من مواليد القصاب بيحان محافظة شبوة سنة 1326ه الموافق 1908م ابتلى بفقدان البصر وعمره لم يتجاوز الرابعة ، درس القرآن الكريم ثم مبادئ في العلوم الشرعية على يد والده ، ولما ظهرت حافظيته ومواهبه بعثة والده مع أخيه الى تريم «جوهرة العلم ومهبط العلماء». لينتقل بعد ذلك بخمس سنوات صوب عدن التي تئن رمال شطآنها من وطئة الاستعمار البريطاني البغيض. وفي الشيخ عثمان تأهل والتقى شيخه واستاذه العالم الجليل أحمد بن محمد العبادي وأخذ عنه وتزود منه .. كما أن البيحاني كما ذكر بعض معاصريه درس صحيح البخاري على يد الشيخ العلامة عبدالله اليدومي في تعز. بعد ذلك يمم وجهه صوب أرض الكنانة مصر فحملته مياه شطآن.. عدن إليها عضواً في بعثة تعليمية لنادي الإصلاح العربي الإسلامي بعدن. درس بالأزهر الشريف وظل يدرس فيه حتى نال شهادتي الأهلية و«العالمية» ثم التحق بكلية الشريعة والتقى هناك بالعلمين البارين الزبيري والنعمان وتوثقت عرى المحبة والصداقة بينهم . وعاد مرة أخرى إلى عدن واستقر في الشيخ عثمان ثم في كريتر. كان من أبرز مؤسسي الجمعية الإسلامية الكبرى التي تأسست عام 1949م ، وتوج جهوده بافتتاح المعهد الإسلامي بعدن 9/5 /1957م.. وفي حفل الافتتاح قال الشيخ كلمته «وهاهنا المعهد العلمي نفتحه كأنه الأزهر الباقي على مر الزمن». فتخرجت من معهده كتائب مسلحة بالعلم والإيمان وفي عام 1970م بدأت السجون وبدأ القمع والإرهاب فسافر إلى تعز حيث استقبله المحسن الكبير هائل سعيد أنعم رحمه الله. بلغت مؤلفاته أكثر من اثنين وعشرين كتاباً غير الرسائل والمواعظ ومن أهم مؤلفاته «إصلاح المجتمع الصارم القرآني عبادة ودين كيف نعبد الله». وكان تاريخ وفاته في يوم الجمعة 26 ذي الحجة 1391م 11/فبرابر 1972م بعد عودته من أداء فريضة الحج بيوم واحد إذ وافته المنية بتعز ودفن فيها وأمام جنازته تجسد عمق الوحدة اليمنية التي تسخر من أعدائها وشيعه جمع غفير من رجالات اليمن يتقدمهم الشيخ/ محمد علي عثمان القائم بأعمال رئيس المجلس الجمهوري حينها .. فبقي البيحاني الذي ولد في شبوة وتعلم في حضرموت وعاش في عدن وتوفي ودفن في تعز مصر على إعلان استقصائه على أوهام الشطرية حياً وميتاً. رثاه العديد من الشعراء من ابرزهم السيد/ أحمد عبدالولي الذي كان أحد تلامذته .. إذ رثاه بقصيدة مطولة من أبياتها : أخلاقه نبويةَُ وحياته فاقت بنور الحق والإيمان وعموم أهل الحق تشهد أنه بلغ الذرى بشومخ الأركان أعماله محمود مشكورة طوبى له في جنة الرضوان لله من رجل جليل قدره بلغ الكمال بمعظم البنيان تزهو خصائصه كمالاً بالبقا لا نتقضي مامرت الأزمان أكرم به من عالم متورع متواضع للأهل والخلان عززت قلبي تصبراً فأجابني لا صبر لي وفراقه أبكاني تعز التي قد عززت بحلوله