أعلن رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي رفع جلسة المجلس أمس عقب مشادة كلامية بينه وسلطان البركاني وعبدالرزاق الهجري خلال مناقشة المجلس أسعار المشتقات وخصوصاً مادة “الديزل”. وكان البركاني قد دخل في شجار كلامي عنيف مع عبدالرزاق الهجري سفّه كل منهما تيار الآخر ووصفه ب “الفاسد” فتدخّل الراعي لفض هذا الشجار, مطالباً أعضاء المجلس بطي صفحات الماضي بكل آلامه وأحزانه وعدم النبش في القبور؛ وفتح صفحة جديدة والعمل جنباً إلى جنب مع حكومة الوفاق الوطني, وقال: ما لكم تنبشون القبور؛ فالكل سواء المؤتمر وحلفاؤه أم المشترك وشركاؤه اشتركوا في فساد الماضي, ولا داعي لذكر ذلك وإدخال الوطن في معمعة ودعونا نفتح صفحة جديدة. وأكد رئيس مجلس النواب أنه في ظل “الهوشلية” وعدم احترام هيئة رئاسة المجلس من قبل الأعضاء وقدسية قبة البرلمان ولائحته التنفيذية والدستور والقوانين النافذة لم يعد بمقدوره كرئيس للمجلس إدارة الجلسات؛ كون كل عضو في المجلس جعل من نفسه رئيساً، وقال: تُرفع الجلسة وكل واحد منا إذا أراد أن يبقى رئيساً فليبق رئيساً في بيته. مجلس النواب ظهر في جلسة أمس كغير عادته, واشتباكات كلامية لم تتمكن معها مطرقة الراعي النيابية إسكات الأفواه أو المشادّات الكلامية التي حدثت؛ الأمر الذي اضطر رئيس المجلس إلى رفع الجلسة دون أن تخرج الجلسة بأي قرارات. وكان سلطان البركاني قد طالب حكومة الوفاق بعدم الإضرار بحياة الناس؛ وأنه يكفيهم معاناة 14 شهراً، وقال: هل نكافئ المواطن برفع أسعار المنتجات الزراعية, داعياً مجلس النواب إلى تقدير مصالح الشعب, وعمل ما يفيده وليس ما يقتله ويرد به المهالك؛ الأمر الذي جعل الرد عليه قاسياً من النائبين شوقي القاضي وعبدالرزاق الهجري، فلقد وصف القاضي معاناة المواطنين التي يعايشونها اليوم ما هي إلا نتاج “33” عاماً من المعاناة والظلم والقهر والفساد السياسي والاقتصادي وليس 14 شهراً, وأن أموال خزينة الدولة استحوذ عليها مسئولون كبار في الدولة من المؤتمر وهي تقدّر بمليارات الدولارات، فيما أبدى عبدالرزاق الهجري استغرابه الشديد لخطابات البركاني التي وصفها بالرنانة. وقال: حكومة المؤتمر السابقة رفعت سعر الدبة البترول من “1500” إلى “3500” ريال, ونحن اليوم نعيش بلوى البركاني ورفاقه ومازلنا نطالب بإعادة النظر في أسعار المشتقات النفطية. وأضاف الهجري: حكومة الوفاق الوطني هي حكومة المؤتمر واللقاء المشترك؛ ولهذا فإن كانوا على حق فنحن معهم ونشدُّ على أيديهم, وإذا أخطأوا فسنقف ضدهم، ونقول لهم: أنتم على خطأ. وأردف قائلاً: نقول للأخ سلطان البركاني: لن نسرق المليارات, وإذا امتدت أيدينا إليها فسنقطعها. البركاني لم يتسع قلبه صبراً ولم يستطع تحمُّل ثقل كلام النائبين شوقي القاضي وعبدالزراق فردّ عليهما: نعم كان هناك فساد طيلة 33 عاماً؛ ولكنكم خلال أشهر قليلة قلبتم الدنيا ولم تقعدوها، وأردتم ذبح المواطن وجرّه إلى المهالك؛ رفعتم أسعار المشتقات وتريدون تمريرها بسلام، المواطن أمانة في أعناقنا, قمتم بثورة ولكنكم لم تثوروا على أنفسكم, فلتتقوا الله بالمواطن. الرأي الذي كان بمثابة موافقة من قبل أغلب أعضاء المجلس كان رأي عبدالله العديني الذي طالب بعدم مناقشة الميزانية أو التصويت عليها إلا بعد تخفيض سعر الدبة البترول إلى “1500” والديزل إلى أدنى سعر له.