تزخر محافظة إب بالمبدعين في شتى المجالات الإبداعية، البعض لم تكتشف بعد ولم يتم إبرازها عبر وسائل الإعلام، ومنهم من لاقى حظه الإعلامي ومضى في طريق التألق، وكعادة (إبداع) في التنقيب عن المبدعين بهدف تشجيعهم ودعمهم إعلامياً ها هي اليوم تستضيف أحد تلك الإبداعات.. هو الشاب المبدع التشكيلي سمير أحمد الحماطي – الطالب في كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة إب، الذي التقيناه على هامش المعرض التشكيلي الذي أقامته مبادرة سماء الوطن للشباب والطلاب قبل أسبوعين من الآن، واجرينا معه اللقاء التالي.. يهوى الشاب المبدع سمير الحماطي العديد من الهوايات التي قادته نحو الاحتراف كالخط والرسم ثم التشكيل، غالباً ما تبدأ هذه الفنون بهوايات وتعلق وحب وما تلبث أن تتحول إلى احتراف، حيث يقول مبدعنا: الخط والرسم والتشكيل كلها هوايات كانت وما زالت تجري في عروقي مجرى الدم، فهي بالنسبة لي أكسجين الحياة. إدراك ذاتي بداية التشكيلي الحماطي كانت منذ إدراكه لمهاراته وقدراته الكثيرة والكبيرة، حيث لاحظ أن ميوله كبيرة في مجال الرسم والفن التشكيلي، وصمم على تنمية تلك القدرات والهوايات منذ البدايات الأولى لالتحاقه بجامعة إب، لا لشيء وإنما لحبه للفن والجمال وتسخيرها في خدمة الإنسان. أمل في حياة رسام وأولى أعماله الفنية انتجها المبدع الشاب سمير في إبريل من العام الحالي، تلاه عمل آخر في سبتمبر من ذات العام، وساهم المعرض التشكيلي (أمل في حياة رسام) الذي اقامته مبادرة سماء الوطن نهاية أكتوبر الماضي إلى خروج أعمال مبدعنا إلى النور وحيز الوجود، يقول سمير عن مشاركته في المعرض: كان المعرض بالفعل نقطة أمل في حياة كل الفنانين المشاركين خاصةً وأن أكثرهم ما زال في بداية مسيرته الفنية. إبداعات أخرى الجانب الفني ليس الوحيد الذي يستهوي مبدعنا، فإلى جانب الفن التشكيلي هناك عشق اللغة العربية لدرجة الجنون وكل ما يتعلق بها من شعر وقصص، بالإضافة إلى متابعة المجلات الثقافية والعلمية، الأمر الذي أثر إيجابياً في المسيرة الفنية لسمير الحماطي، حيث يؤكد: اكتب القصة القصيرة والشعر الحر بمستوى متواضع نظراً لتأثري بالاطلاع المتواصل على جديد الثقافة والأدب. صعوبات قابلة للتجاوز في حياة أي مبدع هناك العديد من الصعوبات التي لا بد منها، فالصعوبات والتحديات هي التي تصبغ الشباب والموهوبين بطابع الإبداع، لأن أغلب المبدعين لا بد أن يمروا بظروف غير عادية ويعايشوا المعاناة التي تخرج منها الإبداعات، كمبدع يمني يكابد التشكيلي سمير الحماطي من ندرة إقامة الفعاليات الثقافية والفنية التي تعتبر الملاذ الوحيد لصقل المواهب وتطوير الإبداعات، وعدم اهتمام الجهات المختصة الرسمية بذلك وعدم تشجيع المبدعين الشباب، بالإضافة إلى الصعوبات التي تقف أمام أي طالب منها عدم توفر مواصلات للطلاب الجامعيين بسهولة، وارتفاع أسعار المراجع والمتطلبات العلمية الضرورية، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي يعيق الاستذكار، وحول مواجهة كل تلك الصعوبات يقول سمير: هذه الصعوبات لا تمثل عائق أمام طموحاتي لأنني أتعامل معها بتلقائية وأن لها حلولاً أكيدة، وكما قال أحد الزعماء: (المصاعب لم توجد لتوقفنا أو تعيقنا، ولكنها وجدت لنحطمها ونتجاوزها). ولم ينس التشكيلي الشاب أن يوجه كلمةً إلى نظرائه الشباب قائلاً: الشباب هم اللبنة الأساسية والركيزة التي يبنى عليها مستقبل الوطن، خاصةً في هذه المرحلة الهامة من أعمارهم التي تمثل مرحلة التعلم واكتساب الخبرات والمهارات، فأنصحهم أن يتوجهوا إلى العالم الداخلي ويكتشفوا ما الذي أودعه الله سبحانه من مواهب وأسرار كفيلة بأن يغيروا من أنفسهم كأشخاص، لأن ذلك هو عالمهم الخاص بهم. ولهذا أدعوهم إلى الاستثمار الأمثل للمواهب والقدرات واستغلالها في خدمة الوطن، الوطن الذي يمتلك ثروة هائلة من القدرات الشبابية التي تحتاج للدعم التشجيع والالتفات إليها. فعاليات متميزة هذا وكان الشاب المبدع سمير الحماطي قد شارك في المعرض المشار إليه أعلاه مع مجموعة من زملائه، وصفها بأنها مثلت فرصة لانطلاق الشباب المبدع وتشجيع الكثير من الموهوبين، مقدماً شكره لكل من ساهم في انجاح المعرض كرئيس مبادرة سماء الوطن عبد الله الشعراني، والمشرف العام على المعرض عبد الملك عشة، ولكل من وقف بجانبه وشجعه على اجتياز الصعاب والظروف الصعبة، مؤكداً في ختام لقائه على أهمية تعاون الجهات ذات العلاقة بالمحافظة على إقامة مثل هذه المعارض والفعاليات الفنية التي تساهم في تحفيز الشباب وتشجيعهم على التميز والإبداع.