باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



29مايو 2011 (يوم المحرقة)حتى لا ننسى الشهداء!
سقط جراءها 10 شهداء ومئات الجرحى والمصابين، وتم نهب العديد من المباني والممتلكات..
نشر في الجمهورية يوم 30 - 05 - 2013

في حالك الظلام وبشع المنظر ومأساوي الأمل.. كان في تلك البقعة الممتدة على مدى قرابة 2كم، يعيش فيها معتصمون أرادوا الحياة وتاقوا للعيش الكريم، خرجوا يرتلون آيات النصر والعزة والتضحية لوطن جميل طالما حلموا به.. نعم كانت هي تلك الساحة التي تدعى ساحة الحرية بتعز.. تعز المدينة التي انطلقت منها ثورة 11فبراير وأعلنت التحرر واعتناق الكرامة والعيش الرغيد.. أبى الظلم إلا أن يسحقها.. ففي تلك الليلة الظلماء الموافق 29 مايو 2011م كانت الكارثة الإنسانية التي حلت بتلك المدينة وبأبنائها.. منذ عشية ذلك اليوم توجهت قوات النظام السابق لاقتحام الساحة المقدسة للثوار، والتي أصروا بأنها ستكون الانطلاقة الأولى لليمن الجديد، نعم جاءت الآليات العسكرية تحرق الحرث والنسل في صوت تكبيرات وانين وتنهدات على شهيد رحل.. كان الصراخ يملأ السماء والمجنزرات تدهس الثوار وتحرق خيامهم فكان أن قدمت الساحة في تلك اليوم 10 شهداء ومئات الجرحى والمصابين، لأجل كفاحهم لوطن جميل حلموا به..
حالة استخفاف
الإعلامي بالمركز الإعلامي لساحة الحرية بتعز فيصل الذبحاني يتحدث عن الحادثة قائلا:
حادثة اقتحام ساحة الحرية في تعز كانت بالنسبة لي في حينها بداية النهاية لحلمنا بالتحرر خاصة بعد حالة الخذلان الجماعي في وقت المواجهة وترك الساحة للجنود لاستباحتها وما زادنا غصة هي حالة الاستخفاف بأبناء تعز وبدمائهم في تداول عبارات مستهجنة بثوار تعز من خلال ترديد عبارات داخل الساحات الثورية تعبر عن انحطاط أخلاقي وقيمي كأن يقولوا: (هيا وين ثوار تعز ) ( ثوار بالمسيرات بس..) ( أبناء تعز مش رجال ما قدروا يحموا ساحتهم)
- ويتابع فيصل قوله: هذا الاقتحام عرى لي كثيرا من الحقائق من ضمنها حقد النظام السابق على تعز وأبنائها وأظهر أن تجار الدماء بالزي الثوري لا يقلون قبحا عن النظام السابق.
- ويتحدث الذبحاني عن المكانة الإعلامية التي لاقتها الحادثة فيقول: بالنسبة للإعلام فإن الطرفين الثوري والنظام تعاملوا مع ما حصل كل بطريقته فالإعلام الثوري قتل القضية بتزييف الحقيقة والمبالغات التافهة والنظام بإنكاره ما حصل وتلفيق تهم لرواد الساحة والنتيجة كانت واحدة فالقضية ضائعة بين التلفيق الثوري والتلفيق النظامي.
- ويعتبر الذبحاني إحراق ساحة تعز دون غيرها كانت محاولة لقتل الزخم الثوري في نفوس الثوار والذي وصفهم بالحقيقيين وجر تعز المدنية لحمل السلاح. مشيراً إلى أنه نجح النظام في جرها لذلك وإخراجها من مربع السلمية والمدنية وقدم وجهها القبيح حد قوله.
- ويتابع الإعلامي الذبحاني حديثه قائلا: بالإضافة إلى توصيف المسلحين بأنهم قبليون خاصة في الإعلام الموالي للثورة ساهم في إسقاط وجه تعز المدني والحضاري لصالح الزيف القبلي وهذا الإحراق كان يقصد منه أيضا توجيه رسائل واضحة لبقية الساحات مفادها تعز سقطت والبقية تأتي والدليل أن أخبار تداولات في حينها عن تجهيزات النظام لاقتحام ساحات أخرى بالإضافة إلى أنه اعتقد بأنها كانت رسالة للقاء المشترك مفادها تعال إلى طاولة الحوار فلا شيء يمنعني عن العنف والقتل وهذه قوتي في معقلكم الثوري.
عصابات مافيا
من ناحيته يرى المحلل النفسي والناشط السياسي عبد السلام اليوسفي بأن إقدام النظام السابق على إحراق ساحة الحرية بتعز بأنه تنفيذ آخر كيد وقهر لأبناء تعز فقال: حينما أقدم النظام السابق على تنفيذ آخر كيد وقهر وإذلال لأبناء تعز بإحراقه خيام المعتصمين السلميين في يوم 29 من العام 2011م فكان هذا اليوم بالنسبة لأبناء تعز هو يوم الوعد الصادق والانتصار لذواتهم المقهورة والمهزومة منذ 33 عاما حينما اعتلى رأس النظام السابق الحكم في سنة 78 م من تعز ففي هذا اليوم استعاد أبناء تعز نفسيتهم وأرجعوا لتعز مكانتها التي كانت قبل صعود رأس النظام السابق للحكم تشهد حراكا ثقافيا وفنيا وسياسيا واقتصاديا قل أن تجده في مدينة أخرى في اليمن في تلك الفترة، ولكن حقد النظام السابق على أبناء تعز حول هذه المدينة إلى مدينة أشباح ومدينة طاردة لأبنائها.
شتتهم في كل المدن اليمنية خوفا من النظام السياسي الذي استخدم كافة أصناف الحرب النفسية ومارس عليهم أكثر مما تم ممارسته في المحافظات الجنوبية فترك لتعز عصابات مافيا تعيق أي مشاريع استثمارية.
ويواصل اليوسفي حديثه بالقول:
وولد هذا التراكم النفسي انفجارا حقيقيا لثورة شبابية سلمية انطلقت من تعز لتشهدها كل محافظات اليمن وكان أبناء هذه المدنية هم المضحين الأوائل في كل الساحات وكان الوعد الصادق عندما قالوا صعد من تعز وسيسقط من تعز.
فما كان إلا أن أقدم النظام السابق بغباء سياسي محض بعد أن اغتاظ من سلمية أبناء تعز وفعلهم المدني ونضالهم السلمي.
كما أنه أراد أن يوصل رسالة للعالم بأنه سيمارس على أبناء تعز كل الحقد، ناسيا بأنه كان يلعب في الحلقة الأخيرة من حلقات التدمير.
أرجعت عدم النظر في انتهاكات محرقة ساحة الحرية إلى تأخر صدور قرار جمهوري بتسمية أعضاء لجنة التحقيق المستقلة..
حورية مشهور:
سبتمبر المقبل ستشكل لجنة دولية للتحقيق بانتهاكات محرقة تعز
قالت وزيرة حقوق الإنسان بحكومة الوفاق حورية مشهور بتصريح للجمهورية عن الدور الحكومي تجاه ما تعرضت له ساحة الحرية من اقتحام وإحراق في 29 مايو 2011م من قبل قوات النظام السابق أن سبب تأخر صدور قرار جمهوري بتسمية أعضاء لجنة التحقيق المستقلة في انتهاكات 2011م هو سبب تأخر في النظر في انتهاكات محرقة ساحة الحرية وقالت “بسبب تأخر صدور قرار جمهوري بتسمية أعضاء لجنة التحقيق المستقلة في انتهاكات 2011 فقد تأخرت مسألة النظر في تلك الانتهاكات الخطيرة التي طالت ساحة الثورة في تعز
- وأردفت مشهور “ ومع ذلك سوف تظل تلك الجريمة ملفا مفتوحا حتى يتم الوصول إلى الفاعلين لمساءلتهم ومحاسبتهم.
- ودعت مشهور في تصريحها المجتمع المدني إلى تحمل مسؤوليته في إثارة مسألة عدم الإعلان عن لجنة التحقيق المستقلة بانتهاكات 2011م مشيرة إلى أن المجتمع الدولي سينظر في هذه الانتهاكات في الدورة القادمة لمجلس حقوق الإنسان وتشكيل لجنة تحقيق دولية لتنظر في تلك الانتهاكات حيث قالت: “على المجتمع المدني أيضا تحمل مسئوليته في إثارة مسألة عدم الإعلان عن هذه اللجنة وفي كل الأحوال فإن المجتمع الدولي بما يتجه في الدورة القادمة لمجلس حقوق الإنسان في شهر سبتمبر لتشكيل لجنة تحقيق دولية لتنظر تلك الانتهاكات وتقدم توصياتها للمعالجة “.
المحامية والناشطة الحقوقية إشراق المقطري ل (الجمهورية):
ساحة الحرية بتعز تم إحراقها بنية الإبادة!
قالت المحامية والناشطة الحقوقية إشراق المقطري بأن محرقة ساحة الحرية كان ظاهرها الإبادة للمعتصمين المدنيين فيها وأنها لم تلق الإنصاف القانوني .. وأشارت المقطري في حوار مقتضب أجرته معها الجمهورية بأن تقرير هيومن رايتس ووتش لم يكن واقعياً وأنه حمل الجلاد والضحية نفس المسئولية.
رصد الانتهاكات المرتبطة بمحرقة الساحة لم تنشر من قبل الناشطين والمحامين في الساحة.
في الذكرى الثانية للمحرقة ...كيف تصف الناشطة المقطري تلك المحرقة ما هو الإحساس الذي ينتابها في ذكراها؟
بدايةً ستظل هذه المحرقة في ذاكرة اليمنيين مهما حاول تغييبها ونكرانها, لأن الكثير من المخططين لها والمنفذين لها ما يزالون على كراسي الإدارات.
محرقة ساحة الحرية بتعز هي حدث فارق في تاريخ ثورة الشباب فهي الأهم من حيث الأحداث والنتائج, فقد هدف النظام حينها إلى وأد الثورة وإحباط بقية الساحات, وكان اختيار ساحة تعز بالذات؛ نظراً لأنها نواة الاعتصامات ومحرك بقية الساحات، ولأنها اختارت النضال السلمي وقدمت مبادرات مدنية مثل أطول رسالة باللغات المختلفة وغيرها.
وبالنسبة لي كشخص حضر وشاهد كل أشكال الكراهية والحقد من قبل متنفذين فقدوا آدميتهم فأنا وحتى اللحظة أعيش ذلك اليوم بهتافات وثبات المعتصمين وبأنين وصراخ الجرحى عيوني ما تزال محاطة بالحريق الذي حاصر الثوار وأصوات الرصاص الصادرة من المصفحات, حصار من أربعة اتجاهات وجنود بألوان مختلفة مصطحبين معهم بلاطجة تمتلئ قلوبهم وضمائرهم بالحقد.
أتذكر كيف كان بعض الشباب وكيف كان الدخول الكبير والضخم من القوات محاولين الهرب لكنهم كانوا يمنعون, كانوا يركضون وراءهم, كان هدفهم الإحراق والإبادة وليس التخويف, جاءوا بهدف الموت للمعتصمين تم تعبئتهم تعبئة غريبة.
أتذكر منظر اللون الأصفر وهو يحيط بالشباب المعتصم وصوت المنصة وهم يطلبون من الجنود التوقف عن القتل ومطاردة المعتصمين ..
كناشطة ما دور منظمات المجتمع المدني في ذلك وهل أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً حول ذلك؟
نعم هيومن رايتس ووتش أصدرت تقريرا سرديا ضعيفا تم انتقاده في حينه كونه لم يكن واقعياً وأنه حمل الضحية والجلاد نفس المسئولية، صحيح أنه حاول أن يوضح جرم الواقعة لكن لم يصنفها ذلك التصنيف القانوني والحقوقي وربطها بالاتفاقيات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان ..
وللأسف حتى منظمات المجتمع المدني خصوصاً الوطنية لم تعط حادثة إحراق ساحة معتصمين مدنيين ذلك الاهتمام الذي يستحق فمرت عليها مرور الكرام, وهذا ربما ما ميع الموضوع ولم يحصل على الإنصاف أو حتى البحث القانوني, للأسف المنظمات اليمنية مسيسة ومتحزبة أكثر من أنها محايدة وحقوقية.
حتى موضوع رصد الانتهاكات المرتبطة بمحرقة الساحة لم تنشر من قبل الناشطين والمحامين في الساحة ولم يتم معرفة ماذا قدم هؤلاء في قضية المحرقة وما نتائج الرصد لتلك الحادثة التاريخية التي لم تتم في التاريخ النضالي للشعوب, فلم يسبق إحراق ساحة معتصمين مدنيين بمثل ذلك الكم الهائل من الجنود والمرتزقة لمدة زادت عن 8 ساعات.
طيب ما العمل بظنك الآن أستاذة إشراق تجاه هذه الجريمة؟
لا أعتقد أن الموضوع أو القضية توقفت هنا فنحن بحاجة إلى حقوقيين و محللين لديهم المهنية في توصيف وقراءة تلك الجريمة بحق المعتصمين المدنيين وبحق المدينة وترويع أهلها من المدنيين.
كانت جريمة مستفزة لكل قيم حقوق الإنسان, تعاملوا مع تعز وأبنائها معاملة خالية من أي كرامة, إنها جريمة ظاهرها نية الإبادة.
وهنا إختتم بقولي للأسف إن الكثير ممن حضر الساحة من الثوار المتواجدين الآن في ساحات ومواقع أخرى والبعض منهم في الحوار لم يولوا هذه القضية تركيزا كونها أحد مسارات العدالة الانتقالية وجزءا من أحداث ثورة 11 فبراير...
في هذا اليوم كان التدشين لتواجد ثكنات عسكرية بمستشفى الثورة العام والمعهد الصحي
ميلاد الثكنات العسكرية في المرتفعات لقصف المدينة!
في ال 29 من مايو 2011م شهدت مدينة تعز جريمة بشعة بحق الإنسانية وبحق الوجود على هذه الأرض ...جريمة إحراق واقتحام ساحة الحرية بتعز لم تكن هذه الجريمة فحسب، بل كانت يوما مشؤوما لتدشين ما كان يسمى بالحرس الجمهوري والأمن المركزي ثكناتها العسكرية في المرتفعات والتي بدأتها بمستشفى الثورة العام والمعهد الصحي وتحويلهما إلى ثكنات عسكرية واعتلاء العديد من القناصة إلى المباني المجاورة للمستشفى.. وتم نشر العديد من الدبابات والآليات العسكرية في ساحة و محيط مستشفى الثورة لقصف ساحة الحرية بل والمدينة بأكملها.
حينها أكدت مصادر إعلامية بأن القوات المتواجدة في مستشفى الثورة قامت بإخراج المرضى من الطوابق العليا للمستشفى وتحويل ذلك إلى مركز قنص ومربع قصف تجاه المعتصمين وأبناء المدينة.
فكان ذلك اليوم ميلادا لعسكرة المستشفى والمرافق الحكومية وتدشينا للتمركز على العديد من المرتفعات في المدينة التي ظلت تقصف المدينة منها وأبناؤها عاما كاملا ..ترسل الموت وتحصد الأرواح .... نعم منذ ذلك اليوم وأزيز الرصاص ودوي القذائف يسامر أبناء تعز مساءً ويرافقهم صباحاً....
وفي ذات الليلة بدأت فرق ومسلحون بزي مدني ينتشرون في شوارع تعز ويطلقون النار في الهواء لإفزاع المواطنين وإخافتهم.
«المجيدي» فندق خمس قذائف و«الصفوة» مستشفى على مدار القصف
في تلك الليلة تعرض فندق المجيدي وسط ساحة الحرية للعديد من القذائف وتم اقتحامه ونهب كافة ممتلكاته ومقتنيات الإعلاميين من أدوات تصوير وغير ذلك كونه يتواجد فيه معظم وسائل الإعلام المحلية والدولية..وتقدر خسائره بالملايين علما بأنه مازال مقفلا حتى اليوم..
كما تعرض مستشفى الصفوة العام للقصف والاقتحام ونهب أجهزته وممتلكاته والتي قدرت خسارته بخمسمائة مليون ريال، وكان مستشفى الصفوة يقوم بواجبه الإنساني باستقبال مئات الجرحى والمصابين نتيجة الانتهاكات التي قام بها النظام السابق تجاه المعتصمين والثوار ..
وهنا ما قام به النظام السابق من اقتحام مستشفى الصفوة يتعارض أولا مع التشريعات الإلهية ويخالف القوانين والمبادئ الدولية التي تحرم المساس بالمستشفيات وأماكن الرعاية الصحية كونها تقدم خدمات إنسانية..
من أواخر الثائرين خروجاً من الساحة تحكي تفاصيل عن المحرقة وتنقل صورة مستشفى الصفوة في تلك الليلة..
الثائرة أنيسة العلواني تقول عن محرقة ساحة الحرية:
كارثة إنسانية لم تلق حقها محلياً ودولياً!
الثائرة أنيسة العلواني والتي ثبتت بالساحة حتى صباح اليوم الثاني من يوم الحادثة تروي تفاصيلها وتحدثنا عن شعورها في هذه الذكرى قائلة: شعور بالمرارة والأسى والقهر، شعور بالظلم والعدوان الجائر.. ذلك الشعور الذي ينتابني في موعد اقتراب ذكرى المحرقة “محرقة تعز” الفاجعة وغير المتوقعة في تاريخ ثورتنا المجيدة، الفاجعة التي غطت ودحرت معالمها لإخفاء الحقيقة وجرم المجرمين فيها، الكارثة الإنسانية التي لم تجد لها وزناً في كافة الإعلام الداخلي والخارجي والعالمي..
وتواصل أنيسة قولها: تلك الليلة، ليلة مليئة بالدماء تساقط فيها الشباب على أصوات الرصاص شهداء محلقين في جنات الفردوس وجرحى مثخنين بأبشع ألوان الجراح تساقطوا على أرضية مستشفى الصفوة يكبرون وصراخ الأنين يرافق تكبيراتهم، أشلاء متناثرة هنا وهناك ..ونزيف دم كنهر يتدفق في محيط المستشفى من كل جريح وشهيد، أرضية المستشفى افترشها الدم وسار يسرح ويمرح فيها.. فلم يكن هناك موضع قدم نستطيع أن نسير فيه، أصوات الرصاص ترافقها أصوات الدراجات النارية “ الموتورات “ لإسعاف الشهداء والجرحى وضوضاء الثوار، كل ذلك ما زال عالقاً في ذهني حتى اللحظة!!.. . وتستمر أنيسة في حديثها: الكثير يتوافد للمشفى ما بين جريح وآخر شهيد يتلفظ أنفاسه الأخيرة في ممرات المشفى فاضت أعداد الجرحى والمصابين بمسيلات الدموع لم يعد هناك متسع حتى افترشوا أمام مبنى المستشفى...
- تحدثني أنيسة وتبعث تنهدية وتواصل بالقول: من شدة الغازات الخانقة تلونت سماء الساحة باللون الرمادي وأصبح الغاز يطيح بالجميع واستمر الوضع هكذا حتى الثانية عشرة ..كان دوري يتوزع بين الحين والآخر ما بين مسعف ومصور للصفحة الرسمية لساحة الحرية بتعز وفجأة جاء الحدث الذي لم يكن في الحسبان ولم يتوقعه أحد أبدا ..وهو البدء بإحراق الخيام! حينها كان الشباب يصرخون ويحاولون الإطفاء دونما جدوى فكانت ألسنة اللهب تلتهم كل شيء وبسرعة لا مثيل لها، خنقتني العبرات وأنا أصورهم وهم يستميتون بإطفاء الحريق وأجهش بالبكاء ومن حولي الساحة تحترق وأصوات الهتافات من على المنصة تكبر وتردد الشعارات....يالله ما تلك الليلة! الرصاص والقنابل المسيلة والقنص لم يقف ثلاثتهم أمام حماسة وإرادة أنيسة فواصلت نضالها وتصعد في أوج القصف على سطح مستشفى الثورة فتحدثنا عن ذلك بقولها: كان المنظر من سطح الصفوة مخيفا ومرعبا إلا أن تحدينا لنيل الحرية والكرامة غلب تلك المخاوف ودفع بي للصعود إلى سطح المستشفى أنا وزميلي عبد النور حتى يتسنى لنا تصوير مشاهد الحريق الاقتحام.
- هكذا استمرت الحكاية حتى الساعة الواحدة والنصف تم اقتحام المستشفى وإطلاق عليه وابل من الرصاص..هرعنا على إثره إلى الدور الثاني جميعنا من في المستشفى من إعلاميين وثوار وبعض الجرحى وقررنا الاختباء في درج المستشفى ما بين السطح والدور الثاني حتى لا يعثروا علينا بعد أن أغلقنا على أنفسنا الباب من الداخل فإذا بنا نسمع أصوات الرصاص والتكسير والصراخ، هكذا استمررنا بالاختباء حتى الرابعة فجراً يغشانا الخوف ويتناقص الأوكسجين، كنا على وشك أن نفقد وعينا، قضينا تلك الساعات نسمع أصوات الجنود وألسنة اللهب تتصاعد وتتكاثر وتحطيم المعدات في المستشفى، كان الجنود يأتون إلى أمام بوابة السقف وينصرفون بفضل دعائنا واستغاثتنا بالله، عشنا ظلام ومرارة العجز وإيماننا بأن الله لن يخذلنا وذلك ما ساعدنا على التماسك.
في الرابعة خرج البعض بعد أن تأكدنا من أن الجنود قد غادروا.. خرجت فرأيت كل شيء قد ذهب واندثر ولم يكن إلا بقايا حطام .. رأيت الجرحى والمرضى بالمستشفى في حالة رعب شديد، أخذت الكاميرا وذهبت إلى غرفة العمليات بعد أن ساعدتني إحدى الممرضات بإقفال الباب وفتحت حينها الشباك لأرى الجرافات تجرف كل شيء والنار تشتعل في كل مكان.. كاميرتي تأخذ الصورة ويدي تهتز وترتجف من هول ما يحدث وكانت توجيهاتهم تقول “ أحرقوا الخيام ولا تبقوا أي شيء “ خبأت الكاميرا فرأيت دفعة جديدة من القوات من الباب الخلفي للمستشفى دخلوا كالوحوش الهائجة يركلون كل من يجدونه حتى إن أحدهم تهجم علي ودفعني بقوة واختطف الموبايل من يدي وقذفني بأبشع السباب والشتائم ..وقال: “ أين الإعلاميون، وأرد عليه بأنه لا وجود للإعلاميين هنا .. ومن ثم دخل غرفة الإنعاش يكسر ويحطم ويعبث بالأجهزة وكل شيء ويحاول نزع الأجهزة من فوق المرضى .. حتى قلت له لا تفعل ذلك.. قام بالاتصال لقائده عبر اللاسلكي ويحدثه “ هنا معنا عيال وبنات تشتوهم؟!
قلنا هنا إما أن نموت أو ينجينا الله، فخرجوا بعد أن مشطوا غرف المستشفى وأخذوا كل ما تبقى من ممتلكات المستشفى.. قلت لبقية من في المدرج المؤدي إلى الدور الثاني بأن ينزلوا بعد أن غادر أولئك السفاحون.
- في السادسة صباحا مازالت أنيسة في المستشفى وقلبها معلق عند ساحتها وما فعل العابثون في أرض وهبت لها الحرية وأعلنت الكرامة من على ترابها فتواصل وتقول:
وعند السادسة من صباح اليوم الثاني ذهبت أنظر من نافذة المستشفى فإذا بهم مستمرون بنهب ممتلكات الساحة والفندق ويحملونها الأطقم ويطلقون الرصاص بالآليات العسكرية والرشاشات تجاه المستشفى الميداني، حينها تجهزنا للخروج مع إحدى المريضات أم زميلتي كعائلة وفي حين نودع المستشفى وهو حطام مبعثر وأوراق متناثرة وخراب يوشي بغابة..
خرجنا وإذا الساحة رماد، لا شيء يذكر من معالمها غرقت عيوننا بالدموع حملونا في طقم عسكري وهم يضحكون ويرددون” تتحدوننا شوفوا عاقبة من يتحدى” منظر لن أنساه ما حييت، فذكرى تخللتها رائحة الموت في كل ثانية ولحظة كيف لنا أن ننساها!؟
- وتبعث لنا العلواني الأنات بأن تلك الحادثة في ذكراها الثانية وعامها الثاني لم تأخذ حقها من الإنصاف والتفعيل الإعلامي فتحدثت: وما حدث في ذلك اليوم لم يأخذ حقه من التحقيق والإنصاف، لم تراع حقها وتفعل إعلاميا كما يجب كجريمة بشعة ضد الإنسانية ...بل والى الآن لم يسأل مرتكبو هذه الجريمة ومن قام بتدبيرها.. في تلك الليلة حدثت جريمة ضد الإنسانية في مدينتي ولم يلتفت إليها العالم لا حقوقيون أفراد أو منظمات ولا ساسة أشخاص أو حكومات ولا أي شيء من هذا القبيل.
وتختتم أنيسة عما وصلت لها البلاد من تسوية سياسية بقولها: ما وصلت إليه البلاد اليوم من تسوية سياسة نوع من الحكمة في حقن الدماء وتقليص جرائم قتل الثوار وهي خطوة في سبيل استقرار البلاد ونحن نطالب بفتح ملفات هذه الجريمة البشعة التي لم تنل حقها وسيخلدها التاريخ!
الشهيدة تفاحة تشهد على المحرقة
قالت الشهيدة تفاحة العنتري في تسجيل موثق لها وهي تروي تفاصيل حادثة محرقة ساحة الحرية بأن إحراق الساحة كان مُدبرا له وأن من أقدم على الاقتحام أشخاص يستهوون القتل والدمار..
هذا وتعتبر الشهيدة تفاحة من الثائرات اللاتي صمدن بالساحة حتى صباح اليوم الثاني من المحرقة وتمنت الشهيدة تفاحة أن تنال الشهادة في ذلك اليوم في سبيل الوطن وفي سبيل فضح النظام السابق وبيان أفعاله الموحشة حد قولها.
- وأشارت تفاحة في حديثها بأنه تم نهب ممتلكات المعتصمين بالأسلحة من قبل المهمشين وبرعاية ما كان يسمى قوات الحرس الجمهوري والأمن وتواجد العديد من البلاطجة الذين تظهر عليهم ملامح البشع والإجرام وتصف بأن إطلاق الرصاص كان عشوائيا وبكثافة تجاه المعتصمين..
وتضيف تفاحة: الساحة كانت تحترق بشكل فضيع والحريق يلتهم كل شيء وإطلاق الرصاص كان عشوائيا بكل اتجاه.. وتتابع قائلة: والذي يقهرك بأنه كان هناك تواجد للبلاطجة والذين عرفناهم بأشكالهم وملامحهم.
«المستشفى الميداني»
المستشفى الميداني الذي كان يعج بمئات الجرحى إصابات عديدة سبقت يوم المحرقة والذي ازداد في تلك الكثير من الجرحى حيث اكتظ المستشفى بالعديد من المصابين مما أدى إلى قيامه بإعلان نداء استغاثة للأطباء وشركات الأدوية والمستشفيات بالمحافظة.
المستشفى الميداني – المسجد - الذي يقع أسفل ساحة الحرية يعمل فيه العديد من الأطباء والممرضين الذين يقدمون خدماتهم لإسعاف الجرحى والمصابين وتقديم الرعاية الصحية والطبية للمعتصمين لم يسلم من الاقتحام والإحراق في تلك الليلة.. لم يتوان الجنوب من اقتحام المسجد وإحراقه والعبث بالمصحف الكريم لم يكن لهم ذلك شيئا ...
قاموا بركل الجرحى المتواجدين فيه وإلقاء الشتائم والسباب عليهم وضربهم وتعذيب الجرحى عن طريق الضغط على الجروح وإغراس فوهة البندقية في موضع الجرح.... ليتم بعد ذلك اقتياد بعض الجرحى إلى أماكن مجهولة..
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.