من يصنع الفشل، يقتل أجيالاً نريد منها بناء وطن, نتيجة حتمية لواقع اليوم التعليمي من الغش، الذي يعيشه مجتمعنا اليمني بمبررات واهية وغير عقلانية، فانطفاء الكهرباء أو عدم وجود مدرس المادة لا تبرر وسيلة دمار مثل هذه بقدر الرسالة السامية، التي يتحملها المعلم أثناء تأديته واجبة المهني، ومع احترامي للبعض من الكوادر التعليمة التي نعيش في كنفها حتى بعد التخرج.. ففي الأيام القادمة يتجه طلاب وطالبات التعليم الأساسي والثانوي لأداء امتحاناتهم الأساسية والثانوية العامة، وكلهم إن لم نقل القليل يتجه صوب هذه المعركة بعزيمة المنتصر، والأكثر كيف أغش أو أوفر مصروفاً للمراقب.. والمصيبة التي تحرق أن يقوم بعض الطلاب بعد أداء مادة الاختبار في نقاش مستفيض كيف غشيت السؤال الفلاني وماهو النموذج الصحيح وكيف كان المراقب؟، وأحياناً يصبح بعض الطلاب الأذكياء ضحية الابتكار للعمليات الجديدة للغش, هذا بعد انتهاء مفعول البراشيم؛ لأن كتاب المادة أصبح أقرب في الحل داخل القاعة لتسهيل المراقب في ذلك هذا إن لم نقل إن البعض يقوم بسمسرة لشراء اللجان الامتحانية ومصيبة قوم عند قوم فوائد. وباعتقادي أن العملية التعليمة قد تشارك في هذا الجرم دون حسيب أو رقيب، ولعل البعض سيقول إن الغش لم يكن في الأيام حليفنا، أقولها بصدق نعم ونحن أحد ضحاياها، وما أكثرهم، ولكن هم من أسس هذا الجرم الذي يرتكب بحق الأجيال, بطبيعة الطالب مهمة المدرسة هي عملية تنشئة للقيم المثلى، ومتى كانت المدرسة هي من تغرس هذه القيم يصبح بمقدور الطالب أن يكون عنواناً في المجتمع بفضل إدارة تربوية حقيقية ولكن ما نشاهده هذه الأيام وما سبق من عمليات ترتكب بحق الأجيال لتسهيل هذه الجريمة غير الأخلاقية من كبار الرموز الاجتماعية وبعض الجهات الأمنية والنافذين وبتواطؤ فاضح من الإدارة التربوية يفسره شيء واحد أننا نصنع مستقبلاً فاشلاً بأيدينا، وسنحصد لعناتهم بعد أيام من مرور الحلم.. وزارة التربية والتعليم ترصد ميزانية مهولة لتسيير الامتحانات على مدى سنوات مضت، ولم نرصد كمواطن عادي سوي قبل 11فبراير 2011 أو بعده ماهية الحلول اتجاه هذه الفوضى التعليمية في تسيير عملية الغش.. فبعض المحافظات مازالت تحافظ إلى حد ماء على رونقها وإبداعها بتحصيل علمي رائع، مع أن معظم المحافظات مع مديرياتها تمارس كل سنة أسلوباً جديداً وبأقل تكلفة ولعل هجران بعض الطلاب للحصول على معدلات عليا هي ما يميزها.. فأن 33 سنة صنعت فساداً في شتى مناحي الحياة ويكفي همسة نقولها للوزير نريد أن نصنع مستقبلاً لأجيال تبتكر وتخترع وتبدع من أجل الوطن وبنائه، لا أن يغش.. ومن أجل أن لا يلعننا التاريخ لهذه الجريمة الكبيرة في حق الإنسان والتعليم النظيف.. [email protected]