بشكل قد يتفق وقد يختلف مع رؤى أحزاب المشترك يرى الدكتور عبدالكريم قاسم دماج - رئيس منتدى الحوار الفكري - أن اللقاء المشترك كان له رؤية واحدة مشتركة، وعليه فإن لمكوناته أيضاً أن تتميز في تقديم ما يتوافق وحساباتها، وهو بهذا الشمل لا يعني تعارضاً مع قيم الشراكة مع الأحزاب الاخرى.. الدكتور عبدالكريم دماج - عضو مؤتمر الحوار الوطني ضمن قائمة الحزب الاشتراكي اليمني - يؤكد أن وثيقة الإنقاذ الوطني تمثل أساساً يمكن الاستناد إليه في مؤتمر الحوار.. مشيرا إلى أن جميع الخيارات التي تضمنتها الوثيقة متاح الأخذ بها وفق التوافق بين المتحاورين. «يوميات الحوار» التقت الدكتور عبدالكريم قاسم دماج وتطرقت إلى عدد من النقاط.. .. نبدأ من رؤية الحزب الاشتراكي في مؤتمر الحوار أم أنها ستكون ضمن رؤية واحدة مع المشترك؟ للحزب الاشتراكي رؤيته بالتأكيد، ويشترك مع المشترك بطبيبعة الحال، ورؤيته في أنه علينا الانتقال إلى دولة وطنية ديمقراطية لا مركزية، وهذه الدولة هي التي ستضمن وحدة اليمن في إطار جديد، بعيداً عن الغلبة، الوحدة الفعلية الحقيقية، الوحدة القائمة على التكافؤ وعلى المساواة في الحقوق والواجبات وعلى سيادة القانون.. هذا هو خيار الحزب الاشتراكي اليمني، وخياراتنا بطبيعة الحال مفتوحة للحوار في مؤتمر الحوار الوطني.. نحن نسعى إلى إشاعة السلم والأمن الاجتماعيين، وإزالة التوتر وعناصر التوتر، ونرى بأن الدولة القادمة يجب أن تكون هي الجهة الوحيدة المحتكرة للقوة، ويجب أن تكون هناك مواطنة متساوية. .. كان أعلن أن المشترك سيدخل برؤية تستند إلى وثيقة الإنقاذ الوطني، فيما هناك منها ما لا يتفق عليه الجميع؟ - حقيقة وثيقة الإنقاذ الوطني هي في منتهى الأهمية، ودعني أقول لك بأنها في واقع الحال وبدون أي مبالغة وثيقة تاريخية لأنها حددت شكل الدولة القادم ومضمون النظام السياسي القادم، وهي وثيقة حظيت بإجماع كبير جداً من قوى سياسية واجتماعية وشخصيات اعتبارية، وأعتقد أنها تصلح أن تكون أساساً يبنى عليه في مؤتمر الحوار. ثلاثة خيارات .. ولكن ليس جميع المشترك يتفق على الشكل الفيدرالي؟ - طُرح في مشروع وثيقة الإنقاذ ثلاثة خيارات: خيار الفيدرالية، وخيار الحكم اللامركزي كامل الصلاحيات، وخيار الحكم المركزي واسع الصلاحيات، وظلت هذه الخيارات مفتوحة، وفي تصوري أنها لاتزال مفتوحة للحوار، وما سيصل إليه المتحاورون في مؤتمر الحوار الوطني سيكون هو الفيصل، الأهم في الأمر أن تبحث القضايا بنوع من الوعي العميق بما ينبغي عليه أن يكون شكل الدولة القادم القادر على تلبية احتياجات المجتمع المدني ومن هنا القصة الكبرى.. للمجتمع اليمني احتياجات في الحاضر واحتياجات في المستقبل.. ما هو شكل الدولة القادم القادر على تلبية هذه الاحتياجات؟ قبلها ما هو شكل الدولة اليمنية القادمة القادر على وضع تسوية تاريخية نقدر معها أن ننفض عن كاهل اليمن وعن كاهل المجتمع اليمني هذا العبء الثقيل الذي راكمته عقود الاستبداد ومنتجه من الفساد وغيره، هذه هي القضية المركزية. أرضية مهمة .. البعض يتهم المشترك بالتقصير في تنفيذ النقاط ال20، وفيما كان يؤكد على تنفيذها قبل الحوار ها أنتم تدخلون الحوار، وهذه النقاط لاتزال عالقة؟ - أخي نحن بحّت أصواتنا وسعينا كثيراً، ومازلنا نرى بأن النقاط ال20 تشكل أرضية مهمة جداً لحل القضية الجنوبية، لم نهمل ولم نقصر وإنما جهود مضنية بُذلت سواء إعلامية كانت أو عن طريق الاتصال السياسي أو الاتصال بالقنوات الرسمية، وبالتحديد مع الأخ رئيس الجمهورية، ولكن نحن حتى الآن في واقع لحال نبدي استغرابنا لماذا لم تطبق هذه النقاط وعلى وجه الخصوص النقاط المتعلقة بحل القضية الجنوبية، وهي نقاط منطقية قوية ونقاط ضامنة لأن يكون الحل سالكاً نبدي استغرابنا ومانزال نطالب بتطبيقها. خذلان .. قوى من أحزاب المشترك ذهبوا إلى خذلان التكتل لهم سواء في حصة المقاعد في الحوار أو ما يتعلق بعد تنفيذ النقاط ال20؟ - ليس هناك خذلان.. المشترك تكتل سياسي فضفاض وكل حزب فيه يحتفظ بتقديراته السياسية الخاصة ويلتزم بما تم الاتفاق عليه من رؤى سياسية جامعة مشتركة ولهذا سمي المشترك، أن يرى حزب من الأحزاب أن ثمة نقاطاً في برنامجه أو أجندته السياسية لم يقدر المشترك على استيعابها أولاً لا يمنع من بقائه في المشترك في إطار المشترك الأكبر، ولا يمنع أيضاً من أن يتميز بأداء سياسي بما يخص النقاط التي يعتقد أنه لم يكن المشترك قادراً على استيعابها، ليس هناك أي استثناء. لقاء الخصوم .. أخيراً كيف تنظر إلى لقاء الخصوم معاً في مؤتمر الحوار؟ - هذا هو جوهر الحوار، المختلفون هم الذين يتحاورون، أصحاب الرؤى المتنوعة هم الذين يدخلون في حوار، أما أصحاب الرؤية الواحدة وأصحاب الموقف الواحد في واقع الحال ليسوا بحاجة لحوار، ولهذا أنا أقول إن هناك حالة من النضج السياسي، وهذا رأيي لدى القوى السياسية اليمنية، وهذا النضج قاد إلى استيعاب الخطر القائم اليوم، والذي يهدد المجتمع برمته، أما أن تظل القوى السياسية حبيسة لصراعات الماضي سواء كانت أيديولوجية فكرية سياسية أو كانت صراعات على الأرض وعلى الميدان كإرث للماضي وإما أن يأخذوا منها العبر ويفتحوا طريقاً جديداً لتسويات تضمن انتقال المجتمع اليمني من حالة الاحتراب إلى حالة السلم، من حالة الفوضى إلى حالة الاتساق لتلبية احتياجات المجتمع اليمني.. هنا تأتي أهمية هذا الحوار أن تأتي قوى متباينة متمايزة تأتي قوى لها رؤى متعددة وتصل في نهاية الأمر باستقراء واقعي للقضايا القائمة اليوم في الاقتصاد والاجتماع والسياسة، وتقول بأننا نحن مضطرون ومحتاجون لأن نكون معاً وفق هذه الرؤية المشتركة.