متسولون: ماذا سنعمل ب(3000) ريال من الشئون الاجتماعية الشيخ عبدالله الحيدرى: التسول نقص في المروءة والشرف مواطنون:مشكلة عويصة تستلزم المعالجة مسئولو صناديق رعاية اجتماعية:ننفذ برامج وأنشطة تستهدف الفئات الأشد فقراً مؤشرات خطيرة هي التي تشير إلى تزايد أعداد المتسولين بشكلٍ مخيف وذلك بسبب تدني دخول الأفراد.. وبصورة أخرى فقد أدت ظاهرة التسول إلى تحويل كثير من الطاقة المجتمعية إلى مجاميع اتكالية طفيلية.. حول ظاهرة التسول، أبعادها، وأساليبها، رأي الشارع والدين فيها، مدى الجهود المبذولة إزاءها، ما هو مطلوب للتخفيف منها وأدوار الشركاء الاجتماعيين ... الخ كان هذا الملف. فنون التسول أصبح فناً بحد ذاته حيث تنوعت وتعددت طرقه فمن ذرف الدموع في مساجد الله بعدة كلمات استعطاف, مفادها مرور المتسول بنكبة فصله من العمل وعدم قدرته على دفع الإيجار أو توفير الغذاء لأفراد أسرته, إلى الدعوات والابتهالات الحارة التي يوجهها المتسولون للمواطنين في الأسواق والشوارع المزدحمة والمطاعم وفرزات سفر الخطوط الطويلة ومواقف دبابات الأجرة...و....و.....و إلى تزييف شهادات طبية صادرة عن مستشفيات وعيادات طبية وهمية بإصابة المتسول بمرض خطير بتكلفة علاج باهظة وإلى تزييف أحكام قضائية بصدور حكم يقضي بدفع ملايين من الريالات كديات ناجمة عن قتل خطأ أو انقلاب سيارة.. وغير ذلك فإن أساليب أخرى برزت إلى الشارع بارتداء المتسولين والمتسولات ملابس مهندمة والتعطر بعطور فاخرة ثم نصب الشراك على المواطنين والتحجج بحجج عديدة.. ولمعرفة آراء المتسولين كانت لنا هذه اللقاءات مع عدد منهم: أطلب الله محمد عبدالكافى 11سنة قال: أبكّر من الساعة ثمان الصبح أطلب الله على بطني زي ما يقول لي أبي وأجلس هنا بالفرزة لأن فيها ناسا يركبون بالدبابات ومعاهم فلوس والحمد لله يوم أحصل خمسين ويوم أربعمائة ريال. قد يكون وضع محمد عبدالكافى أحسن حالاً من هزاع الحاج 50عاماً والذي يعاني وضعاً أسوأ حيث إن كبُر عمره يمثل عائقاً أمام استعطاف المارة الذين يتسول منهم. مو شعمل بهِ أما آمنة عبدالرحيم 54عاماً فتلكأت في الإجابة لتتحدث بعد إعطائها خمسين ريالاً بالقول: ما بوش أحد شدّي لأحد حاجة وهو جالس ومكتب الشئون ما حصلنا منهم إلا ثلاثة آلاف بالشهر مو شنعمل به، إيجار ولابُر والا... تسول عام ستة أفرادهم الذين يمتهنون مهنة التسول بجانب آمنة عبدالرحيم، هم أفراد عائلتها والذين يتوزعون على أماكن متعددة. معالجة لاستقراء ملامح هذه الظاهرة تحدث محمد سعيد موظف حيث قال: أصبح شيئاً اعتيادياً أن تلاحظ ازدياد المتسولين وظاهرة التسول، فلا تكاد تتواجد أمام بنك أو مكتب أو شارع أو جولة وفرزة نقل وحتى في مسجد إلا ورأيت المتسولين يتفننون في طرق الشحاذة واستدرار العطف، وهذا الأمر أصبح يستلزم ضرورة المعالجة من قبل الجهات المعنية. مشكلة عويصة علي سيف الحاج مدرس من جانبه قال: أضحت ظاهرة التسول مشكلة اجتماعية عويصة حيث ازدادت توسعاً بسبب ارتفاع معدلات النمو السكاني والفقر والبطالة والتشرد بشكل مخيف ولمواجهة هذه الظاهرة أعتقد بأن هناك مسئولية تقع على عاتق وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بضرورة توسيع مظلة الضمان الاجتماعي ومساندة الحالات الفقيرة والمعدمة. نظرة دونية التسول ليس من أخلاق المسلم الشريف العزيز، كما أن الإسلام بريء من التسول فهو دين العمل وصاحب العمل له فضل ومقام كبير عندالله حيث يقول عز وجل «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».. وبجانب ما سبق يضيف الشيخ عبدالله سيف صالح الحيدري خطيب مسجد الأشبط: فالتسول في ديننا نقص في المروءة والشرف وصاحب العمل الآكل من حلال عبادته مقبولة.. كما أن أحاديث نبوية عديدة قالها الرسول «ص» تنفيراً من التسول وترغيباً في العمل الشريف الحلال و«من سأل الناس تكثراً فكأنما يسأل حجراً» و «إن ذنوباً لا تكفرها الصلاة ولا الصيام وإنما يكفرها الهم في طلب المعيشة».. كما أن رسولنا الكريم قبل يداً اخشوشنت من العمل وقال «لأن يأخذ أحدكم حبلاً ثم يصعد إلى الجبل ويأتي بحزمة حطب فيبيعها خير له من أن يسأل الناس» أو كما قال عليه الصلاة والسلام «أما من فتح باباً للسؤال فيفتح الله عليه سبعين باباً من الفقر». وزاد الحيدري: ولذا فاليد العليا خيرٌ من السفلى، والتسول لايكون إلا لعاجز عن العمل لا يستطيع التحرك من فوق فراشه. صناديق الرعاية لصناديق الرعاية الاجتماعية أدوار ينبغي أن تبذل للتخفيف من انتشار هذه الظاهرة.. وحول هذا الأمر تحدثت جميلة المطري مديرة فرع صندوق الرعاية الاجتماعية بأمانة العاصمة بالقول: الصندوق يستهدف من خلال أنشطته وبرامجه عدداً من الحالات الأشد فقراً في نطاقها الجغرافي، كما يستهدف نسج علاقات شراكة مع منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية بهدف الوصول للحالات الأشد فقراً. أنشطة من جانبه تحدث قاسم شحرة مدير فرع صندوق الرعاية الاجتماعية بمحافظة تعز قائلاً: هناك أنشطة وبرامج يهتم بها فرع الصندوق منها صرف أكياس قمح والإقراض والتدريب والتأهيل، كما أن فرع الصندوق لا يألو جهداً في الاهتمام بالفئة الأشد فقراً.