span style=\"color: #ff0000\" حياة عدن / والية بجاش أنهى أكثر من 12 ألفا و500 طالب وطالبة امتحانات المرحلة الأساسية على أمل الانتقال إلى المرحلة الثانوية، وبانتظار نتيجة هذه المرحلة التي ستحدد مستقبلهم التعليمي، وبرغم صعوبة مادة الرياضيات (آخر المواد الدراسية الامتحانية) وتعقيدها، حسب حديث الطلاب لنا، إلا أن كثيرا من الطلاب بعد خروجهم من امتحانها الذي وصفوه ب"الصعب" و"المتعب"- ارتسمت على وجوههم علامات الفرحة والسعادة؛ للانتهاء من هذه المرحلة. وبابتعادهم قليلا عن مراكزهم الامتحانية، بدؤوا يتبادلون الأحاديث حول تسهيلات الغش التي قُدّمت لهم خلال فترة الامتحانات، وأي المواد التي تم منحهم فيها تسهيلات أكبر، وكيف أسهمت تلك التسهيلات في أداء الامتحانات بشكل يكاد يوصف بالممتاز. تلك التسهيلات التي تحدث عنها الطلاب كان يُقصد بها مدى سماح مراقبي الامتحانات بالغش ومدى الحرية المعطى للطالب (في الغش وأساليبه). span style=\"color: #800000\" بعض قصص الغش في عدن "السياسية" أجرت استطلاعا حول بعض قصص الغش في المرحلة الأساسية لعدد من الطلاب في محافظة عدن، كما يرويها الطلاب أنفسهم. يقول الطالب "م. ش": "في امتحان مادة القرآن الكريم تم التشديد إلى أبعد الحدود على اعتبار أن هذا كلام الله، ويجب على الجميع أن يحفظه، ولكن في الفترة الثانية، وهي امتحان مادة التربية الإسلامية، تم السماح بالغش مع بعض الاستحياء". أما الطالب "س. ب"، فيقول: "في امتحان مادة اللغة العربية تفاجأنا في أول الوقت بتشديد لم يسبق له مثيل، حتى اعتقدنا أننا لن نتمكن من الغش، مما حدا بعدد من الطلاب إلى الامتناع عن أداء الامتحانات، والبعض الآخر أجهش بالبكاء". واستدرك قائلا: "إلا أن اللجنة سمحت بعد ذلك بالغش". من جهته يقول "ص. ج": "في امتحان مادة اللغة الانجليزية كان هناك غش من نوع آخر، تمثل بقيام عدد من مدرسي اللغة الانجليزية بالطواف على الطلاب العاجزين في هذه المادة، التي تُمثل صمام المستقبل، وكتابة الحلول والإجابات المناسبة، في دفتر الامتحانات، حرصا منهم على عدم فشل أي طالب". أما امتحان مادة الاجتماعيات، فيقول الطالب "و. ي": "كان الوضع مختلفا، فقد استعد كثير من الطلاب لهذا الامتحان بدستة براشيم، خاصة بعد أن أيقنوا أنهم سيغشون، وكانت الطامة أن قامت اللجان بالتشديد في بداية الامتحانات؛ حفاظا منها على ماء وجهها، لتبدأ خلال الساعة الثانية من الامتحانات عملية الغش، فامتلأت الفصول بالبراشيم، التي اشتكى منها المنظفون في اليوم التالي، كما مر امتحان مادة العلوم كالاجتماعيات، بالاعتماد على البراشيم". امتحان مادة الرياضيات، وصفه عدد من الطلاب الذي استطلعنا آراءهم ب"أصعب امتحان"، وفي هذا الصدد يقول "ح. س": "كان الامتحان صعبا، وبعض المراكز الامتحانية أخذت الأسئلة إلى بعض مدرسي الرياضيات للإجابة عليها، ورغم ذلك تضاربت الإجابات مما اضطر اللجنة إلى إعادة توزيع دفاتر امتحانية أخرى واعتماد إجابة واحدة بعد أن أجمع عدد من مدرسي الرياضيات على صحتها". span style=\"color: #800000\"حالات شاذة برغم ما حكاه الطلاب عن التسهيلات التي قدّمها لهم المراقبون إلا أن العديد من اللجان الإشرافية على الامتحانات في المدارس تنفي تلك القصص وتدحضها، وتُحمّل المراقبين المختصين مثل هذه الأفعال، التي وصفها مشرف اللجنة الامتحانية في مدرسة "قتبان"، عبد الكريم عبدالله إسماعيل ب"الحالات الشاذة". يقول عبد الكريم: "لم يتم ضبط أي حالة غش إلى الآن، واللجنة تحاول قدر الإمكان الحد من هذه الظاهرة، وإذا وجدت أي نوع من أساليب الغش مع الطلاب، فإنها تتعامل معه بشكل تربوي، وأخذ البراشيم (مقصوصات الغش)، ويمنع الاستفادة منها، مشيرا إلى أنه إذا وُجد تعاون أو تساهل من قبل المراقبين، فهذه حالة شاذة. والمراقبون لهم التزاماتهم، وهم يتحملون مسؤوليتهم". span style=\"color: #800000\" المنازل أعاقت مهمتنا فيما يشير رئيس لجنة الامتحانات في مدرسة "تمنع" بمديرية التواهي إلى أن من أبرز عمليات الغش التي واجهتهم خلال فترة الامتحانات هو وجود سكن لأسر في داخل حرم المراكز الامتحاني، ويروي أن هناك شخصا ادعى أنه أحد سكان تلك المنازل، وبعد إدخاله قام بتغشيش بعض الطلاب، إلا أن يقظة الأمن تمكّنت من كشف حيلته، وألقي القبض عليه". ويرى رئيس لجنة -رفض ذكر اسمه- أن إطلالة المدرسة على الشارع الرئيسي في معظم فصولها ساعد في عملية الغش، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن ألقت القبض على أربعة أشخاص حاولوا التسلل إلى المدرسة عبر إحدى نوافذها، وسرقة دفاتر امتحانات بعض الطلاب؛ لمساعدتهم على الغش، وتم تسليمهم إلى مدير إدارة التربية، الذي كان في ذلك الوقت في زيارة تفقدية للمركز. وأكد أن اللجنة بكافة أعضائها سعت جاهدة إلى الحد من ظاهرة الغش، ومراقبة الطلاب، وتشددت في ذلك، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يحدوا بشكل كبير من هذه الظاهرة، موضحا أنه يتم مصادرة براشيم الغش من الطلاب، ويتم إنذارهم في حال تكرار ذلك. span style=\"color: #800000\"المتفوقون مستاءون كثير من الطلاب، خاصة المتفوقين في دراستهم، يرون أن مثل هذه التصرفات التي يقوم بها المراقبون، تسهم في إحباط حماسهم الذي يهدف إلى المنافسة على المراتب الأولى في المرحلتين الإعدادية والثانوية. تقول وديعة سعيد أحمد (ثانوية عامة): "لست متضايقة من كون بعض المراقبين يغششون الطلاب أو يقومون بمساعدتهم، فهذه أمانة ملقاة على عاتقهم، ولكن أكثر ما يضايقني عند ما يأتي إليّ المراقب وأنا أجيب على أسئلة الامتحان ويطلب مني أن أساعد فلانا أو أن أعطيه دفتري لينقل الإجابات". وأضافت: "ليغشوا كما يشاءون، ولكن يجب أن يكون لكل منا جهده الخاص، وألاّ يقوم المراقبون بتوزيع الإجابات فيما بيننا"، مشيرة إلى أن هذه الطريقة تقطع طريق المنافسة بين الطلاب، وخاصة المتفوقين. فيما يرى رائد ناصر محمد (المرحلة الأساسية) أن مثل هذه الأعمال تذهب بعام كامل من السهر والتعب التي يقضيها في سبيل تحقيق أعلى الدرجات أدراج الرياح، وتجعله مثله مثل غيره من أولئك المهملين. ويقول: "من الغريب أن تجد أن من يقوم بمثل هذه الأعمال هم أولئك الذين يحثونك على عدم الغش وعلى الاجتهاد والمثابرة والمتابعة". وتساءل: "لماذا إذا نتعب خلال العام الدراسي بالمذاكرة والمثابرة؟ ولماذا نحضر إلى المدرسة طالما أن طريقنا آخر العام مسهل هكذا؟! span style=\"color: #800000\"والبعض سعيد ولكن هناك طلاب عبروا عن سعادتهم بهذا التعاون، الذي شهدوه من قبل المراقبين، كما يقول الطالبان ناصر ومحمد، اللذان أكدا تعاون المراقبين معهم وتساهلهم. وقالا: "كان المراقبون في بعض الامتحانات يشددون علينا في أول الوقت، ولكن بعد ذلك يفتحون لنا المجال، شرط ألاّ نخبر أحدا بذلك، لكن مثل هذه القصص كُنا لا نستطيع أن نحكيها، خاصة لأصدقائنا الذين يمتحنون في مراكز أخرى". وعلى الجانب الآخر، تؤكد الطالبتان حنان وريهام أن اللجان المشرفة على امتحاناتهم، تشدد إلى أبعد الحدود، ولم يتم السماح لهن حتى برفع رؤوسهن مما أدى إلى حالات إغماء بين عدد من الطالبات. وقالتا: "في بعض الأحيان كان يتم السماح لهن، ولكن ليس كما يسمح للشباب، بل فيما بينهن، وقلّ ما تجد إحدى الطالبات أجابت على الأسئلة كاملة".