تهيج أو أكلان الجلد يعد من الناحية الطبية، تحسساً ناجماً من إثارة نهايات العصب في الجلد . هذه الحالة المعروفة بين الناس باسم الحكة أو الأكلان، تسبب ضيقاً ونرفزة للكثيرين منا في حياتهم اليومية عندما تفاجئهم نوباتها . وفي المساحة التالية، نستعرض للقراء الكرام آراء أطباء وخبراء صحة مرموقين حول بواعث ومسببات الحكة الجلدية: في سن اليأس، التغيرات في مستويات الهرمون يمكن أن تسبب حالة من التهيج الجلدي تسمى نملان "تنميل". من يعانون من هذه الحالة ينتابهم إحساس وهمي بأن حشرات تزحف على بشرتهم، ويقول الأطباء إن أسباب هذه الحالة ليست واضحة . بيد أن إحدى النظريات التي تسعى لتفسير هذه الحالة، تقول إن تذبذب مستويات الهرمون قد يؤثر في نهايات عصب الجلد . والعلاج يكون بالإكثار من تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية "التي توجد في الأسماك الزيتية"، وهذا يمكن أن يعينك على تحسين حالة بشرتك، وإذا كان الجلد أقل جفافاً قد يصبح أقل قابلية للتحسس والأكلان . وشرب كميات كبيرة من المياه للحفاظ على نداوة الجلد قد يساعد على تقليل التهيج، مثلما يفعل تجنب التدخين، وتفادي الإفراط في التعرض لأشعة الشمس، وكذلك تجنب القلق ونقص النوم . ويقول الخبراء إن علاجات البدائل الهرمونية، تعد مفيدة أيضاً في هذه الحالة، وإن الحالة يفترض أن تستقر بعد سن اليأس . تهيج واحمرار وإدماع الجلد السبب المحتمل: الحساسية . . وهذه الحالة تعرف عادة ب"حساسية الجلد للاحتكاك"، وهي تحدث عندما يستجيب الجلد بردة فعل عند ملامسته أو احتكاكه بشيء . والبواعث الشائعة لهذه الحالة تشمل المجوهرات المقلدة، القفازات المطاطية أو إبزيمات الأحزمة . ومن الممكن أن تكون ناجمة من مهيجات "مثل الكيماويات الموجودة في الصابون أو العطور" . وفي الحالات الحادة يمكن للجلد أن يصبح قشرياً ومؤلماً وقد تتشكل شقوق وأخاديد في الأصابع . والأشخاص الذين يكون لديهم ميل أو استعداد للإصابة بالأزمة "الربو"، والإكزيما والحمى يكون لديهم قابلية أكبر للإصابة بالحساسية الناجمة من الملامسة الجلدية بسرعة أكبر، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسبب ضعف الجهاز المناعي، وهذا الميل يكون متوارثاً في الأسر . العلاج: يقول الخبراء إن الخطوة الأولى هي تحديد السبب، ولذلك ينبغي عليك أن تلاحظ و تراقب الأشياء التي تستخدمها عندما تحدث لك نوبة من هذه العلة . وفي هذه الحالة قد يكون اختبار الرقعة مفيداً . وفي هذا الاختبار، توضع قطع صغيرة من شريط لاصق، تحتوي كل قطعة على عينة صغيرة من مادة أو جسم يعتقد الخبراء أنه قد يكون مثيراً للحساسية، على الجلد لمدة 48 ساعة، ومن ثم يتم تحليل أي ردة فعل أو استجابة . وينصحك الخبراء بترطيب بشرتك بانتظام، لأن هذا الترطيب من شأنه أن يحافظ على حاجز الحماية في الجلد، واستخدام شامبو ضعيف التأريج وصابون "لأنها خالية من المواد المثيرة للحساسية والتهيج" . الحكة أو الأكلان الشديد السبب المحتمل: الإكزيما . . ويقول الخبراء إن واحداً من كل خمسة أشخاص سيصاب بالإكزيما "وهي التهاب جلدي" في مرحلة ما في حياته . وهذا المرض ناجم من فرط استجابة أو ردة فعل تحدث للجهاز المناعي . والإكزيما الأرجية - أو المنتبذة - تكون في الغالب متوارثة وكثير من المصابين بها يعانون الحمى والأزمة، وهي أمراض مرتبطة بفرط نشاط وظيفي للجهاز المناعي . وأبرز المناطق التي تحدث فيها هذه الإكزيما: خلف الركب، المرافق، بجانب العنق أو حول العيون والأذنين، حيث تصبح هذه المناطق ساخنة ورطبة . وتصيب إكزيما "الفاقوع" واحداً من كل 20 شخصاً، وتسبب أكلاناً حارقاً وبثرات صغيرة على جانبي الأصابع، والأكف والساقين . وسبب هذه الإكزيما ليس معلوماً، لكنها قد تستثار بعطر، حذاء رياضي أو توتر . العلاج: ينصح الأطباء بإبقاء الجسم في حالة نداوة، لأن البشرة الجافة تكون إثارتها أكثر سهولة . استخدم كريمات خالية من الكيماويات مثل بارابينس . ويرى الخبراء أن ال"هايدرو كورتيزون" قد يسهم في تلطيف البشرة وتخفيف الحالة . وفي الآونة الأخيرة توافرعلاج جديد "tacrolimus ointment" يسهم في معالجة حالات الإكزيما المعتدلة والشديدة، وتخفيف فرط نشاط الجهاز المناعي . ويرى الأطباء أن الاغتسال بدقيق الشوفان يمكن أن يسهم أيضاً في علاج الإكزيما . "الشوفان يحتوي على مركبات مقاومة للالتهاب يمكنها تخفيف الحساسية والأكلان" . الطفح الجلدي السبب المحتمل: العقاقير . يقول الأطباء إن بعض العقاقير، مثل البنسلين ومضادات حيوية أخرى، يمكنها أن تسهم في تهيج الجلد . وهذا يعزى لمعاملة العقاقير باعتبارها مادة كيميائية أجنبية أو غريبة على الجسم، وبالتالي تحدث ردة فعل تحسسية خلال بضع ساعات . العلاج: ينصحك الخبراء بالتشاور مع طبيبك بشأن تغيير الأدوية والعلاجات التي تأخذها . ويمكن استخدام طريقة "إزالة التحسس" بالنسبة إلى حساسية البنسلين إذا كان من المفترض أخذ هذا الدواء بانتظام . الناجم من التعرض للشمس أعراض أخرى: وجود بقع أو بثرات حمراء صغيرة . السبب المحتمل: الحساسية للشمس . يقول الخبراء إن التعرض للشمس ولو لفترة قصيرة لا تتجاوز 15 دقيقة، يمكن أن يثير تحركات متعددة الأشكال في الجلد، وهذه الاضطرابات الجلدية الخفيفة هي ردة فعل مناعية تسبب طفحاً جلدياً حارقاً مثيراً للحكة في الصدر والذراعين . وتحدث هذه الحالة بعد مضي يوم من أول تعرض للشمس، وينجم عنها بقع أو بثرات حمراء صغيرة . وهي تصيب واحداً من كل عشرة أشخاص، وتصيب النساء أكثر مما تصيب الرجال . العلاج: وينصح الأطباء باستخدام كريمات أو دهون الكالامين "الكالامين خليط من التوتيا والزنك ومواد أخرى"، أو كريم كورتيكستيرويد "غلوبولين مرتبط بالإستيرويد القشري"، وعقاقير مضادة للهيستامين . وللحيلولة دون حدوث هذه الحالة، حاول تعريض نفسك لأشعة الشمس بالتدريج . أكلان عام وسخونة السبب المحتمل: الأرتيكاريا . . وتحدث هذه الحالة عندما تفرز خلايا الجلد مادة الهيستامين بكميات كبيرة "الهيستامين مادة كيماوية يفرزها الجلد عندما يواجه مؤثراً تحسسياً" . وعند حدوث هذه الحالة، تتشكل كدمات أو رضوض بيضاء أو حمراء، يمكنها أن تكون مثيرة للحساسية في بعض الأحيان . وهنالك نوعان من الأرتيكاريا: "حادة ومزمنة" . الأرتيكاريا الحادة تحدث بعد الإصابة بنزلة برد أو أنفلونزا، أو التعرض للسعة حشرة أو ملامسة كيماويات في الطعام مثل الطماطم، والتونا، الفراولة والموز . الأرتيكاريا المزمنة تدوم أكثر من ستة أسابيع، وتحدث عندما يتعرض الجسم لهجوم من أجسام مضادة مناعية، مما يؤدي إلى إفراز الهيستامين . ويقول الأطباء إن الكحول والقلق وعقاقير ارتفاع ضغط الدم يمكنها أن تجعل الحالة أكثر سوءاً . العلاج: ويرى الأطباء أن مضادات الهيستامين من الممكن أن تكون مفيدة في العلاج، لكنهم ينصحون بتجنب العقاقير غير الإستيرويدية المضادة للالتهاب، كالأسبيرين والأيبوبروفين، لأن هذه العقاقير من الممكن أن تحدث ردة فعل تحسسية تضاعف الحالة . البقع الحمراء الخفيفة أعراض أخرى: إفراز الجلد قشوراً بيضاء مائلة للون الفضي . السبب المحتمل: الصدفية . . ويتعرض واحد من كل 50 شخصاً للإصابة بهذا المرض، الذي يجعل الجلد ينمو بسرعة وسماكة تبلغ سبعة أضعاف النمو والسرعة المعتادة . وفي الغالب تصيب الصدفية المرفقين، والركب وأسفل الظهر وفروة الرأس وفي العادة تحدث في المرحلة العمرية من 15 -،30 أو بعد الوصول لسن ال 40 . ويعتقد الأطباء أن مرض الصدفية له علاقة بردة فعل مناعية غير طبيعية، ومن الممكن أن تلعب التغيرات الهرمونية والقلق دوراً في الإصابة بهذا المرض . العلاج: التعرض للشمس يمكن أن يكون مفيداً لأنه يعزز مستويات فيتامين دي "D"، الذي يعتقد أنه يخمد نمو الجلد . "فيتامين دي يتوافر كمرهم أيضاً" . ويقول الأطباء إن الاستحمام في الماء الدافئ "بزيت استحمام أو محلول قطران" يمكن أن يلطف الصدفية ويزيل القشور . وينصح الأطباء بتناول زيت سمك القد، لأن دهون أوميغا 3 تسهم في تقليل الالتهاب . الحساسية أو الحكة الجلدية الخفيفة السبب المحتمل: جفاف البشرة . البشرة الجافة تكون مثيرة للأكلان والحكة لأن تهيجها أكثر سهولة . الجلد يصبح أكثر جفافاً مع التقدم في السن، والحساسية يمكن أن تتضاعف بعوامل مثل التكييف والسباحة في مياه تحتوي على كلور . ويقول الأطباء إن المصابين بضعف نشاط الغدة الدرقية قد يعانون بدورهم هذه الحالة . العلاج: ينصح الأطباء بوضع كميات كبيرة من الكريمات المرطبة، وتجنب وضع كثير من الشامبو على الجلد لأنه يحتوي على مطهرات تقلل نداوة الجلد وتزيد الجفاف.