بعد تعثر تطبيقه منذ العام 2006م، نجحت حكومة الوفاق الوطني في انفاذ قرارها باعتماد يوم السبت راحة أسبوعية بدلاً عن الخميس، منذ الأسبوع الأول للدوام الرسمي عقب اجازة عيد الفطر المبارك، وهي الخطوة التي أيدها مراقبون وممثلون عن قطاع الأعمال. يقول رئيس مركز الاعلام الاقتصادي، مصطفى نصر:«خطوة جيدة أن يتم استبدال إجازة السبت بدلاً عن الخميس، لأن هذا يتواءم مع كل النشاط الاقتصادي الاقليمي والدولي، كان هناك فجوة في التعامل مع العالم تصل إلى أربعة أيام في الاسبوع، وبالتالي هذا تسبب في كثيرمن الأضرار الاقتصادية، وفوّت كثيراً من الفرص الاقتصادية أمام اليمن». عدم تعطيل المصالح تريد الحكومة اليمنية من هذا القرار، تعزيز التواصل بين اليمن والعالم وتلبية متطلبات القطاع الاقتصادي والاستثماري العام والخاص ومكاتب السفارات والبعثات الدولية العاملة في اليمن، بما يزيد من أيام انتفاعها ويقلل خسائرها، الناتجة - حد قولها - عن توقف تعاملاتها الخارجية بواقع اربعة أيام في الأسبوع، على خلفية التباين بين ايام الاجازات المعتمدة في اليمن، وهي الخميس والجمعة، عن دول العالم التي تعتمد غالبيتها السبت والأحد. الخبير المصرفي، سعيد القرشي، وصف انفاذ القرار بالخطوة المهمة والضرورية، خصوصاً للقطاع المصرفي اليمني والمؤسسات والجهات الحكومية التي تتواصل مع العالم الخارجي. وقال القرشي: إن القرار يعني استجابة الحكومة لمطالب البنوك وقطاع الأعمال،الذين يطالبونها منذ سنوات بتغيير يوم الراحة، ليتسنى لهم التواصل مع العالم الخارجي، وعدم تعطيل مصالح المواطنين ورجال الأعمال وغيرهم، والمتعلقة بالحوالات المالية والاعتمادات، سواءً اعتمادات تصدير أواستيراد، فضلاً عن العلاقات الدولية الرسمية. وأضاف سعيد القرشي: «هذا القرار سيتيح المجال للقطاع المصرفي والجهات الحكومية التي تتواصل مع العالم الخارجي، التواصل مع القطاعات المماثلة في الخارج مدة أربعة ايام من الأسبوع (الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس) بدلاً من ثلاثة ايام». نقطة سلبية وكانت حكومة الوفاق الوطني قد أقرت مطلع يناير من العام الماضي 2012م تعديل الفقرة 1/ب المادة 10 من قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 13 لسنة 2006م بشأن نظام الدوام الرسمي، والذي بموجبه اعتمد يوم السبت راحة أسبوعية بدلاً من الخميس، بدأ من شهر فبراير 2012م، في محاولة هي الثالثة منذ عام 2006م، غيرانها عجزت عن تنفيذه بسبب معارضة الاسلاميين في البرلمان، لتعود في اجتماعها نهاية يوليو الماضي لإقرار العمل بالقرار، ابتداءً من اول ايام الدوام بعد اجازة عيد الفطر، متشجعة على ما يبدو بالخطوة السعودية الأخيرة في هذا المجال. وفي السياق توقع رئيس مركز الاعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، عدم تراجع الحكومة عن تطبيق هذا القرار، خصوصاً وأنها باتت تدرك الاضرار الاقتصادية الناتجة عن عدم انفاذه، كما هو حال كثير من الدول التي أدركت هذه المشكلة، وقامت بتغيير يوم الراحة الأسبوعية إلى السبت. وأشار مصطفى إلى أن تراجع الحكومة اليمنية عن انفاذ قرارا كهذا خلال السنوات الماضية، بفعل معارضة بعض اعضاء البرلمان، كان بمثابة نقطة سلبية في سجلها، وقال: إن الحكومة لم تقم بدور فاعل للتوعية بأهمية هذا القرار، الذي يتطلب ضرورة توعية المواطنين بنتائجه الايجابية، والخسائر التي تتعرض لها اليمن جراء بقائها في اجازة مختلفة عن معظم دول العالم. ويخشى مصطفى عدم الرقابة على الالتزام بدوام يوم الخميس، في ظل ضعف اداء الحكومة الحالية، الأمر الذي سيتسبب في مشكلة كبيرة للإقتصاد اليمني، حيث ستصبح لدينا ثلاثة ايام اجازة اسبوعياً، مطالباً الحكومة بتطبيق صارم للدوام،لاسيما يوم الخميس. الحكومة خالفت اجراءات قانونية وعلى الرغم مما سبق، لايزال قرار السبت كيوم راحة اسبوعي يحظى بمعارضة التيار الديني، الذي يشكك بإجراءات اتخاذه، في محاولة لإجهاضه. يقول النائب عن التجمع اليمني للإصلاح محمد الحزمي: «هذا القرار من حيث الاجراءات غير سليم وغير قانوني، الأصل أن البرلمان هو الذي يقر، لأنه هو من حدد العطل الرسمية، نحن في البرلمان سنستدعي الحكومة، نأمل على استدعائها، اول شيء لأنها خالفت اجراءات قانونية، وأيضاً هم استغلوا الظرف في رمضان، الناس مسافرون والبرلمان في اجازة، فأعلنوا هذا القرار». وبحسب الحزمي، ليس هناك مصلحة وطنية أوفائدة سيجنيها الشعب اليمني من تغيير يوم الراحة إلى السبت، ويضيف: «نحن للأسف نتبع ما يملى علينا، لكن نعرف اننا نعيش في ظروف غير طبيعية وهي استثنائية، نحن نعيش تحت الانتداب الغربي ولذلك هو يفرض اجندته علينا». ويرى النائب محمد الحزمي: أن المسألة ليست اقتصادية، على اعتبار أن العالم العربي هو الذي يحرك الاقتصاد العالمي من خلال توفير الطاقة المصنعية والانتاجية، » الاقتصاد العالمي قلبه في الوطن العربي، لذلك الأصل انهم هم الذين يسلكون مسلكنا، لكن للأسف عندما تكون هنالك قوى مهيمنة، هي التي تفرض ثقافتها وسياساتها، سواء الأمنية أوالعسكرية أو الاقتصادية». تطبيع تدريجي وفي استطلاع مماثل نشرته "الجمهورية" في يونيو الماضي، قال النائب محمد الحزمي: إن هذه العطل تأتي في سياق التطبيع (التدريجي) الثقافي والأخلاقي وعولمة كل شيء مع متطلبات ثقافة الأقوياء. وأضاف: “هي ليست ضرورة من الضروريات، السبت هو ينسب للراحة بالنسبة لليهود، وهو يوم عبادتهم، وهم يدعون - وحاشا لله - أن الله خلق الكون في ستة أيام واستراح في اليوم السابع، وهذا كلام نحن لانعتقده، ولكل قوم عيد ولا نريد أن نجبر اليهود ولا النصارى أن يجعلوا من الجمعة عيداً لهم، ولا نريد أحداً أن يجبرنا أن يكون عيدهم عيداً لنا». انقسام الشارع وفي الشارع اليمني يبدو الانقسام واضحاً حول هذا الموضوع، فبينما يوافق البعض بصورة مطلقة أو حتى مشروطة على التنفيذ الصارم للقرار، يعارض آخرون الفكرة ويعتبرونها تقليداً للغرب.