في حوار نشر في صحيفة الخبر التونسية وحول سؤال أين يقف الفنان لطفي بوشناق بين الأحزاب السياسية في تونس قال الفنان لطفي بوشناق: لا انتماء سياسي لي: أنا رجل لا أعمل في السياسة لكن أنا رجل أكون، دائماً شاهداً على العصر، أنا كفنان محرض للشعب من أجل الحرية ومن أجل الديمقراطية والحب، وضد التطرف والعنف واللا تسامح، الحب في تونس يحتاج إلى من يدافع عنه ضد الحرب، وضد المجموعات التي تحاول أن تفرض علينا نمطاً ما من التفكير، نحن لسنا ضد أي تيار، لكن ليس ممكناً أن يفرض علينا أي تيار أفكاره، واجب الانتماء للوطن يفرض علينا جميعاً، أن نحترم الرأي والرأي الأخر، والحرية في تونس تحتاج إلى من يدافع عنها ضد كل قيد. وحول هل هو متخوف على الحريات المدنية وعلى الثقافة في تونس، في ظل تنامي التيار الديني، يؤكد: لست متخوفاً أبداً، قائلاً أنا مع احترام كل الاتجاهات وكل الحريات، لكن على أن يعرف كلٌ حدوده ويحترم الآخر، التعايش والمواطنة لا تصح إلا باحترام الأخر، وبالحوار، وباحترام الرأي الأخر دون تعصب للرأي، وليس بالعنف والقتل، لا أريد أن أضع التطرف في اتجاه واحد، أو أن أصف به تيار واحد، لكن أنا ضد التطرف، بكل أشكاله واتجاهاته. وفي إجابته عن سؤال حول مدى تخوفه من تأثير صعود التيار السلفي على بعض مناحي الحياة في تونس؟ يقول أنا لا يخيفني لا التيار السلفي في تونس ولا تيار آخر، السلفيون جزء من المجتمع التونسي، ومن حقهم العيش وممارسة حريتهم دون المساس بحرية الآخرين.. لدينا تجارب في التاريخ الذي أثبت أن التطرف، مهما كان مصدره، من تيارات يسارية أو إسلامية أو غيرها، مآله الفشل، التطرف يعني أن تسمعني أو أقتلك، وهذا ضد قانون الحياة، التوازن هو سر الحياة وأكسجينها، والاعتدال هو السيرورة الطبيعة للإنسانية، علينا أن نتعايش مع بعض، مهما كانت الظروف، لا تستطيع أن تعيش في بلد، وتؤمن بالحرية وبالثورة، وأنت ترفض الأخر هناك من يخيفنا بأن يتكرر في تونس ما حدث في الجزائر من مأساة، الذي حصل في الجزائر الحبيبة، التي أتمنى لها كل التقدم، لا يتصوره العقل ولا يتمناه أحد، ونحن في مرحلة انتقالية في تونس، علينا أن نعي مسئولياتنا لنتجاوز هذه المرحلة، علينا أن نحد من العنف. أنا واثق من أننا سننتصر على الأزمة، وسنتجاوز هذه اللحظة الحرجة في تاريخ الوطن والشعب، لا يمكن الحكم على ثورة عمرها سنتين بالفشل، وتاريخ الشعوب لا يتقرر في ستة أشهر أو عام أو حتى عامين، وتغيير كل المنظومة السياسية والاجتماعية لمجتمع يخرج لتوه من ثورة لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة، علينا أن نصبر على بعضنا لبعض، أنا فخور بالشعب التونسي، ومتفائل جداً، لأني تونسي وأعرف العقلية التونسية، التونسي رجل يعرف معنى الحياة ومتسامح، وفي اللحظة الحاسمة يكون في مستوى مسئولياته الوطنية، لنا وطن يستحق أن يزهر بالحب والتسامح، ولدينا شعب يستحق، لتضحياته الكبيرة، أن يعيش في كرامة وبعيداً عن الخوف.