سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعز: يوم آخر ملتهب طالبات مدرسة أسماء يطالبن بتغيير المديرة.. والنقابات الطبية تهيب بالمحافظ تحمل مسئوليته.. ومسيرات حاشدة ترفض الحصانة وتطالب بمحاكمة قيران والعوبلي
يوم آخر ملتهب في تعز التي لا تمل ولا تكل منذ عام.. ويبدو أنها لا ترتوي من الحرية .. صباح أمس الثلاثاء ولليوم الثالث على التوالي كانت شمس الحرية تشرق على وجوه طالبات مدرسة أسماء الثانوية للبنات.. ودوي أصواتهن المطالبة بتغيير مديرة المدرسة أمة الرحمن القاضي يؤكد أنهن عازمات على إيصاله إلى أبعد مدى.. وأبعد مدى بالنسبة لهن وزير التربية الدكتور عبد الرزاق الأشول الذي يأملن تدخله شخصياً في موضوع إقالة مديرة المدرسة التي اتكأت طويلاً على نافذين في النظام من الوزن الثقيل حالوا بينها وبين تغييرها أو محاسبتها.. لتزداد هيمنتها وسطوتها على المدرسة ومن فيها طالبات وهيئة تدريس كما لو كانت ملكية خاصة بها كما يؤكد عدد من المدرسين. ولي أمر إحدى الطالبات قال ل ( الجمهورية ): مديرة المدرسة لا تتعامل معنا باحترام لدرجة أنها تمنعنا من دخول المدرسة لمناقشة مشاكل بناتنا. أحد المدرسين عزز كلام ولي الأمر وقال بمرارة: لسنا أفضل حالاً من الطالبات وتعسف المديرة يطالنا وبقسوة .. وأضاف: قضايا الفساد المالي والإداري بالجملة في المدرسة وأضاف: ونرجو تفضل وزير التربية والتعليم بتشكيل لجنة من الوزارة للتحقيق في تلك القضايا. استعانت (القاضي) بمسلحين لحمايتها.. فيما الطالبات اتجهن بمسيرة راجلة إلى أمام مبنى المحافظة و"الطالبات يردن تغيير المديرة" شعاراً ظلت الطالبات يرددنه لعل وعسى يتم التفاعل من قبل قيادة المحافظة معه بمسئولية كمطلب مشروع. قرابة الثلاثين عاماً وأمة الرحمن القاضي تدير مدرسة أسماء كيفما تشاء.. ربما حان الوقت الآن أن تترك دفة القيادة لوجه جديد.. مطلب يشدد عليه مدرسون ومدرسات تصدروا الاعتصام مؤكدين تمسكهم بجملة مطالب حقوقية.. يبدو أن ليس بوسع قيادة المحافظة تحقيقها وطبعاً لا يعول هؤلاء التربويون أو طلابهم كثيراً على مكتب التربية والتعليم في المحافظة.. خاصة وأن مواجهة مسلحة كانت حصلت بالقرب من تظاهر الطالبات. صباح أمس أيضاً تجمهر المواطنون في منطقة بير باشا احتجاجاً على مقتل مواطن يوم الأحد الفائت برصاص أحد الجنود. شهود عيان أكدوا ل ( الجمهورية ) أن الجندي الذي يطالب المواطنون بالقبض عليه فر إلى معسكر اللواء 33 عقب قتله للمواطن وكالعادة تملأ المسيرات الحاشدة شوارع تعز مطالبةً بمحاكمة قيران والعوبلي وحتى المحافظ الصوفي، كما أعلنوا رفضهم المطلق لمنح حصانة للرئيس صالح ومعاونيه. بدورهم موظفو فرع الجهاز المركزي ومكتبي الآثار والزراعة مازالوا يواصلون اعتصاماتهم ويطالبون حكومة الوفاق بتطهير مكاتبهم من الفاسدين وبإجراء إصلاحات إدارية عاجلة. في سياق متصل وقفت النقابات الطبية بتعز أمام الأوضاع في مستشفيات المحافظة وما يتعرض له الكادر الطبي في كل من المستشفى اليمني السويدي وهيئة مستشفى الثورة العام وتطرقت النقابات الطبية في بيان صادر عنها تلقت "الجمهورية" نسخة منه إلى ما آل إليه الوضع في مستشفى الثورة من تردٍ خدماتي وإهمال وضياع لحقوق كادره الطبي والوظيفي رغم النقلة الهائلة في الميزانية التي تتحكم بها عقلية إدارية فاسدة واعتبرت النقابات الطبية تكاتف كادر مستشفى الثورة وقفة شجاعة في وجه الظلم.. وأهابت النقابات بمحافظ المحافظة تحمل مسئوليته ودرء الخطر عن الموظفين في مستشفى الثورة وذلك بعزل رئيس الهيئة الذي حول المستشفى إلى ثكنة عسكرية ويتوعدهم بالويل والثبور. يبدو أن تعز لن تهدأ إلا بعد تطهيرها.. واللافت أن أغلب المعتصمين والمحتجين الرافضين للفساد داخل مؤسساتهم.. ومدارسهم تختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية.. ويتفقون على أن تعز مدينة تتنفس حرية وهم أدواتها على الواقع.