشعب الهوائية بالرئتين، ما يؤدي إلى تضيقها وفي الوقت نفسه يقوم بتوسيع الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى خفض ضغط الدم وكذلك يعمل على زيادة الإفرازات المخاطية، لذا فإن الهيستامين هو المادة الأساسية المسؤولة عن إحداث التفاعل التحسسي. والعقاقير الطبية التي تعمل على تثبيط إطلاق مادة الهيستامين من الخلايا السارية يقال لها مضادات الهيستامين. ويعرف التفاعل التحسسي على أنه تفاعل مفرط لمادة معينة عند بعض الناس في حين أن معظم الناس الآخرين لا يتفاعلون مع هذه المادة». وبخصوص إن كانت الحساسية تعتبر خطرة أو لا قال: «معظم أنواع الحساسية غير خطر مع أنها قد تجعل الحياة بائسة عند بعض الناس، والاستثناء هنا هو العوار (Anaphylaxis) وهو صورة شديدة من التحسس قد تودي بحياة المريض وتعتبر من أخطر أنواع الطوارىء الطبية، وهي تحتاج إلى تدخل طبي سريع ما المقصود بالحساسية العصبية؟ هي تلك الأنواع من أمراض الحساسية التي تحدث بين فئات معينة من البشر بتوترات نفسية أو عصبية. إذ يلجأ بعض هذه الفئات إلى شد الشعر المستمر وبالتالي يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر الموضعي في مكان الشد أو قد يعمد أولئك إلى حك الشعر المستمر دون وجود أي مرض بفروة الرأس. وينشأ نتيجة للحكة المستمرة ظهور بعض البثور على فروة الرأس وقد تلتهب تلك البثور وتسبب الدمامل التي لا تلبث وأن تتسلخ إما نتيجة للحكة المستمرة أو بفعل المشط والفرشاة. قد تغطي تلك البثور مساحة كبيرة من فروة الرأس ويصحبها القشرة على الفروة وقد يصل تأثير الحساسية إلى منطقة الرقبة من الخلف خاصة بين المسنين ويؤدي ذلك إلى زيادة سماكة الجلد الذي يظهر مجعداً ومتثنياً ومغطى بقشور نتيجة للحكة المزمنة. كما أن التوترات العصبية تؤثر على الجلد كذلك فتظهر الحساسية نتيجة لذلك. وتظهر إما على شكل مناطق محددة على الجلد على شكل دائري ذات لون أحمر ومغطاة بالقشور الخفيفة خاصة في الأنواع المزمنة منها. وتكون هذه مصحوبة بحكة قوية تؤثر كذلك على الجلد فتزيد من سماكة المنطقة المصابة. وقد تظهر أنواع من الحساسية نتيجة المؤثرات النفسية والعصبية فتؤدي إلى ظهور طفح جلدي يشمل مناطق واسعة من الجلد. إذ تظهر هذه على شكل مناطق حمراء اللون متورمة ويصحبها حكة شديدة تضني المصاب ويزداد تأثيرها بزيادة التوتر العصبي. وقد يلازم هذا النوع من الحساسية العصبية المريض لفترة طويلة ويكون تأثير العلاج أحياناً محدوداً. الحساسية الضوئية تُعرف الحساسية الضوئية: بأنها تلك الحساسية التي تحدث تحت ظروف معينة نتيجة التعرض لأشعة الشمس. وتظهر عادة على المناطق المعرضة مباشرة لتأثير أشعة الشمس. لذا فإنها تتكّون على الوجه خاصة الجبهة ومنطقة الأنف والوجنتين والمناطق المكشوفة الأخرى مثل فروة الرأس والأيدي والأرجل. كيف تحدث الحساسية الضوئية؟ تحدث الحساسية الضوئية عند بعض الأشخاص تحت ظروف معينة خاصة بعد التعرض المستمر لأشعة الشمس. ويجب أن تتوفر شروط معينة لكي تحدث الحساسية الضوئية منها: 1 - وجود مادة على سطح الجلد أو تحت الجلد لها المقدرة على امتصاص طيف معين من أشعة الشمس يُسبب الحساسية الضوئية وبعض هذه المواد هي: (أ) المضادات الحيوية: مثل مركبات التتراسيكلين والسلفا. (ب) مدرات البول: مثل مركبات الثايزيد. (ج) الهرمونات: مثل مركبات الاوستروجين. (د) المركبات الموضعية: وهي التي تلامس سطح الجلد وتستعمل في بعض المراهم والكريمات أو مواد التجميل وغيرها ومن هذه المواد الموضعية: مركبات القطران: وتستعمل في علاج مرض الصدفية، كما إن كثيراً من الشامبوهات التي تستعمل لعلاج فروة الرأس الدهنية والقشرة تحوي مركبات القطران. بعض أنواع العطور: خاصة التي تحتوي على زيت البرجاموت أو زيت اللوز أو الجير. مركبات السورالين: التي تستعمل لعلاج مرض البهاق. وهذه المركبات تتوفر في بعض النباتات مثل: ورق التين، المسترد، نبات الربيع، الجزر البري (الحميض) واللبلاب. بعض المركبات التي تستعمل للوقاية من أشعة الشمس خاصة الأنواع التي تحوي مركبات البارا أمينوبنزويك. الكحول: المركبات التي تستعمل في عملية وشم الجلد مثل مركبات الكادميم. 2 - التعرض لأشعة الشمس: وهو العامل الرئيسي الثاني لحدوث الحساسية الضوئية. إذ يجب أن يتوفر كذلك المركب الذي له المقدرة على امتصاص طيف من أشعة الشمس. ونتيجة لذلك يحدث تفاعل كيميائي بالجلد يؤدي إلى تفكك أنوية الخلايا والأغشية الخلوية، وتأثيرات أخرى مهمة خاصة على الخلايا اللمفاوية وينشأ عنه حدوث الحساسية الضوئية. إن أشعة الشمس تحتوي على أطياف ذات أطوال مختلفة: فالطيف الضوئي ذو الطول من 320 - 425 ن م هو الذي يسبب الحساسية الضوئية تحت ظروف معينة وهذا هو طيف الأشعة الفوق بنفسجية ذو الموجة الطويلة. 3 -الاستعداد الشخصي: ما هي أعراض الحساسية الضوئية؟ تعتمد الأعراض على قوة التفاعل الذي يحدث نتيجة المؤثرات المختلفة خاصة طيف أشعة الشمس، ومدة التعرض كذلك على تركيز المادة التي تمتص الضوء، وعلى مدى رد فعل الجسم لتلك المؤثرات. وتظهر الأعراض على شكل طفح جلدي متعدد الأشكال إما على شكل إحمرار بالجلد وبثور دائرية الشكل أو متعددة الأطراف والزوايا. وتكون هذه مصحوبة بحكة على المناطق التي تعرض للمؤثرات. أما إذا كان المؤثر أقوى وتركيز المواد أشد فقد تظهر تسلخات بالجلد. إرشادات عامة للمصابين بالحساسية الضوئية: 1 - يجب مراجعة الطبيب المختص للعلاج وتحديد نوع المادة التي تسبب الحساسية الضوئية حتى يمكن تجنبها. 2 - عدم تعرض المصاب أو الأشخاص الذين لديهم استعداد لحدوث الحساسية الضوئية لأشعة الشمس خاصة في فترات الصباح والظهيرة حيث تكون الأشعة الفوق بنفسجية على أشدها والتي لها الأثر الهام على ظهور الحساسية الضوئية في هذه الفترات. 3 - تحذير أولئك الذين يستعملون المركبات التي لها المقدرة على امتصاص الضوء مثل مركبات التتراسيكلين أو السلفا أو المركبات التي ذكرت سابقاً من الآثار الجانبية التي قد تحدث أثناء تناول أو استعمال تلك المركبات. وينصحون بعدم التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة خاصة في الصباح وحتى فترة الظهر. 4 - يمكن تخفيف أثر تلك الحساسية باستعمال كمادات من الحليب المثلج أو البرمنجنات المخففة بنسبة 8000/1 أو الكالامينا حيث تلطف سطح الجلد وتخفف الكثير من الأعراض. كيف يمكن تحديد المركبات التي تسبب الحساسية الضوئية؟ يمكن تحديد تلك المادة بطريقة سهلة: وذلك بوضع المادة التي يشك في أنها سبباً للحساسية الضوئية على منطقتين من الجلد (على مكانين متقابلين من الظهر حتى يسهل المقارنة عند قراءة النتيجة). توضع المادة مخففة وبتركيز 1 %. تغطى المنطقتان بقطعة صغيرة من القماش وتترك لمدة 48 ساعة وذلك حتى نتأكد من أن تلك المادة لا تسبب حساسية موضعية على الجلد. بعد ذلك تعرض إحدى المنطقتين للموجة الطويلة من الأشعة الفوق بنفسجية فوق الطيف 320 ن.م أو لأشعة الشمس.