يعتبر التعليم عامة والتعليم الجامعي خاصة من أهم المحاور التي تساعد الأمة على الاحتفاظ بشخصيتها وهويتها.. لكن ما نلاحظه اليوم على أرض الواقع يشير إلى أن البلاد تعاني من تخلف وتدن وضعف الكثير من الهياكل التنموية المختلفة والسبب في ذلك ربما يعود إلى حداثة إنشاء معظم الجامعات وضعف إمكاناتها المادية والبشرية وضعف المقومات الدافعة للولوج في مختلف المجالات بكل اقتدار وفاعلية. بالمقابل وبالرغم من كل التحديات التي تواجه التعليم الجامعي في الجمهورية اليمنية فمما لا شك فيه أن التعليم الجامعي في اليمن حقق انجازات كبيرة كمية وكيفية وأسهمت مخرجاته في بناء الدولة اليمنية من خلال تدريب وتدريس القوى البشرية من مختلف التخصصات العلمية في مجالات الحياة المختلفة وحل الكادر اليمني محل الكادر أو الموظف الأجنبي كما لعب التعليم الجامعي دورا مهما في نشر الوعي والثقافة في المجتمع اليمني وتوسع مدارك وآفاق المواطن اليمني وتحقيق الفرص للجميع للحصول على التعليم العالي ولا يزال التعليم الجامعي بتخصصاته المختلفة التطبيقية والإنسانية يمثل ضرورة لبناء مجتمع المعرفة وبناء الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. من جهة أخرى فنحن نعيش في عصر العولمة والشيء الوحيد الذي يميز هذا العصر هو التغير والتغيير مما يعني أن مؤسساتنا التعليمية وبالأخص الجامعات إذا ما استمر أداؤها بنفس الوتيرة فلن يزيدنا ذلك إلا تخلفا بل إن التعليم نفسه سيصبح كارثة تهدد كيان الحاضر والمستقبل لليمن السعيد. ماذا نريد من مؤسساتنا التعليمية؟ يتساءل أحدهم.. إننا نريد من مؤسساتنا التعليمية أن تُقدم لطلبتنا تعليما يرقى إلى مستوى العصر الذي نعيشه.. تعليما يواكب التطورات السريعة والتغيرات المتلاحقة.. تعليما نصل فيه إلى ما وصل إليه العالم من حولنا. من هنا كان ولا بد أن تضطلع مؤسسات التعليم العالي مهامها الوطنية الجسيمة من حيث اعتمادها على مشروع حضاري شامل يستند إلى رؤية شاملة للكون والإنسان الحياة وهذا لن يتأتى إلا من خلال الأخذ بمنهج التخطيط الاستراتيجي للوصول إلى ذلك المستقبل المنشود. رئيس الجمعية الخيرية للعمل الطوعي – تعز