أصيبت زوليكا كلوس التي تبلغ من العمر 26 عاماً بصدمة نفسية بالغة، عندما اكتشفت أن البثور التي تعانيها والتي تغطي جسدها كله، ستسبب لها حساسية نادرة تجاه جنينها نفسه . وقد أصيبت زوليكا بطفح وتهيج شمل جسدها بالكامل، حينما كانت في الأسبوع العشرين من حملها بطفل . تقول هذه الأم التي تعيش في مقاطعة كورنوال بالمملكة المتحدة: "في البداية، كان الأمر أشبه بزحف شيء على جلدي ولكن بعدها بات لا يطاق . كانت البثور تبدو كلدغات، لكنها انتشرت بسرعة وأصبحت حمراء وغامقة . قدماي كانتا الأسوأ . وكنت أحك وأخرش جلدي بقوة شديدة حتى تتساقط رقع كبيرة منه . كان جلدي يتقشر مثلما تتقشر البرتقالة" . وبعد فشل المضادات الحيوية ومرهم الكالامين في تخفيف أكلان وتهيج الجلد، شخص الأطباء حالتها بالخطأ بأنها حالة جرب حادة، ووصفوا لها بعض المعقمات لكي تستخدمها، ونصحوها بغسل كل ملابسها بالماء المغلي ووضع أحذيتها في "الفريزر"، بيد أن هذه التدابير لم تجد نفعاً . وتقول زوليكا: "كان جلدي متهيجاً للغاية، وكنت أخرش نفسي في منامي . كنت مرهقة ولم أقدر على التكيف مع هذا الوضع . وأذكر أنني كنت أبكي بحرقة في غرفة الانتظار في العيادة، وكنت أتمنى أن أتلقى مساعدة من أحد، وكنت أشعر بأنني أخبط رأسي في جدار لأن لا شيء كان يجدي معي" . وأضافت: "أعتقد أنهم كانوا يحسبون أنني امرأة حامل تعاني تغيرات هرمونية، بيد أن الأمر كان فعلاً بهذا السوء" . وفي هذه الفترة كان زوجها يتغيب عن نوبات في عمله، لأنه لم يكن يرغب في نقل عدوى الجرب لزملائه . وفي الأسبوع الثامن والثلاثين دخلت زوليكا في مخاض الولادة، لكنها كانت تخشى حمل مولودها بيديها، لأنها كانت تعتقد أنها قد تنقل له الطفح الجلدي . وتقول زوليكا: "التلامس الجلدي مهم للغاية بالنسبة للمواليد الجدد، لكنني لم أكن أرغب في أن يلتقط ابني هذا المرض الجلدي . لمت نفسي واعتقدت أنني ارتكبت خطأً" . وفي أعقاب إنجاب طفلها، هدأ الطفح قليلاً ثم عاد للالتهاب مرة أخرى . وهذه المرة، قابلت زوليكا طبيباً قال إنه يعتقد أن اختلالاً مناعياً خاصاً بالحمل قد يكون مسؤولاً عما تعانيه، ووصف لها مضاد حساسية شديد الفعالية . وتقول زوليكا: "لم أستطع أن أصدق كلامه، لأن إصابتي بحساسية تجاه حملي كانت أمراً شديد الغرابة بالنسبة لي" . وبعد مضي اربعة أشهر، بدأ الطفح يختفي، لكنها ستكون مرتعبة طوال عمرها . ويعتقد أن زوليكا تعاني مرضاً يسمى "فقاعيات الحمل" (pemphigoid gestations)، وهو مرض جلدي مرتبط بالحمل ينجم من دخول نسيج مشيمي للدورة الدموية وتفاعله مع الجهاز المناعي للمرأة الحامل . وتتعافى زوليكا حالياً من مرضها لكنها تعاني ندوباً داكنة اللون بسبب كثافة البثور . ويعتقد أن مرض فقاعيات الحمل يصيب واحدة من كل مليوني امرأة حامل على مستوى العالم، ومن المرجح أن تتزايد حدته في المستقبل . وتقول زوليكا: "إن التفكير في الإنجاب مرة أخرى في المستقبل يرعبني . فأحياناً أعود بذاكرتي لفترة الحمل المضنية، لكنني أنظر لطفلي فأدرك أنه كان يستحق كل هذا الألم" . اضطراب حمل نادر يمكن أن يستمر لعدة أعوام بعد الولادة تقول الخبيرة نينا غواد الباحثة في الجمعية البريطانية لأطباء الجلد، إن "فقاعيات الحمل" (pemphigoid gestationis) هو خلل نادر يظهر لدى النساء الحوامل بعد 13 أسبوعاً من الحمل . ويبدأ هذا المرض بطفح مثير للحساسية والأكلان يتطور لبثور . وهذا يعني أن الجهاز المناعي للأم يأخذ في التفاعل بطريقة مضادة لبشرة الأم ويؤدي ذلك لتشقق الجلد وتشكل بثرات عليه . وتضيف: "نحن نعتقد أن بعض أنسجة المشيمة تتسلل للدورة الدموية للأم وتجعل جهازها المناعي نشطاً ومضاداً في تفاعله لجلدها، فيسبب لها البثور . ويعتقد أن الهرمونات الأنثوية خاصة الأستروجين تسهم في مفاقمة التفاعل، وهذا ما قد يفسر حدوث هذا المرض في الغالب أثناء فترة الحمل، وهي الفترة التي ترتفع فيها مستويات الأستروجين . وهو عادة يعاود الكرة مرة اخرى في فترات الحمل اللاحقة . ولسوء الحظ لا يوجد علاج لهذا المرض، بيد أن من الممكن كبحه بالعلاج . وفي الغالب تتحسن أعراض هذا المرض في الفترة الأخيرة من الحمل، بيد أن 80% من النساء يختبرن تهيجاً للطفح عند حلول وقت الإنجاب . وفي غالبية الحالات تتبدد الأعراض بعد أيام أو أسابيع من الإنجاب، ولكن في بعض الحالات قد يبقى المرض نشطاً لأشهر أو أعوام وقد يتطلب علاجاً مستمراً .