محمد ابراهيم الغرباني في لقائنا الأول عند منحنى سماوي كنتِ تجلسين على الكرسي المصنوع من الآبنوس في مقطورة الضوء .. ترتدين حلّة أرضية هي تعويذتُكِ التي أهديتها لكِ ذات فضة . . الفكرة التي أهديتني حينها كانت هي محطة البداية والوصول . . نتجاذبُ أطراف الحديث عبر الأثير ونفتقدُ أيامنا التائهات في الواتس والفيس والجوجل وكل وسائل الحديث حينها .. ولكنكِ لم تنسي أبداً أن تذكرينني بالرسالة التي أرسلتها مع قارورة العطر ولم تكن تحوي سوى اسمكِ فقط . (عام الأمل) محفوظ القاسمي (1) يحتفلُ العالم بقدومِ هذا العام أمَّا أنا .. بكِ أحتفل إليكِ ابتهل ولا أدري هل بدأت رحلتي.. اِنتهت ؟!! وأزمنتي قبة المحتفَل (2) لقد كنتُ في التيه .. أحنُّ عليكِ وأبحث عني وأمضي إليكِ لا أؤمنُ أني ..تخليتُ عني.. تغرَّبت عنكِ لأنني فيكِ.. وأنتِ الحبيبةُ منذ الأزل. (3) لأنكِ فيني حقيقة وجود وكنتُ أصلِّي:- ربِّي ، لقد تشابهت عليّ النهود فأين الحبيبةُ ؟ أين أنا؟ وفي لهفتي ... رأيتُ مع الضوء .. ملامح أمل. (4) ألا تعلمين يا حبيبتي .. مُذ بدأت الحركة بالتكوُّر شرعا نهداكِ بالتَّحدُّب ، كوكبان من الحنين ومُذ خلقت السماوات والأرض .. استغرق فمُكِ يوماً سابعاً ليكمل استدارته بهذه الطريقة الفاتنة.. وبهذا التقعر.. إلى الأعلى .. إلى الأسفل.. ليكون ، لأجلي (فلك) واختمر خلطةً ، تُشتقُّ منها جميع الورود. (5) أنتِ يا حبيبتي .. خلقتِ بطريقةٍ مختلفة قبل أن يتشكل الزمن أنتِ مركز هذا الكون.. وأنا محاور الارتكاز أنتِ الدهشةُ التي يسافر فيها الشعراء، فيتلون ما تيسر منكِ (قصائد) ويقصدكِ الفنانون، فيرسمون ما تموَّج من ارتباكاتهم (لوحات) ويحجُّ إلى عينيكِ المعجبون ، فتمنحينهم العفو ليعودوا إلى علاقاتهم الممكنة.. أمَّا أنا.. فإني أسكنُ فيهما (سكن) وأقيمُ فيهما (وطن) أنا فيهما :- حلمكِ الذي ترعرع.. وطفلك الذي تبرعم من الضوء مشاغب.. مدلل .. لعوب.. وحين تغطيهِ فيهما .. لا ينام. (6) أنا يا سيدتي .. من يعلم بأسرار تكوينك وأنا الوحيد ، الذي يجيدُ قراءة تفاصيلك ويتقن مداعبة الروح ، والحوار ببلاغةِ الجسد.. لقد تمت صياغتك، بلغةٍ خاصة.. وحدي من تعلَّم أبجديتها، ومقاماتها الأزلية.. إنها اللغةُ التي انبثقت منها الموسيقى، وأقتبس الضوء، ألوانه.. تعددت - منها - اللغات والحضارات والرقصات.. وأنا الوحيد ، الذي يجيد الرقص على سيمفونية وجودك فأنتِ يا سيدتي غامضةٌ ومبهمةٌ بدوني مثل العدم. (7) في مطلع هذا العام .. لم أطلب منكِ أن تحبيني ، بجنونٍ أكثر من جنوني.. ولا تسألي إن كنتُ سأستمرُّ بهذا الجنون! فالحب ، إحدى أسمائنا .. والعالم ، صور تفصيلية لبعض ملامحنا.. فقط ، أريدُ أن نبقى معاً (بدونِ اِفتراق) لنتيح للأشياء، فرصة ترتيب أنساقها وتعود الثنائيات، للاتساق. وتزول - عن هذا العالم - الكوارث والحروب.. ونعيد للكوكب توازنه البيئي.. ونتيح للتاريخ ، إعادة ضبط السياق.