لا تخلو أية وزارة أو مؤسسة حكومية تقريباً من الموظفين المتعاقدين، ولذلك تشهد تلك الوزارات والمؤسسات الحكومية اضطرابات وإضرابات بين الفينة والأخرى، بسبب أولئك الموظفين الذين لم يتم تسوية أوضاعهم.. وهذا ما هو حاصل داخل صندوق النظافة والتحسين، محافظة تعز، حيث يشكو العديد من موظفيه المتعاقدين من عدم تجاوب إدارتهم مع مطالبهم، والتي كما يقولون إنها مطالب حقوقية مشروعة، تتمثل في تسوية أوضاعهم بزيادة مرتباتهم واعتماد توظيفهم وإعطاء الراتب لكل موظف بحسب مؤهله الدراسي، أسوةً بزملائهم في صندوق النظافة في العاصمة صنعاء، وناشد هؤلاء الموظفون رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ومحافظ محافظة تعز النظر في قضيتهم والعمل على إيجاد حلول مناسبة وعاجلة.. نحاول في هذا الاستطلاع أن نتعرف على تلك المطالب والحقوق التي ينادي بها هؤلاء وبسببها اضربوا عن العمل. زيادة المرتبات بداية تحدثت إلينا ارتفاع أمين أحمد سلام “أمين عام نقابة عمال وموظفي صندوق النظافة والتحسين تعز” بالقول: سبب الإضراب عن العمل هو المطالبة بزيادة الراتب وتسوية أوضاعنا أسوة بالموظفين في صنعاء، حيث يتم معاملتهم كموظفين رسميين، ونحن للحقيقة نشعر باضطهاد، حيث يتم تسليمنا مبلغاً محدداً يقدر “22000” ألف ريال لكل الموظفين على حد سواء، من يحمل شهادة جامعية، ومن لا يمتلك شهادة، وهذا ظلم، وأغلب الموظفين هنا متعاقدون، ونحن لدينا مذكرات من رئاسة الجمهورية ومن مجلس الوزراء لمحافظ المحافظة وإدارة الصندوق لحل قضيتنا، ولكن لم نلق أي تجاوب من قبل الجميع، السلطة المحلية أو المحافظة أو إدارة الصندوق. مع أننا قبل أن نعلن الإضراب عن العمل قمنا بتوجيه عدة رسائل لإدارة الصندوق والسلطة المحلية، لكن لم يتم الاستجابة لمطالبنا، أربعة أشهر ونحن نتابع دون جدوى، والآن اجتمع بنا أمين عام المجلس المحلي للمحافظة ووعدنا بحل قضيتنا، وسوف نرفع الإضراب لمدة أسبوع وإذا لم يتم العمل بتلك الوعود سنعود مرة أخرى للإضراب. وأردفت ارتفاع بالقول: عندما تم تعيين الأخ شوقي أحمد هائل محافظاً للمحافظة استبشرنا خيراً.. لكننا لم نلمس منه حتى الآن أي شيء فنحن نعلم أن الأخ المحافظ يريد أن يعمل لكن أصحاب المصالح والمتنفذين يقفون عائقاً أمامه، وبدورنا نناشده من خلال صحيفة (الجمهورية) النظر في قضيتنا ومطالبنا بعين الاعتبار، وللعلم إيرادات الصندوق طائلة، لكننا لا ندري أين تذهب تلك الإيرادات فنحن لا نحصل على شيء من ذلك سوى مرتباتنا فقط. التهميش وتابعت ارتفاع حديثها بالقول: كون تعز عاصمة للثقافة، وكونها أيضاً منطلق الثورة الشبابية السلمية، فمن المفترض أن نحصل على كل مطالبنا وأن لا يتم تهميشنا، فهل من الثقافة أن أحصل على 21 أو 22 ألف ريال كراتب شهري، وأنا أحمل شهادة جامعية، كما ناشدت ارتفاع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء النظر في قضيتهم بعين الاعتبار. كما تمنت عدم خلط الأوراق بين المطالبة بالحقوق والسياسة، وقالت: نرجو عدم خلط الأوراق واتهامنا بأننا مدفوعين من قبل جهات سياسية معينة، نحن مطالبنا حقوقية، وليست لدينا أية دوافع أخرى، كما طالبت ارتفاع وغيرها من الموظفين بوضع نائب لمدير الصندوق حيث أن المدير الحالي كثيراً ما يتغيب ولا يحضر كما يقولون. وفي ختام حديثها قالت: أملنا في الأخ المحافظ كبير جداً.. مطالبنا حقوقية رضوان الحلقاش “عامل نظافة” متعاقد له 8 سنوات يعمل موظفاً في الصندوق بدوره يقول: نحن نطالب بحقوقنا وقبل تثبيتنا كموظفين رسميين، وأيضاً معاملتنا أسوةً بزملائنا في العمل بصنعاء.. وعن تجاوب السلطة لمحلية يقول: لم نتلق أي تجاوب من السلطة المحلية وإيرادات الصندوق ما يقارب حوالي مئة مليون ريال شهرياً، ولكننا لم نحصل على أي مبلغ من ذلك كمكافأت شهرية وكلها تذهب إلى جيوب المتنفذين. ويوافقه في ذلك الرأي زميله بسام علي فرج متعاقد الذي مرت عليه ست سنوات دون أن يتم تسوية وضعه. تطبيق قانون الأجور من جهته يتحدث عمار عبدالخالق الفتيح.. نائب مدير العلاقات بالقول: أنا نائب مدير العلاقات، ومن المفترض أن أكون مدير إدارة العلاقات، كون المدير السابق تم استبعاده ولكن رفض مدير الصندوق تمكيني من استلام إدارة العلاقات. ومن حقنا المطالبة بحقوقنا ولو كلفنا ذلك حياتنا ونحن نطالب بتطبيق قانون الأجور والمرتبات، مثلما يطبق علينا قانون العقوبات، حيث يتم الخصم من مرتبنا في حالة الغياب، مع أنه مرتب لا يفي بأدنى ضروريات الحياة. وأقولها بصراحة: لقد حول مدير الصندوق الحالي إدارة الصندوق إلى قطاع خاص.. ونشعر بأننا نعيش في عصر الإمامة. عمل مجهد وشاق أحمد محمد محسن “معلوميات الفروع بمديريات المحافظة” متعاقد منذ سنتين لا تختلف شكواه عن زملائه السابقين، لكنه يعاني من اضطهاد شديد فيقول:أنا مضطهد جداً: عملي شاق ومجهد إذ أقوم برفع المعلوميات لمديريات المحافظة كاملة، ولم أحصل على أية مكافأة مقابل ذلك العمل، لم يستجب مدير الصندوق لمطالبنا، وكذلك قمنا برفع مذكرات للجهات المختصة، لكن لا حياة لمن تنادي، فالمكافأت تعطى لأشخاص محدودين ومقربين من المدير العام فقط. وضع سيء أيضاً يقول يحيى قائد لطف.. “قسم المتابعة”: 8 سنوات متعاقد.. كنت أحصل في عهد المدير السابق للصندوق على 10000 آلالف ريال شهرياً مقابل المتابعة اليومية لعمال النظافة، وعندما جاء المدير الجديد الحالي تم إلغاؤها، وبعد المتابعة والمطالبة تم استرجاعها ولكن بنقص خمسة آلاف ريال شهرياً، وأنا أقوم بمتابعة عمال النظافة في المحافظة يومياً، وهذا المبلغ لا يكفي حتى للمواصلات إذ لا توجد لدينا وسيلة مواصلات فأقوم باستئجار (موتور) وأجوب حوالي 60 كم يومياً. ولذلك نحن نطالب بحقوقنا، ونتمنى عدم تجاهل هذه المطالب.. ونحن في وضع سيء للغاية. انتهاك لحقوقنا كما يتحدث الأخ جهاد حيلان.. 11 سنة متعاقد بالقول:يتم معاملتنا معاملة حقيرة، حيث يتم منعنا من قبل الحرس الخاص بالمدير من الدخول لمقابلته. ونحن نطالب بالإضافة إلى ما ذكره الزملاء بتأمين صحي، وأيضاً نريد إعطاءنا مكافأت شهرية من إيرادات الصندوق.. وأن يتم تسوية أوضاعنا ويعطى لكل شخص مرتب بحسب مؤهله الجامعي. الأخ المحافظ يعرف هذا تماماً ولكنه يتعاطف مع إدارة الصندوق ونستلم الراتب، وكأننا نستلم ضماناً اجتماعياً، وهذا انتهاك لحقوقنا، حيث يتم تسليم مبلغ 21 ألف ريال لكل الموظفين على حد سواء من يمتلك الشهادة الجامعية أو من لا يحمل أية شهادة. أخيراً بعد يوم واحد من هذا الاستطلاع تم رفع الإضراب وذلك باتفاق نقابة الموظفين في الصندوق والمجلس المحلي بالمحافظة لحل الإشكالية، وقد تلقى هؤلاء المتعاقدين وعوداً بحل مشاكلهم، وإذا لم يلتزم المجلس المحلي بالمحافظة بتنفيذها فإنهم.. حسب تهديد لهم سيعاودون الإضراب مرة أخرى.
