قد تمرُّ الشهور ولا نعلم في أي شهر نحن..! لكن لايمكن أن يأتي شهر رمضان، إلا وقد حسبنا له الحسبان، وانتظرناه لنضمّه بالأحضان، إنه شهر الرحمة والغفران. يحلّ علينا أجمل الشهور، وأفضلها، وأحبها إلى قلوبنا، يوقظ فينا الإيمان، والخير، والحب، والرحمة، وكل معاني الإنسانية، ونحس ونشعر بالحياة العامرة. نصوم،نصلي، نقرأ، نتصدّق، نعمل أعمالاً صالحة، شهر مميز عن بقية الشهور، فيه نتميز، ونتغير، ونعيش حياة أفضل، وتوفيقاً في الدنيا والآخرة هذا من الله ما نسأل. تنشغل أجسادنا بالعبادة، وألسنتنا بالسؤال والدعاء، وتفيض أعيننا بالبكاء، الذي يغسل أرواحنا، ويريح نفوسنا، وندرك أو نذكر كم هي الدنيا دنية، وكم نحن ضعفاء، وغافلون عن ربنا. مؤسف ومحزن، أن نرى أناساً لا يعرفون من رمضان غير اسمه، واختلاف أوقات الأكل والشرب فيه، ويضيع نهارهم بالنوم، أوبالغضب وذهاب الأخلاق، وليلهم كليالي بقية الشهور.