احذروا القديم الجديد، القديم بكل مفاهيمه السيئة والتي اوصلتنا وبلدنا إلى ما نحن عليه من حال يندي الجبين . أنا هنا أخاطب شباب الثورة، شباب اليمن الحالمين بالغد الكريم، أنا أخاطب هنا من يعنيهم المستقبل وهم الشباب الذين يشكلون السواد الأعظم من سكان اليمن .هؤلاء الشباب الذين يحلمون بغد خال من مراكز النفوذ، غد يسوده السلام والازدهار والتحضر، أنا هنا اخاطب المدرس والدكتور والمهندس والأديب والسياسي المؤهل لا النافذ ووو...الخ، أخاطب جيلا يجب أن يتمكن من احداث القطيعة مع سلبيات الماضي المقيتة واهمها التخلف متمثلا بشخصياته الهرمة الذي يجب أن لا يكون لها مكان اليوم في إدارة البلد والتحكم بمستقبله. القديم يا شباب الثورة، يا شباب اليمن يعترض الجديد، دهور من التخلف مضت تريد أن تكون دهورا مقبلة وما أسوأها من دهور . على شباب الثورة أن يعضوا على التغيير بالنواجذ وأن لا يستسلموا لبنى اجتماعية تنتمي إلى مجتمع ما قبل الدولة ، بنى راكمت الثروة وحالت دون تقدم اليمن بل إنها المسؤول الأول والأخير عن الجراحات الغائرة في جسد الوطن . لقد استحال كثير من المثقفين ومن كانوا ذات يوم مناضلين إلى متزلفين للقديم من خلال تلميعهم لشخوصه . إننا أمام مفترق طرق إما قروناً قادمة من النجاح والتقدم أو قروناً قادمة من التخلف والفشل، قرون (القديم الجديد) بنسخته المفبركة. يا شباب اليمن يا من يعنيكم الغد وتتقطع قلوبكم لحال بلدكم لا تتركوا السحر يستمر ، إن للقديم سحرته البارعين الذين يفهمون الحياة عسفا وبطشا . أعتقد أن مداخل السحر ومكوناته قد تكشفت فاعملوا على التشافي منه واجتياز ربابنته ،هذه سذاجة أن نستمر في غفلة تحت تأثير سحري اقلعت عنه الدول المتقدمة ذات يوم، أقلعت عنه، سحقته وهزمته كي ترى اليوم المشرق الذي تعيشه حاليا ، فيما نقبع نحن تحت ظلامية هذا السحر المقيت .. القديم قديم والجديد جديد، لا تستسلموا لمن رضعوا العبودية، ادمنوا التخلف وإن حسن قولهم وحفظوا الكثير من المصطلحات لأن كلامهم سديم لا يسمن ولا يغني من ضمأ (احياناً تكون العبودية إدماناً). الثورة والغد ملك لشباب اليمن، شباب الثورة لا المحنطين ( ما فسد في السلة). أنا اتساءل هنا: أين شباب اليمن ؟؟ أين شعبها العريض ؟؟أين ذاكرتهم التاريخية في بناء أمجاد ناطحت الأمم؟؟أين كل هؤلاء ليقطعوا دابر القديم؟؟..