وسط أغاريد ومهاجل دشن أبناء قرية «جرمة» و«صعود» في حراز بمديرية مناخة محافظة صنعاء حملة لاقتلاع شجرة القات، معلنين بداية عهد جديد مع شجرة البن كبديلة لآفة (القات)، مقدمين بذلك أنموذجاً وسابقة هي الأولى تقريباً على المستوى الوطني، في إطار دعم ومساندة التوجهات الرسمية الخجولة. في هذا السياق يقول أبناء القرية: «إنهم عازمون على ترك شجرة القات بل اقتلاعها نهائياً، مبدين تفاعلهم الكبير وإن كان هناك تخاذل من قبل الجهات الرسمية». في الوقت ذاته يؤكد أحسن عبده الصعودي - شيخ قرية الصعود، إن القات تسبب لهم بالعديد من المشاكل الاقتصادية، وخصوصاً استنزافه الكبير للمياه، وتوسع الرقعة الزراعية المخصصة له، ويضيف: «مشروع قلع القات وتطوير الزراعة في شرقي حراز قائم منذ 8 سنوات، تم فيها قلع ما يقارب 300 ألف غرسة قات، وبدل القات تم غرس البن واللوز وبعض الفواكه والخضروات». من ناحية أخرى أبدى سكرتير مشروع قلع القات وتطوير الزراعة شرقي حراز ارتياحه الكبير لتفاهم الأهالي وتعاونهم في تنفيذ المشروع، مضيفاً: «لقد نجح المشروع في تصفية منطقة واسعة من الأراضي الزراعية بما يقارب الخمسمائة فدان، وتم اقتلاع أكثر من 200 ألف غرسة قات»، موضحاً: «المشروع عمل على توفير فسائل البن واللوز وتوزيعها على المزارعين وتوفير الماء والذي يعتبر عائقاً كبيراً أمام المزارعين لشحته».. مؤسسة «إرادة لوطن بلا قات» الحاضنة للمبادرة والتي من جانبها دعت وسائل الإعلام لتغطية الحدث, اعتبر قيس اليوسفي المسؤول الإعلامي للمؤسسة أن مثل هذه المبادرة الجبارة تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي «فنحن في المؤسسة بعد أن علمنا أن هناك مبادرة ذاتية من قبل أبناء منطقة حراز لقلع أشجار القات خططنا لعمل حملة إعلامية نوصل من خلالها رسالة إلى الجميع حكومة وشعباً بخطر تزايد شجرة القات»، مشيراً إلى أن هناك عملية تسويق للمنتجات من بن ولوز وفواكه. ودعا اليوسفي المزارعين في كل ربوع الوطن إلى أن يحذو حذو أبناء منطقة حراز؛ باقتلاع هذه الشجرة التي أثرت سلباً على حياة المواطن صحياً واقتصادياً واجتماعياً. ومن أجل خلق فاصل ثقافي بين جيلين، متعاطي للقات وآخر لا يتعاطاه، على المدى القريب أكد ناصر الشماع المدير التنفيذي لمؤسسة «إرادة لوطن بلا قات» أن المؤسسة قامت بحملات توعية على مستوى المدارس والجامعات والأعراس، مضيفاً «أن النزول اليوم لمنطقة حراز هي لمشاركة أبناء المنطقة هذا المنجز التاريخي العظيم ودعمهم إعلامياً، ويضيف الشماع: «إن ما يقومون به ليس بالأمر الهين، وإن هذه الحملة - حملة بدائل - هي إحدى مشاريع مؤسسة «إرادة لوطن بلا قات» ضمن هدفها الرئيس «وطني بلا قات». وتلقى هذه الحملة دعماً وتشجيعاً كبيرين من طائفة البهرة التي تقطن تلك المنطقة، ويلعب زعيمها محمد برهان الدين دوراً كبيراً في متابعة العملية وتقديم العون للمزارعين الذين يتجاوبون مع هذه الحملة من خلال منحهم قروضاً وفسائل لأشجار اللوز والبن، وتوفير مشاتل، بالإضافة إلى دعم عملية تسويق منتجات البن واللوز. وفي افتتاح الحملة حضر الممثل عن سلطان البهرة، بالإضافة إلى عدد من الناشطين من أبناء هذه الطائفة، وقدمت فرقة تابعة لهم مقطوعة فنية احتفاءً بهذه الفعالية، بحسب موقع المصدر أونلاين.