مثلت قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة بشأن هيكلة القوات المسلحة علامة فارقة في مسار ثورة فبراير السلمية، ثوار كثر تفاءلوا بتلك القرارات على اعتبار أن جزءا كبيرا من مطالبهم تحقق، الأمر الذي دفع اللجنة التنظيمية للثورة بأن تعلن تعليق الفعاليات الثورية والمسيرات ورفع الخيام من ساحة التغيير وكل الساحات في الجمهورية، وكذلك تعليق صلاة الجمعة في ميدان الستين، من أجل تهدئة الأجواء، وإعطاء المتحاورين فرصة للخروج بحلول تقود اليمن صوب المستقبل. قلة هم من اعتبروا ذلك انتكاسة وخيانة للثورة ودماء الشهداء.. (الجمهورية) التقت عددا من شباب الثورة، وأخذت انطباعاتهم.. جلهم باركوا رفع الاعتصامات، على اعتبار أنه خطوة جريئة نحو البناء.. إليكم الحصيلة: تنبه وحذر جمال العزب أحد قيادة المنسقية العليا للثورة اليمنية "شباب"، قال: الثورة اليوم ليست خيمة، بل ثقافة.. وليس لها تاريخ انتهاء فهي مستمرة متجذرةٌ، كلما وجد الظلم ثرنا عليه.. وكلما حاول التلبس بنا خلعناه.. كلما حاول التموضع نزعناه.. - ويضيف: نحن اليوم بحاجة إلى تجديد وسائل الثورة لبناء اليمن الجديد على أسس وقواعد الثورة الشبابية الشعبية السلمية، وسيرحل إن شاء الله الفساد والإفساد والظلمُ والكهنوتُ والاستبداد.. مع التنبه والحذر، والاستمرار بنشاط البداية حتى نصل إلى النهاية بكل عزيمةٍ واقتدار وبكل جدٍ وابتدار، وبكل تلاحمٍ وتسامح، فمرحلة التأسيس للبناء من أخطر وأهم مراحل الثورات، لأننا نحب فنعمل, ونفرح فلا نكسل, وكل منجز ثوري نحققهُ ما هو إلا درجةً جديدةً نضيفها في سلم الصعود إلى الهدف الأسمى والغاية العليا. بداية طيبة من جهته فارس الشعري أحد شباب الثورة، قال: قرار رفع الخيام قرار صائب، وإن جاء متأخراً بعض الوقت، فرفع الساحات وتعليق الفعاليات الثورية أمر مهم وذلك لتفرغ الشباب في بناء الدولة المدنية الحديثة التي خرجوا يوما ما للمطالبة بها، وها نحن اليوم ندشن بداية طيبة في هيكلة المؤسسة العسكرية من الحكم، فمسألة رفع الخيام مسألة طبيعية جداً وليست الثورة محصورة بمساحة.. قد يقول البعض هذه الساحات وبقاؤها بشكلها الثوري دليل على بقاء الثورة، فنقول بالعكس الوطن كله ساحة إذا ما أردنا ذلك وكل الوطن ساحاتنا، فإذا ما شعرنا أن هناك التفافا على الثورة أو انحرافا في مسارها فبإمكاننا أن نجعل من هذا الوطن كله ساحة للثورة والثوار. - وأضاف: رؤيتنا كشباب لبناء الدولة تكمن في إيجاد نظام عادل يعمل على النهوض بالمجتمع، وإحداث نهضة شاملة في شتى مجالات الحياة سياساً واقتصاديا وتعليمياً ..الخ، كما أن الشباب ينظرون إلى اليمن الجديد بنظرة سريعة وليست بطيئة خصوصاً فيما يتعلق بالبطالة وإيجاد فرص عمل للشباب، وأتمنى من باقي شباب الثورة أن يبادروا برفع خيامهم وذلك لتضرر الحي والجيران من ذلك، كما أتمنى من الدولة أن تعوض كل من لحق به الأذى نتيجة الاعتصام، وأن تسارع في إيجاد حلول مباشرة وآنية للشباب العاطل عن العمل خصوصاً الجامعيين منهم. يمن جديد خولة القواس ناشطة، قالت: لابد من بدء الاتجاه نحو البناء, وبعض أهداف الثورة قد تحققت وليس المعنى من رفع الساحات أن الثورة اكتملت، بل هي لا تزال في إطار التغيير وتحقيق الأهداف، والثورة هي مبدأ بداخلنا لن يتغير مهما حدث، وأهداف الثورة ستكتمل، ولا يوجد أي خيانة لأهداف الثورة؛ لأننا نسير على مركب تحقيق الأهداف، ودماء الشهداء لن تذهب هدراً وسيحاكم القتلة، وهكذا نكون قد انتصرنا بفضل الله. وأضافت: رؤيتنا هي بناء يمن جديد خال من الطغاة والفسدة، يمن مزدهر يمن ينعم بالأمن والاستقرار، يمن لا يذل فيه أحد، يمن نرتقي به ليوصلنا إلى ما نتمناه.. نريد وطناً نفتخر ونفاخر به. فقدت قيمتها صلاح الجندي، قال: بعد رفع الساحات ستصبح اليمن كلها ساحة وسيسمح لشباب الثورة أن يمارسوا نشاطهم الثوري بكل حرية، من الآن سيصبح صوت الثائر يعرفه كل الناس وسيصل إلى الجميع، رفع الساحات ليست خيانة لدماء الشهداء.. لأن مطلب الشهداء الدولة المدنية فأعتقد أنه لابديل لمستقبل اليمن الجديد غير الاتجاه نحو بناء الدولة، والمواطنة المتساوية والتعايش الإيجابي. - يشاركه الرأي علي قيس؛ فالساحة والاستمرار في الاعتصام بها لم يعد له دور أو تأثير كما كان من قبل. مضيفاً: الخيام فقدت قيمتها وأصبحت لا تمتلك أي قيمة ولا أي معنى لتواجدها، أصبحت مرتعا لمنعدمي الأخلاق والذين يسببون بتواجدهم المضايقات والمعاكسات والتي رأيتها بأم عيني، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة من داخل الخيام ومن حولها وذلك لافتقادها إلى النظافة وبسبب المخلفات، وكذا تحويلها من قبل بعض الجماعات إلى اللقاءات التي كانت سرية سابقاً ومركز لتوزيع الأسلحة..!! مصالح تعطلت من جهته رداد السلامي صحفي، قال: المكوث في الشارع لم يعد له أي جدوى أو مبرر، هناك مصالح تعطلت وهي لأناس بذلوا الكثير من أجل هذه الثورة واحتضنوها، فهذا عبد الوهاب الوصابي الذي كان يمتلك تسجيلات الإيمان القريبة من المنصة، خسر 32 مليون ريال وأنه بدون تعويض كل ذلك لأنه احتضن الثورة ورحب بها ودفع أموالا من أجل استمرارها، إذاً فإن أفضل ما يمكن أن نقدمه لمثل هؤلاء الذي ضحوا بمصالحهم وساندوا الثورة أن نرفع الخيام؛ لأن الثورة حققت أهدافها ولم يتبق إلا مخرجاتها من دولة ونظام وقانون، وتوفير أسس حياتية جيدة للشعب.