انسحبت الآثار السلبية للظروف الاستثنائية التي مرت بها بلادنا إلى القطاع الرياضي ، فدخل في غيبوبة بدرجة أضعاف حالة الغيبوبة التي كان يعانيها أصلاً وتأتيه يقظات قصيرة المدى بين غيبوبة وأخرى.. وتعرضت الأندية اليمنية لانتكاسة مادية مريعة .. وقاست معظمها صعوبات جمة واندثرات فرقها لمعظم الألعاب عامة وكرة القدم خاصة..فيما كان اتحاد القدم والوزارة يغردان وحيدين، بمنأى عن الأندية والرياضيين، وهمومهم والمعضلات التي أوجدتها الوزارة والاتحادات عامة واتحاد كرة القدم بصورة أخص، الذي ناضل من أجل اتمام الموسم الكروي الموصوف بالأسوأ من حيث انه الأطول عالمياً..ولائحته التي صارت لحوحة ومرق، وقطعة ورق، القانون فيها احترق ..وطبقت بنود بعدما فسرها الاتحاد لصالحه ضد اللاعبين والفرق!! إن الوزارة اليوم ومعها الاتحادات المنضوية تحت إدارتها مدعوة إلى تعزيز الثقة لدى الجماهير الكروية والأندية والرياضيين والشباب أنها ستعمل على التطوير وتكريم الكفاءات والناجحين من الاتحادات الرياضية، والأندية واللاعبين الذين يمثلون اليمن في المحافل الدولية، وأنها الوزارة واتحاداتها ستعيد الحقوق المسلوبة أو الأرصدة المجمدة في خزانتها من المستحقات المرصودة في بنود التكريم أو المخصصة لتسيير الأنشطة في الاتحادات، كما أن على اتحاد كرة القدم أن يعيد الأموال التي تسلمها من وزارة الشباب كمستحقات لبطولتي كأس الرئيس وكأس الوحدة.. ويطلق مخصصات نادي الصقر الحالمي المقدرة بمبلغ ستين ألف دولار التي حوَّلها الاتحاد الآسيوي لفريق الصقر جراء مشاركته في بطولة آسيا للأندية أبطال الدوري الموسم المنصرم..لأن هذه الخطوات تعد مؤشرات إيجابية على أن الوزارة ومعها اتحاداتها الرياضية تسعى بحق وحقيقة إلى إحراز تقدم ملموس على الواقع، وليس فقط مجرد تصريحات وإعلان مجمل أو مفصل بما تحتويه أجندة الوزارة الرياضية التي ندرك حجم التركة الثقيلة التي ستتحمل أعباءها المالية والجهود الكبيرة المطلوبة لإحراز النجاح في تخطي عقباتها المتعددة، ولكننا نؤكد أن حقوق الأندية واللاعبين والاتحادات الناجحة والفاعلة لاتسقط بالتقادم ولايصح تجاهلها لأن الوزير الأسبق حمود عباد خلَّف وراءه ملفات شائكة وقضايا عالقة ومستحقات مصادرة من غير الاستناد إلى قوانين سوى أنه صادرها فقط مستقوياً بسلطاته ونفوذه حينذاك..ولم يتمكن الوزير عارف الزوكا في الفترة القصيرة التي تسلم بها الوزارة أن يحل كل المشكلات ويحقق تقدماً كبيراً في إنجاز الملفات المتخمة بالمعضلات خاصة أن الظروف الاستثنائية قد أبطأت تنفيذه خطوات تدعو إلى الانفراج في العديد من قضايا خلفها من سبقوه. المطلوب من الوزير الإرياني الوزير معمر الإرياني يحتاج إلى أن يفرج عن أرصدة الأندية واستحقاقات الاتحادات الحقيقية والموجودة على خارطة المشهد الرياضي اليمني، وحقوق اللاعبين الذين لعبوا في المشاركات الإقليمية والآسيوية والدولية، وتمت مصادرتها واحتجازها لأسباب لاصلة لها باللوائح المنظمة ولاالقوانين المعمول بها، بل صودرت منهم بمزاجية وقانون الاستقواء بالكرسي ..مما نتج عنه الظلم والحيف للكوادر والنجوم الذين حازوا على التكريم اللائق في مشاركاتهم الخارجية، وقوبلت إنجازاتهم بالإجحاف ورغم حصول بلادنا في ألعاب القوى والجمباز والكاراتيه والتايكواندو والتنس والسلة على مايستحق الاحتفاء والإشادة والدعم والاستمرار في الرعاية والاهتمام بالألعاب التي ينافس فيها لاعبو بلادنا بإمكاناتهم المادية المتواضعة لاعبي البلدان المتفوقة علينا بعقود زمنية ورغم ما يبذله أبطالنا ويقدمونه من مستويات تفرض الاحترام والتقدير لهم من مسئولي الوزارة الرياضية إلا أن الدعممة والتطفيش والتهميش كان هو المقابل مما جعل اللاعبين يتسربون بعيداً عن الرياضة التي لاتسمن من وظيفة ولا تغني من جوع الجيوب والأبدان فخسرت اليمن ابطالاً في العدو المتعدد القصير والطويل وتراجع حضور بلادنا في ألعاب الجمباز وتنس الطاولة والسلة وتسلل اليأس إلى نفوس رؤساء الاتحادات الناجحة والفاعلة محلياً ودولياً أن إصلاح إعوجاج الحال من المحال وكانت الأعوام تمضي وكرتنا وألعابنا تمضي أيضاً ولكن متخلفة لأنها تسير القهقرى نظراً لسوء الإدارة المتخصصة وغياب التقييم الصحيح وضعف الوزارة بوزرائها المتعاقبين في إحداث نهوض حقيقي وملموس للوضع الرياضي في بلادنا،إذ أن الوزارة للأسف الشديد كانت جزءاً من المشكلة وسبباً أو طرفاً رئيساً في إصابة الألعاب والكرة اليمنية بداء الدونية والقزمية ، فيما الأقزام من حولنا تعملقوا إلى درجة أن منتخب موزمبيق في افريقيا الذي كنا نتخذه مثلاً للمنتخب الذي لايقدر لاعبوه على زبط الكرة أصبحوا أفضل حالاً من لاعبي منتخبنا الأول «المكرضح» ويكفي دلالة على ذلك أن المنتخب المصري فاز على موزمبيق بالعافية حسب وصف اخواننا المصريين أما منتخبنا فلن يصمد أمام منتخب الفراعنة العشر دقائق من المباراة لأنه مصاب بالقزمية الوزارية والهوشلية الاتحادية. صراع التفاؤل والتشاؤم إذ كيف يمكن للألعاب في بلادنا أن تتقدم أو تحافظ في أفضل الأحوال على منجزات أبطالنا الدوليين سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية،فيما أكبر صرح مسئول عن الرياضة لايمنح الاتحادات الناجحة والفاعلة استحقاقاتها ولاتبدي الوزارة اهتمامها المتناسب مع كل لعبة يظهر فيها نجوم يمنيون على المستوى القاري ولايتفاعل بعض رؤساء اتحادات لتلك الألعاب مع حقوق هؤلاء الأبطال فيمالئون الوزارة ويصمتون ويكتفون بما لهفوه من مخصصات اتحاداتهم وطز باللاعبين الذين هم ذخيرة اليمن رياضياً وسفراؤها الحقيقيون في المحافل الدولية؟ وكيف يمكننا الوثوق أن القادم أجمل إن لم تكن هناك بعض المؤشرات على أن الفساد الذي أطاح بالكفاءات سيلقى حتفه ومعاقبته واستعادة الملايين من الريالات التي خصصت للأندية في المحافظات اليمنية والمستحقات المرصودة كمكافآت لتكريم المنتخبات والأندية واللاعبين الذين سجلوا حضوراً مشرفاً وحققوا تواجداً لاسم اليمن في لائحات الفائزين بالمراكز المتقدمة وحصدوا الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية؟ ومن أين سيأتي التفاؤل بأن الهوشلية والمزاجية التي سادت أداء اللجان المتخصصة في الاتحاد العام لكرة القدم قد انتهت وأن الكرة اليمنية قادمة على التغيير نحو الأفضل فيما لم يستطع الاتحاديون إزالة الشوائب العالقة بينهم وبين مكوناتهم في المبنى الاتحادي وعجزوا على التعامل مع الفرق والاندية دون تمايز أو ممارسة ضغوط عليها فأدى إلى هبوط حامل اللقب الصقر وحسان أبين والرشيد والأخيران كان لديهما العذر القانوني الذي يحول دون مشاركتهما في الرعب والخوف على اللاعبين من أن تطالهم الرصاص التي لم تصمت طيلة الأشهر العشرة الماضية من عام 2011م؟ وأسئلة أخرى تحتاج إلى إجابات ومنها لماذا لم يصرف اتحاد القدم مستحقات صقر تعز من مشاركته الآسيوية وقدرها ستون ألف دولار أمريكي؟ وأيضاَ هناك تداخل في صلاحيات أعضاء اتحاد القدم وتباين في اتخاذ القرارات التي تصل إلى الصحافة الرياضية قبل أن تعلم بها الأندية المعنية ومنها ماتحدث عنها أعضاء اتحاديون أنهم آخر من يعلم وأن القرار الفلاني دبر بليل أو في مقيل وليس في اجتماع الهيئة الإدارية وحضور النصاب من حيث العدد وهذا يضاعف المخاوف لدى الأندية أن اتحاد القدم لايزال مشدوداً إلى الحقبة التي سبقت الثورة على الأساليب التقليدية الخاضعة للارتجالية وذلك يعني أن الشباب والرياضيين سيظلون يعانون وأن كرة القدم تعيش خريفاً وشتاءً لأن الربيع كما يبدو لم يحل في مبنى اتحاد القدم ولابد لرئيسه أحمد صالح العيسي أن يبذل جهوداً أكبر ويجري تغييرات داخلية تمس الأساليب والآليات والمنهج الذي تتبعه لجان اتحاده من أجل أن تساير المتغيرات نحو الأفضل وليس إحداث تغيير في الشخصيات فقط كما أن إخلاص رئيس اتحاد القدم وحده لايكفي.؟ فلابد أن ينتقل إخلاصه إلى أعضاء اتحاده وأن يسعى إلى تحقيق تقدم في كرة القدم سواء من حيث ثبات وانتظام المسابقة الأولى أم من حيث إقامة دوريات للفئات العمرية واعتماد المنهج الاحترافي والالتفات بجدية إلى المنتخب الوطني، ابتداءً من رفع المستوى العام للدوري وضخ المخصصات أولاً فأولاً للأندية وأن يلجأ إلى الجمعية العضوية للاتحاد في حال أشكل على الاتحاد أمر كما حصل الموسم المنصرم وتسبب في تخلف الكرة وخسارتها أبرز فريقين حسان أبين المغذي لأندية الجمهورية باللاعبين وصقر الحالمة الأفضل استقراراً إدارياً وحالة فنية.