من المنتظر أن يعاود دوري الدرجة الثانية دورانه بعد توقف قارب الشهرين ونصف، وخلال الأيام الفائتة كان اتحاد الكرة قد أعلن عن استئناف البطولة بنظام الكل مع الكل بعد أن أعيد تقسيم جميع الفرق إلى مجموعتين حيث تقام منافسات المجموعة الأولى في صنعاء والمجموعة الثانية في مدينة عدن. هذا وكانت جميع إدارات الأندية قد أبدت موافقتها على اللعب بنظام التجمع وبالنظر إلى فرق الصدارة كالوحدة عدن، شمسان، خنفر والتي كانت إلى ماقبل التوقف الأوفر حظاً والأقرب إلى حالة الفرق المتأهلة الأكيد بأنها ستعيد ترتيب أوراقها من أول وجديد وستبدأ رحلة خوض بطولة مغايرة وهذا لوحده سيضعها أمام عدة احتمالات وقد يفوت الفرصة من أمامها وهي الفرق التي كانت متأهبة للعودة إلى دوري الأضواء. في قراءة سريعة لحالة هذه الفرق سنحاول استحضار هوية الأندية الباحثة عن الصعود إلى دوري الدرجة الأولى مع رسم حالة أوضاع أندية وحدة عدن، شمسان، خنفر فالوحدة عدن والذي كان قد تصدر الترتيب فمنذ زمن توقف الدوري ظل الوحدة في حالة استعداد للعودة.. كما أنه توج فترة الاعداد بالاستعداد من خلال التعاقد مع المدرب الوطني محمود عبيد الذي كان قد تسلم مهام التدريب في شهر رمضان المبارك وهي الخطوة التي عكست تفاعل الإدارة الوحداوية ممثلة برئيس النادي عيدروس العيسي الذي أبدى استعداداً لدعم الفريق في محاولة جادة للعودة والمنافسة في بطولة الدرجة الثانية حيث كان الفريق الكروي الأول على موعد مع بطولة المريسي الرمضانية والتي اعتبرت هذه المشاركة بمثابة البروفة الأولى للوقوف عن كثب أمام جوانب القوة والضعف لمعرفة النواقص ولإكتشاف ثغرات النقص في الفريق وبخاصة أن النادي كان قد استغنى عن لاعبيه المحترفين، هذا ولم تكن الإدارة الوحداوية قد أغفلت الجانب الحقوقي إذ تم صرف مرتب شهرين للاعبين والجهاز الفني أواخر شهر رمضان الفائت. على العكس من ذلك كان الفريق البرتقالي شمسان يعيش في وضع بائس ما أدى إلى ضرورة الاستغناء عن اللاعبين المحترفين وكان التوقف القصري للبطولة أشبه بالانعكاس الحقيقي للواقع الذي عاشه البرتقالي إلى أن جاءت مشاركة الفريق في بطولة المريسي الرمضانية مخيبة للشمسانيين وبخاصة أن الفريق غادر البطولة من الأدوار الأولى حتى أن اللقاءات الودية لم تكن عند مستوى طموحات الفريق وجمهوره العريض تلك المعطيات والدلالات أكدت ومازالت ترمي بالمخاوف على فريق شمسان الذي باتت مؤشرات قادمة توحي بأن أوضاع الفريق لاتطمئن أحداً وفي الحين ذاته كانت الادارة الشمسانية تحاول تلميع الصورة للتخفيف من وقع نتائج المباريات التجريبية التي كانت تأتي مخالفة تماماً لطموحات أبناء شمسان هذا ولازالت الإدارة شمسان تمني النفس بخطف احدى بطائق التأهل عن المجموعة. على الجانب الآخر وقبل حدوث قرار التوقف كان فريق خنفر أبين في مجموعته يقف كأحد أبرز أندية الدرجة الثانية المرشحة للصعود بل كان الفريق يسير بثبات نحو الصدارة وكانت نتائجه الايجابية تسير وفق امكانياته المادية والفنية، إلى أن أطلت الأزمة السياسية التي وصلت بأضرارها إلى عمق مدينة أبين وعلى تلك الخلفية أعلن فريق خنفر عن تدهور حالته ما أدى بالادارة إلى اتخاذ قرار رياضي قضى بتوقف كافة أنشطة النادي الرياضية هذا ماكانت تقوله الأقلام الرياضية، غير أن الفريق الأبيني خنفر حاول الظهور متماسكاً وبخاصة أنه يدرك بأن عليه مسئولية تمثيل محافظة أبين خصوصاً وأنه واحداً من أعرق فرق المحافظة وعلى الموعد المحدد عملت الادارة جاهدة أن يكون الفريق الكروي جاهزاً في أي لحظة طلب منه المشاركة وكانت ردة فعل الادارة الأبينية أن وافقت على خوض مشاركة ناديها ضمن نظام اللعب في المجموعات إلى أن دخل الفريق فترة إعداد من خلال إقامة معسكر إستعداد في بيت الشباب بعدن في ظل وضع مادي خانق وحالة نفسية مأزومة أبرزها الاقامة خارج الديار غير أن أبناء خنفر حملوا بدواخلهم العزيمة الصلبة التي جعلوا منها سلاحاً لتحقيق المراد للصعود بالفريق إلى مصاف أندية الدرجة الأولى وهذا مايحلمون به حتى اللحظة فكل لاعبي خنفر يمنون النفس أن يكتب التاريخ الكروي اليمني حضور هذا النادي ضمن أندية النخبة ليبقى هذا الانجاز هو الفريد في تاريخ النادي. إلى ذلك مازالت الأنباء تتوارد إلى أن محاولة استئناف دوري الدرجة الثانية في هكذا وضع متأزم سياسياً أضحى من المستحيلات وبخاصة أن العاصمة صنعاء تشهد في هذا الوقت عراكاً سياسياً ربما يجعل من اقامة هذه البطولة أمراً حائراً للفرق ولاعبيها وبخاصة أن الوضع يشكل صعوبة استيعابية فالمتابعون للشأن الرياضي يقرأون الوضع من زاوية ضرورة استقرار الوضع الأمني لتحقيق الهدف من الرياضة، هو مايوحي باحتمالات وجوب التأجيل.