أكثر ما يحزن أن يكون هناك عمل إبداعي، بجهود ذاتية، وبتأن تركيزي عميق، لا يعطي أدنى اهتمام، سوى الاكتفاء بالمشاهدة والتهميش. أتحدث هنا عن المستقبل الدرامي والسينمائي في اليمن الذي يهمش يوماً بعد يوم، في مؤشر مبشر بانتهاء الدراما وإجهاض لمعنويات المخرج، ذلك أن المخرج السينمائي عندما يكتمل من إبداعه لا يجد صدى إيجابي لأتعابه، هذا كما يبدو حالياً مع إبداعات الشباب المخرج في اليمن وبالذات كلية الفنون الجميلة، سواء كان ذلك من خلال المبالغ المالية الضئيلة التي تعتمد للطلاب كمشاريع تخرج، والتي لا تساوي ثمن تصوير يوم واحد، وانتهاء بعدم وجود أداة فعالة لعرض تلك المشاريع للجمهور العام. العديد من الأفلام التي أنتجها شباب الفنون والتي تتحدث في عدة مجالات لم تلق اهتماماً حتى اللحظة، عندما تطلع عليها وتشاهد الأساليب الإخراجية الجمالية والفنية، يشير لك وكأنك تشاهد أساليب الإخراج التركية ومدى صناعة أفلامها ومسلسلاتها، على الرغم أنها تتم بجهود ذاتية. اطلعت سابقاً على أحد الأفلام القصيرة بعنوان “لعنة الألوان” للمبدعة والمخرجة إيمان الكوري، والتي تناولت به العديد من القضايا المجتمعية التي يعاني منها الأشخاص، ومدى حرص المخرجة على إيجاد وإدخال المعالجات الإيجابية للقضايا التي تناولها الفيلم، كناقد عندما رأيت هكذا فيلما، لإحدى خريجات السنة السابقة، وبهذا الكم الهائل من الجمال والروعة سواء كان ذلك من خلال السيناريو والفكرة، ومدى روعة التصوير، أو الديكورات، أو الموسيقى المرافقة ... إلخ، تبشرت بأن هناك جيلا قادرا على إعادة وجه مشرق للدراما والسينما اليمنية، بعد أن انحصرت السينما في اليمن بأفكار ضيقة يتم اختيارها لتنفذ العديد من السيناريوهات للجمهور العام، ومحاولة تسيير الجمهور لأهداف ضيقة مرسومة مسبقاً.