في الوقت الذي احتفل الشعب اليمني وقواته المسلّحة بالانتصار الكبير على تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين وحلّت الأفراح كل بيت يمني بعودة الأمن والاستقرار إلى محافظة أبين بعد تطهيرها من القوى الظلامية؛ لاتزال أسرة ثعلب غارقة في حزنها بعد استشهاد ابنها المساعد بلال أحمد محمد عبدالرحمن ثعلب وإصرار الدائرة المالية في المنطقة العسكرية الجنوبية على عدم إدراجه ضمن الشهداء؛ بل اعتبرته مفقوداً، وأوقفت راتبه وكل مستحقّاته كشهيد. تفاصيل هذه القضية كما يرويها شقيق معمر أحمد ثعلب: تلقّينا نبأ استشهاد شقيقي من قبل قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في تاريخ 2012/3/2م وعلى إثر ذلك تحركنا من إب في الساعة التاسعة مساءً، ووصلنا إلى عدن في الساعة الثانية عشرة، حيث توجّهنا إلى معسكر باصهيب، فأخبرونا أن الجثة موجودة في ثلاجة اللحوم ويجب استكمال الإجراءات في المعسكر لاستلام الجثة، فذهبنا إلى المعسكر وكان الوقت متأخراً وطلبنا مقابلة قائد المعسكر، فأخبرنا الجنود أنه غير موجود وعلينا العودة الصباح، وفي الصباح قابلنا أركان حرب اللواء الذي وجّه على الفور بتأجير سيارة إسعاف لنقل الجثة وأيضاً صرف مستحقات من المعسكر مبلغ مائة ألف ريال، وثلاثمائة وثلاثين ألفاً للدفن، وبحسب التوجيه ذهبنا وبحثنا عن مندوب المعسكر في مستشفى باصهيب فأخبرنا أنه لابد من وجود تكليف له، فذهبنا وأحضرنا التكليف.. وبعد أن وافق على الصرف حوّلنا إلى المندوب المالي، فتم صرف المبلغ وعدنا إلى إب وأجرينا مراسيم الدفن، حيث تم مواراة جثمان الشهيد في مقبرة الظهار بمحافظة إب، بعد ذلك بأسبوع اتصل بنا أحد زملاء الشهيد في المعسكر وأخبرنا بضرورة عمل حكم انحصار ورثة وتجهيز بعض الوثائق وإحضارها حتى يتم صرف راتب ومستحقات الشهيد. فجهّزنا كل ما طلب منّا وسافر شقيقي الأكبر إلى عدن، وهنا بدأت الصدمة والدهشة؛ فبمجرد وصوله إلى المعسكر أخبروه أن أخي ليس شهيداً بل مفقود، فأخبرهم أنه تسلّم جثة أخيه بنفسه، وعرض عليهم كل الوثائق والمذكّرات وكان متواجداً مندوب المعسكر في المستشفى الذي أكد صحة أقوال أخي وأخبرهم أنهم على خطأ، وأن بلال من الشهداء، فأنكروا وظللنا نتابع الموضوع لكنّا وجدنا تعنتاً غريباً وعجيباً ودون أدنى سبب من قبل الدائرة المالية في المنطقة الجنوبية. فعاد أخي إلى إب، وبعد أن أفرجت «القاعدة» عن الأسرى؛ عاد أخي إلى عدن للمراجعة ولاستلام راتب الشهيد، وتوجّه إلى قيادة المنطقة الجنوبية وأخبرهم: أنتم قلتم إن أخي مفقود، أين هو بعد أن تم الإفراج عن المعتقلين، فتم التوجيه إلى الدائرة المالية في المنطقة من قبل قائد المنطقة بصرف مستحقات الشهيد، وعندما ذهبنا إلى الدائرة المالية أخبرنا المدير المالي أن هذا الأمر غير صريح. معمر شقيق الشهيد بلال قال: إنه رغم كل المعاناة التي حلّت بالأسرة وتحديداً والدته وأخواته الأربع الذي كان الشهيد يواسيهن بصورة مستمرة؛ رغم كل ذلك نحن فخورون أن «بلال» شهيد، وحسبنا أنه سيكون شفيعنا يوم القيامة إن شاء الله. مناشداً رئيس الحكومة ومجلس النواب ووزير الدفاع إعادة حقوق الشهيد والشهداء الآخرين وتكريمهم.