بدأت حكومة الوفاق الوطني بتدشين عملية إنعاش كبرى للاقتصاد الوطني مسابقة الزمن ب(تعديل الزمن) وردم الفجوة مع العالم. وأثار القرار الحكومي الخاص بتعديل الراحة الأسبوعية من يوم الخميس إلى السبت موجة جدل واسعة في أوساط الناس. وفيما وصف مراقبون قرار حكومة الوفاق الوطني بتعديل الراحة الأسبوعية إلى السبت ابتداء من الشهر القادم ب(المهم والضروري) من أجل مواكبة التعاملات الجارية في غالبية دول العالم والمؤسسات الاقتصادية الكبرى أبدى فصيل آخر امتعاضه مما وصفوه ب(القرار الباهت) الذي لا يراعي الظرف الذي تمر به البلد، معللين معارضتهم بأن الحكومة ملزمة بتنفيذ قرارات ذات أهمية أكبر. ويتخوف كثيرون من ردة فعل معارضة للقرار تقوم بها جماعات متشددة ترى بأن تحويل الإجازة إلى يوم السبت، هو «تشبّهٌ» باليهود الأمر كذلك ينطبق على المناوئين لحكومة الوفاق الوطني. وشن عدد من ناشطي موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) حملة مبكرة ضد القرار الحكومي واصفين إياه بالبعيد عن هموم الشارع. وتساءل آخرون عن (المدارس والمعلمين) وحقهم في إجازة وإضافي كباقي قطاعات الدولة. ونص القرار الحكومي على تعديل الفقرة ب المادة 10 من قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 13 لسنة 2006م بشأن نظام الدوام الرسمي ليصبح على النحو التالي: توزع ساعات العمل الأسبوعي على 5 أيام عمل بواقع 7 ساعات يومياً يعقبها يوم الجمعة إجازة رسمية والسبت راحة أسبوعية على أن يكون الخميس يوم عمل فعلي كامل وأية قواعد وضوابط تتعلق بمنح الحوافز والمزايا وتوزيع ساعات العمل قامت الوحدات بوضعها يوم الخميس ستتحول إلى يوم السبت. وبررت الحكومة قرارها بأنه يهدف إلى تعزيز التواصل بين اليمن والعالم وتلبية متطلبات القطاع الاقتصادي والاستثماري العام والخاص ومكاتب السفارات والبعثات الدولية العاملة في اليمن، باعتبار أن يومي السبت والأحد إجازة في جميع الدول الأجنبية ويومي الجمعة والسبت إجازة في معظم الدول العربية والإسلامية ما حصر تواصل اليمن مع الدول الأخرى والعكس على ثلاثة أيام في الأسبوع فقط. وأبدى كثير من المتابعين تفاؤلهم بالقرار الحكومي مؤكدين أنه مناسب لكي يشعر الناس بوجود تغيير في حياتهم..ومن شأن القرار الجديد أن يحدث انتعاشاً في الاقتصاد اليمني والاستثماري وأسواق المال التي كانت تتضارب مواعيدها مع الدوام الرسمي في اليمن وكذلك السفارات الأجنبية العاملة في بلادنا. وكانت غالبية الدول العربية والإسلامية قد بدأت بتحويل السبت إلى راحة أسبوعية منذ سنوات حتى بدأت مشاورات واسعة لتنفيذ القرار في المملكة العربية السعودية حيث أبدَّ %80 من مجلس الشورى السعودي قرار تحويل السبت إلى إجازة ومن القرار إقراره هذا العام. ويرى عدد من علماء الدين أن تحويل السبت إلى راحة لا علاقة له بالتشبه باليهود خاصة عندما تكون أهدافه اقتصادية بحتة، ويعود نفعها على المواطن. ويتوقع محللون أن القرار الحكومي من شأنه أن يقدم اليمن بقوة باتجاه التغيير إلى الأفضل وأن مطالبنا بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية تستدعي منا مواكبة مواعيدهم وردم فجوة الوقت مع الاقتصاد العالمي. وسخر كثيرون من الرافضين التخلي عن «راحة الخميس»، مؤكدين أن يوم الخميس ليس بمقدس وأن الشعب الذي خرج لتغيير النظام قادر على التخلي عن يوم الخميس..وارتبط يوم الخميس لدى اليمنيين ب(جلسات القات) الأسبوعية وحفلات الأعراس كما أن كثيراً من موظفي الجهاز الحكومي كانوا يقطعون دوامهم في منتصف نهار الأربعاء من أجل السفر إلى القرى وهو ما يعني أن 4 أيام من أيام الأسبوع يعمل فيها العالم تذهب كسراب في بلادنا. يؤكد محللون اقتصاديون أن القرار الحكومي سيربك نظام الناس لأسابيع لكنهم سيتعودون عليه سريعاً، خصوصاً أن يوم راحتهم لم يسلب وسيباركونه بشدة عندما يجني الوطن ثماره الاقتصادية.