التحول الجديد في خطاب الإعلام الرسمي هو عنوان ندوة نظمها أمس في مقر نقابة الصحفيين اليمنيين بالعاصمة صنعاء مركز الإعلام الحقوقي بالتعاون مع نقابة الصحفيين اليمنيين، وفي افتتاح الحلقة النقاشية أوضح رئيس مركز الدراسات والإعلام الحقوقي صالح الصريمي أن نسبة التحول في خطاب وسائل الإعلام الرسمي تتفاوت من وسيلة إعلامية إلى أخرى حسب الظروف المحيطة بها. لافتاً إلى التحول الكبير الذي طرأ على صحيفة الجمهورية سواء في طرحها وتناولها لأخبار السلطة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني إلى جانب فتح صفحاتها للكتاب من مختلف الاتجاهات بغض النظر عن الانتماء السياسي لهم وعبرت عن احترام الرأي الآخر، وأشار الصريمي إلى أن من يتولى مهمة قيادة أي صحيفة رسمية يجب أن يكون على أساس أنه مسئول عن صحيفة ناطقة باسم الشعب وليست ناطقة باسم أشخاص أو حزب معين. من جانبه أوضح عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين محمد شبيطة أننا في هذه الأيام أمام مرحلة تاريخية كبيرة لم تكن في حسبان أحد قبل عام نظراً للتحول الجديد في خطاب الصحف الرسمية، معتبراً أن هذا الحدث يمثل أهمية كبيرة يفتخر بها في الساحة الإعلامية اليمنية، وقال: إن ثورة التغيير ثورة الشباب أحدثت كماً هائلاً من التغيير حيث أعادت المسلوب إلى أصحابه. الصحفي قائد يوسف في ورقة عمل تناول فيها “التحول في الخطاب الإعلامي لصحيفة الجمهورية” أوضح أن التحول الهام في الخطاب الإعلامي لصحيفة الجمهورية منذ النصف الثاني من ديسمبر الماضي إثر عودة رئيس تحريرها الأستاذ سمير اليوسفي الذي كان قد استقال عقب جمعة الكرامة في 18 مارس من العام الماضي، يعد ثمرة من ثمار الثورة الشبابية المباركة وأحد إنجازات حكومة الوفاق الوطني. لافتاً إلى أن هذا الأمر يؤكد استعادة الصحافة لدورها كسلطة رابعة في المجتمع، وأضاف قائد يوسف: إن صحيفة الجمهورية تعد أول صحيفة رسمية تعلن تحررها من القيود الرسمية وتنفتح على كافة الآراء والمشارب السياسية والفكرية وانتهاجها سياسة إخبارية مهنية ومحايدة بعيداً عن القوالب الجامدة والتضليل وقلب الحقائق لصالح طرف سياسي دون آخر.. مبيناً أن هذا الأمر أعاد الثقة بالإعلام الرسمي ووظيفته الاساسية تبني قضايا المجتمع, ما أدى إلى جعل القراء يتهافتون على شرائها وبالتالي ارتفاع مستوى مبيعاتها .. وفي ورقته حول “صحيفة الثورة: قبل وبعد الثورة الشبابية الشعبية السلمية”، ذكر الصحفي منصور الصمدي أن ماشهدته صحيفة الثورة من تحولات في سياستها وتوجهها ومضامينها مؤخراً هو في الأساس نتيجة طبيعة للتحولات الكبيرة التي شهدتها بلادنا وتمثلت في تشكيل حكومة الوفاق الوطني وذهاب حقيبة الإعلام إلى المعارضة وعودة القيادات الإعلامية ممن كانوا استقالوا من مناصبهم، مضيفاً: أن تحولات صحيفة الثورة جاءت كجزء من التحولات الكبيرة التي شهدتها وسائل الإعلام الرسمية ( المرئية والمسموعة والمقرؤة ) بشكل عام. وقال الصمدي: إن هذا التحول الذي لا يزال محدوداً, أهم مفرداته أن صحيفة الثورة لم تعد تطالعنا كل يوم بافتتاحية شتائم وتمجيد للحاكم وبقايا نظامه، وأصبحت كثير من الأخبار التي كانت تعتبر من محظورات النشر والمحرمات موجودة في هذه الصحيفة وإن كان ذلك بشكل محدود. بعد ذلك فتح باب النقاش للمشاركين الذين قاموا بإثراء الحلقة النقاشية بالعديد من الآراء والأفكار الهامة لاسيما تلك الداعية إلى استمرار النهج الجديد والتحول في خطاب وسائل الإعلام الرسمية لتعبر عن الشعب وتمثله وتتلمس قضاياه المختلفة وإلغاء الرقابة على حرية الرأي والنشر وكذا إرساء خطاب إعلامي يرسخ الدولة المدنية الحديثة إلى جانب تحسين أوضاع العاملين في المؤسسات الإعلامية الرسمية.