لم يكن يعلم الطالب محمد حميد القفازز، 14 عاماً أن شهادة وفاة ستنقله هذا العام إلى العالم الآخر بدلاً من شهادة دراسية يمتنحها هذا العام لينتقل بها إلى الصف الثامن الأساسي.. خرج محمد في الساعة الثامنة من صباح يوم الأربعاء الفائت من منزله بمدينة يريم، قاصداً مدرسته لإضافة يوم لمقعده الدراسي، إلى الحلم بمستقبل ما بعد الدراسة, فأراد القدر عناقاً بين دمائه ودفاتره، التي تبعثرت الأبجدية مع أسس استيعابها في رأسه فتدفقت منه الحروف ممزوجة بمسارب دماء من دماغٍ ثقبته رصاصة، قبل أن تحشوه هذا الحياة بنوايا شيطانية.. دفع محمد روحه ثمناً باهضاً وأحلامه اليانعة ضريبةً مهولة لحماقات الكبار من أسرته وأسرة قاتله جراء مارثون ثأرٍ قبيح سيغدو سجالاً بين الأسرتين.. عيون قاتله لم تفرق بين طهره وبراءته، وبين من يتساوون معه في الوحشية والقسوة، فحملت يريم بأكملها في ذلك الصباح وزراً دنِساً، أبكى جميع الأهالي، فيما مازالت فيها أشعة الشمس خافتة حتى اللحظة.. بكاء الناس ليس تعاطفاً مع أسرة الطفل محمد القفاز، أو مع أسرة قاتله التي ثأرتْ بسذاجة من صغير يافع، انتقاماً من كبار أسرته، لكن الحدقات ذرفت دموعاً ودماءً؛ لأن محمد كان يُعد العدة ليوم دراسي مصحوباً بلعب مباراة نهائية في كرة القدم ضمن الدوري المدرسي، فهل تكون هذه المباراة هي النهائية التي ستلعبها أفواه البنادق بين أسرته و أسرة الخصوم ... سؤال نطرحه أمام السلطات الأمنية في البلد !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟