ظاهرة الغش المتفشية هذه الأيام لانقول في بعض المراكز الاختبارية بل في العديد من المراكز المنتشرة في عموم المحافظات حرية بأن تقف عندها كل االقنوات المسؤولة وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم والمكاتب الفرعية ذات العلاقة في عواصم المحافظات ومراكز المديريات كافة.. فالأضرار والعواقب الوخيمة الناجمة عن هذه الظاهرة المخيفة لاتنذر فقط بضعف وتدن في المخرجات التعليمية جراء الهشاشة الملحوظة في عوامل النجاح المتبعة في المراحل المختلفة ناهيك عن الضعف والقصور الملحوظين لدى البعض من أولئك القائمين على تنفيذ الاستراتيجية التعليمية التي يطمح الكثير لأن تكون ملبية لمجمل الطموحات وأهمها الطموحات العلمية والتنموية والاقتصادية ، وحتى لاتصبح هذه الظاهرة أكثر ايلاما بنتائجها الوخيمة والمدمرة لمستقبل الأجيال ومستقبل التنمية بشكل عام اضافة إلى كل ماتلحقه من اضرار تمس جل القيم والاخلاقيات المجتمعية لتستحيل مع الأيام إلى بذرة شيطانية للفساد الذي قد يصعب اجتثاثه واستئصاله مادام المعنيون لم يحركوا ساكناً في الفترات المختلفة لنموه وانتشاره. أجل أيها الأعزاء حتى لانندم حيث لاينفع الندم لابد من التعامل مع هذه الظاهرة ظاهرة الغش و»البراشيم« بوسائلها المختلفة بكل حزم وقوة وأن لايكتفى بحرمان الطلبة والطالبات من دخول قاعات الامتحانات بل يجب أن تتمثل العقوبة بالفصل من الدراسة اضافة إلى فرض عقوبات مالية كبيرة لأولئك الذين يتم ضبطهم متلبسين في إيصال »البراشيم« إلى قاعات الاختبارات ، ولعل الأمثلة السائدة في هذا الشأن كثيرة ومتعددة أي الأمثلة ذات الصلة بالغش وقد أبرزت »الجمهورية« الصحيفة جانباً كبيراً منها عبر مواكبتها الفاعلة لسير العملية الامتحانية وأهمها وقوع رأس ذلك الوسيط الفاسد في مصيدة تلكم النافذة في واحدة من قاعات الاختبار ،حيث آثرت تلك النافذة إلا أن تتمسك برأس »المبرشم« وتفضحه أمام الملأ ليصبح عبرة لأمثاله ، وفي اعتقادي بأن البنية التربوية والتعليمية لو لم تكن ملائمة لمثل هذه الممارسات والسلوكيات لما أقدم مثل أولئك الطلاب أو الوسطاء للاعتماد على الغش وتبادل »البراشيم« على مرأى ومسمع من الجميع ، ولعلي هنا قد لا أذيع سرا إن أنا أوردت بعض الأمثلة للتأكيد على صحة كل ماجاء في السطور السابقة وهي أمثلة جاءت عبر برنامجي »هموم الناس« من إذاعة تعز ففي حلقة امس الأول الاربعاء تلقيت مكالمة هاتفية من شرعب السلام بمحافظة تعز قيل فيها أن رؤساء اللجان بمدرسة الفاروق يقومون بأخذ دفاتر الاجابة من الطلاب المتميزين ومن ثم ينقلون مافيها من إجابات ويدونونها على دفاتر خاصة لبعض الطلبة الغائبين الذين يتمتعون بالوجاهة والمال كما اشارت المستمعة نفسها بأن مدير مدرسة 22 مايو ببني وهبان لايسلم ارقام الجلوس للطلبة الآن الا بدفع مبالغ مالية تصل من 3 4 آلاف ريال وفي نفس الاتجاه يقول شاهد عيان بأن بعض القائمين على عملية المراقبة لسير العملية الامتحانية يتولى الفرز للطالبات ومن خلال الانتماء لمدرسة معينة يعلن دون حياء وبشجاعة متناهية لتلك المنتسبات للمدرسة المحظوظة المعصومة والمحصنة من الردع والعقاب بإخراج قصاصات الغش التي تتطاير وتتوزع كالفراشات حتى إن احداهن قالت اليوم شبعنا غشاً ويالها من مآس يشيب منها الولدان وتصرخ من ويلاتها الأوطان.