أحبتي في الله: هانحن نعيش أيام وليالي رمضان، موسم الطاعات والفوز بالدرجات والحصول على الحسنات، والرفعة في أعلى الدرجات، والقرب من رب الأرض والسماوات...فأهلاً بمجالسة القرآن ، كلام الرحمن لنتشبه بالملائكة بالصيام عن كل ما يفطر الإنسان، لنكون بجوار الرسول العدنان محمد عليه الصلاة والسلام،فمرحباً بك يا رمضان ،فنعم الضيف أنت يا رمضان...إنه الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات، وتقبل فيه الطيبات، ويعفى فيه عمل ما مضى من الذنوب والسيئات، إذا قبل أقبلنا على الله بأيدي متوضئة طاهرة، وقلوب عامرة بذكر الله والدعوات...هذا الشهر الكريم الذي نعيش فيه له نفحات، يريدنا أن نتعرض لها وله إيماءات يتمنى أن نفهمها وله رسائل مشفرة يتمنى أن نقرأها ونعمل بمضمونها.الرسالة الأولى تحقيق التقوى من الصيام هانحن أولاء نعيش هذه الأيام والليالي من شهر رمضان وهو شهر مبارك وخير الشهور لأنه الشهر الوحيد الذي ذكر في القرآن وله مكانة عظيمة لتفضيله دون سائر بقية شهور السنة، ومن هنا ينبغي علينا أن نتعامل معه بما يليق بمكانته في القرآن والعقيدة والتاريخ. وينكب المسلمون في رمضان على المصاحف..ولذلك عرف بشهر القرآن ومن القراء من يختمه عدة مرات في هذا الشهر الكريم ويتوجهون إلى المساجد ليعمروها بقراءة القرآن وصلاة التراويح. ولذلك ينبغي أن يتخلق الناس بأخلاق القرآن في نهار رمضان ولياليه حتى يدربوا أنفسهم على هذا الخلق في غير رمضان فيتحقق الهدف التربوي لرمضان كمدرسة لها أثرها في تربية المسلم لأن القرآن هو دستور الأمة الإسلامية..وهو شفاء من كل داء.. ودواء لكل مرض من أمراض المجتمع التي تسبب له الشفاء...ومن هنا تكون حتمية التفافنا حول مائدة القرآن الكريم مائدة رمضان. ومكانته في العقيدة أنه شهر الصيام والتقوى والصيام ركن من اركان الإسلام والإيمان مثله كمثل بقية العبادات كالصلاة والزكاة والحج وثمرة هذه العبادات جميعاً التقوى فيقول تعالى:{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} ومن هنا ينبغي كي نحقق التقوى أن يكون للصيام أثراً على المجتمع وهذه هي الحكمة الحقيقية للصوم ليس الهدف أن نجوع ونعطش لأن الله في غنى عن هذا وليكن منهاجنا في رمضان بالقرآن والصيام والقيام والدعاء والطاعات والصدقات وصلة الأرحام والزكاة والاعتكاف، ولا نحتشد حول موائد الطعام والتخمة وعادات الإسراف في المشروبات والمطعومات حتى لو خربت البيوت أو المثول أمام التليفزيون مع الفوازير والرقصات والكليبات والمسلسلات وهذه البرامج التي تقيمها القنوات المحلية والفضائية وليس فيها سوى العري والابتذال والهيافات والاستخفاف بعقول مشاهديها لتفريغ رمضان من مضمونه وقيمته ومكانته. فرمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وبدأ فيه خطاب السماء للأرض وهو حدث كبير في حياة البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...كما أنه شهر الانتصارات في كثير من المعارك والفتوحات الإسلامية. الرسالة الثانية: رسالة التغيير نفهم هذه الرسالة من طبيعة رمضان...فرمضان هو شهر التغيير والتبديل...رمضان يشقلب حياة الناس رأساً على عقب يجعل الليل نهاراً والنهار ليلاً ..يغير مواعيد الطعام والشراب...مواعيد العمل مواعيد النوم...مواعيد الزيارات...رمضان يكسر الرتابة والروتين الذي درج عليه الناس ويحطم نظام العادات التي اعتاد عليها المجتمع طوال العام...هذا التغيير الذي يحدثه رمضان فيه دعوة للمسلم للتحرر من الرتابة والروتين..فيه رسالة للمسلم للتحرر من العادات التي تحكم حياته..فيه إيحاء للمسلم من أنه قادر على أن يغير عاداته ويغير طباعه...ويغير مواقفه وقناعاته...نعم أيها الإخوة المؤمنون هناك عادات نمارسها في حياتنا ربما تخالف شرع الله ونحن نمارسها بحجة طول الممارسة وتعود الناس عليها...عادات في أفراحنا وعادات في أتراحنا...عادات في أعراسنا...وعادات في مآتمنا ..فعلى سبيل المثل ما يحصل هذه الأيام من إطلاق أعيرة نارية، وألعاب نارية تهز الحي هزاً وتفزع السكان وتطير النوم من الأعين وترعب النساء والأطفال وهناك عادات في الزواج والأعراس ترهق كاهل الأسرة وتؤخر زواج كثير من الشباب وتحد من عملية الزواج في المجتمع..كذلك في المآتم هناك عادات تجعل المأتم موت وخراب بيت... فلماذا لا نتحرر من هذه العادات..لماذا لا نعمل على تغييرها..نعم أيها الإخوة المؤمنون ن رمضان يعلمنا أن نتحرر من عاداتنا...إن رمضان يعلمنا أننا قادرون على تغيير طباعنا وتعديل سلوكنا...أما القول أخلف جبل ولا تخلف طبع فقول غير صحيح فما نزلت الأوامر والنواهي إلا لتغير الطباع ولو كان القول صحيحاً فليست لتعاليم الله معنى وليس للأمر والنهي أي قيمة...نعم أيها الإخوة المؤمنون إن المسلم يستطيع أن يغير من طباعه وأخلاقه فسريع الغضب يستطيع أن يكون حليماً والمتكبر يقدر أن يكون متواضعاً..والجبان يتحول شجاعاً..والمؤذي يتحول نافعاً،والكسول يصير نشيطاً، وضعيف الهمة يصبح عالي الهمة وهكذا أما الاستسلام للأخلاق البذيئة والطباع السيئة بحجة أنها طباع لا تتغير وأن الطبع غلب التطبع فكلام غير صحيح,..والعكس هو الصحيح التطبع يغلب الطبع..في الحديث الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأشج” إن فيك لخلصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة” “إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم” أي بالتدريب بالممارسة بالمداومة...إنما الحلم بالتحلم..بالتطبع يتغير الطبع...نعم أيها الأخوة المؤمنون إن رمضان يعلمنا أن نغير من عاداتنا ونغير من طباعنا وتغير من مواقفنا تجاه الآخرين..فعدوك بالأمس قد يكون حليفك اليوم.. وخصمك اليوم قد يصبح حبيبك غداً...وهكذا تتغير العلاقات والمواقف مع الآخرين..وهذا التغيير من لوازم الحياة.. ولذلك دعانا الإسلام إلى أن نتقبل هذا التغيير ونتهيأ له نفسياً..عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما” وهكذا فتغيير المواقف تجاه الآخرين أمر مشروع بل هو أمر مطلوب بل هو أمر لازم فالله عزوجل يغير موقفه مع عباده بقدر ما يغير العباد من مواقفهم مع الله...وما التوبة إلا تغيير في موقف العبد مع الله..وما قبول التوبة إلا تغيير في موقف الله من العبد..فالعاصي يتحول إلى طائع وعدو الله بالأمس بقبول التوبة يتحول إلى حبيبه اليوم.. نعم أيها الأحباب الكرام...إن رمضان يدعونا إلى التغيير...جاء يغيرنا ويدعونا إلى التغيير..ونحن ما أحوجنا إلى التغيير..وما أحوجنا إلى أن نسير في طريق التغيير...نحن بحاجة إلى أن نتغير من السلبية إلى الإيجابية..من الغفلة إلى الوعي..من الجهل إلى العلم من الكذب إلى الصدق..من الظلم إلى العدل ..من الفساد إلى الإصلاح من الشح إلى الكرم..من الاحتكار للسلع والمواد الأساسية إلى توفيرها الحقيقي ..فإذا لم يحدث هذا التغيير الإيجابي في نفوسنا ومواقفنا فلن يحدث تغيير في واقع حياتنا فقد قال الله عز وجل “أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. دار حديث بيني وبين أحد الأخوة حول بعض الناس الذين لا يتأثرون في رمضان بروحانية الصيام ولا تسموا أرواحهم وأنفسهم مع هذه الشعيرة العظيمة وتسوء أخلاقهم في رمضان ولأتفه الأمور والأسباب يطبقون لألسنتهم العنان في السب والشتم والفحش من القول ولا ينصحون ولا يتعظون قلت له إن وجدت من هؤلاء ذكره بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال:( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له م قيامه إلا السهر) قال قد فعلت ..قلت له ذكره أيضاً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن أمرء شاتمه أو قاتله فليقل: أني صائم أني صائم) قال قد فعلت ..قلت ذكره أيضاً بحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إن الله يبغض كل جعظر يجواظ سخاب في ألسواق جيفة بالليل حمار النهار عالم بالدنيا جاهل بالأخرة) ذكره أيضاً بحديث أبي الدرداء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:( اثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء) وحديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إن الله تعالى يبغض الفاحش المفتحش) قال قد فعلت وما من موعظة إلا استخدمها ولكن دون جدوى فقلت له يا أخي كلامك هذا يقودنا إلى إجابة الحكيم عندما رد على هذه الأسئلة قيل لحكيم: أي شيئاً خير للمرء؟قال:عقل يعيش به ..قيل: فإن لم يكن ..قال: فإخوان يسترون عليه...قيل: فإن لم يكن قال: فمال يتحبب به إلى الناس..قيل: فإن لم يكن ..قال:فأدب يتحلى به .قيل : فإن لم يكن ..قال فصمت يسلم به..قيل: فإن لم يكن ..قال:فموت يريح منه العباد والبلاد. الرسالة الثالثة: رسالة المحبة - رسالة المحبة ..رسالة الغفران للآخرين ..رسالة السامح مع الآخرين ..نقرأ هذه الرسالة من التفاعل الكوني الذي يحدث في رمضان ففي يتفاعل الكون تفاعلاً إيجابياً تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ..قال صلى الله عليه وسلم :( أتاكم شهر رمضان مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم) هذا التفاعل الإيجابي هو دعوة للمسلم للتفاعل الإيجابي مع رمضان هو دعوة للمسلم ليفتح في قلبه منافذ المحبة ..نوافذ ألأخوة ..نوافذ الرحمة .التسامح فيه رسالة للمسلم تطلب فيه أن يردم في قلبه بؤرة الكراهية بؤرة البغضاء بؤرة الشحناء بؤر الأحقاد ..بؤر التشاحن والتخاصم ..فبغير ردم هذه البؤر لا يستفيد المسلم من رمضان فمن المحرومين من خير الله في رمضان وبركة الله في رمضان ومغفرة الله في رمضان وعفو الله في رمضان المشاحن الذي لا يتسامح مع إخوانه المؤمنين فينبغي أن نفهم هذه الرسالة من رمضان ونتجاوب معها فنتح في قلوبنا أبواب الحب والتسامح مع الآخرين طوال العام وأن نردم بؤر الحقد والكراهية والبغضاء للمؤمنين ..ينبغي أن لا يبقى في قلوبنا غير بؤر الكراهية للظلم، للفساد ،للكبر،للرذيلة، للفحش، أن لا تبقى في قلوبنا غير الكراهية لعداء القيم والمبادئ والعدل والحرية والمساواة أعداء السلام ..أعداء الألفة ..أعداء المحبة .أعداء الوحدة ولم الشمل ..لأن بقاء هذه البؤر علامة على صحة الإيمان قال صلى الله عليه وسلم ( أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عزوجل). - الرسالة الرابعة: رسالة التعظيم لحرمات الله ( ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) فرمضان جاء يحرم على المسلم الحلال من الطعام والشرب والجماع تحريماً مؤقتاً ويغلظ العقوبة على من ينتهك هذا الحرام المؤقت فمن افطر يوماً من رمضان فعليه القضاء والتوبة والاستغفار ومن جامع في نهار رمضان فكفارته عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهري متتابعين ..هذا التغليظ الشديد في عقوبة من ينتهك الحرام المؤقت هو رسالة للمسلم ليحذر من الحرم المؤبد في صحيح الجامع أن النبي – صلى الله عليه وسلم قال:( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) فهل فهم هذه الرسالة المرتشون ه فهم هذه الرسالة ناهبي المال العام والمعتدين على المال الخاص هل فهم هذه الرسالة أكلة الربا وآكلي أموال الناس بالباطل هل فهم الرسالة الذين يتلاعبون في الأسعار وبقوت الفقراء والمعوزين ..هل سيفهم الصائمون هذه الرسالة من رمضان فيعظمون حرمات الله وأن رمضان وفي غير رمضان كما قال الله عزوجل ( ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) نسأل الله أن يجعلنا من المعظمين لحرمات الله وأن يكفينا بحلاله عن حرمه وبفضله عمن سواه. - سأل سائل: ودرت أسئلة من بعض الأخوة أصحاب الكرامات الذي أكرمهم الله ببعض الابتلاءات فصبروا واحتسبوا وبعضهم ابتلوا أنفسهم بأنفسهم فطرحنا أسئلتهم على علمائنا الأجلاء فردوا عليها مشكورين مجزيين بالخير. ما حكم استعمال البخاخ أثناء الصيام لمرضى شيق النفس والمصابين بالربو؟ الجواب لا يفطر ..ما حكم استعمال الحقنة الشرجية؟ الجواب تفطر لأنها تصل إلى الأمعاء ..ما حكم استعمال التحميلة؟ لا تفطر سواء استعملها الرجل أو المرأة ما حكم بلع الريق؟لا حرج في بلع الريق،أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلتا إلى الفم ولا يجوز للصائم بلعهما وعند الإمام الشافعي إذا بلعها الصائم عمداً افطر ما حكم استعمال قطرة العين في نهار رمضان؟ الجوار أنها لا تفطر مطلقا أخذ إبرة الأنسولين في نهار رمضان لمرضى السكر؟ الجواب لا حرج في ذلك وإن استطاع المصاب بالسكر أن يأخذها ليلا فهو أفضل ما حكم صوم من نام طوال النهار إذا كان هذا نادراً فصومه صحيح وأن كان متعمداً أو عادة اتخذها هذا النائم فتمضي عليه صلوات لم يصلها فهذا وأمثاله يذكرون بقول الله عزوجل (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) وقوله عزوجل (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) الصوم بدون صلاة باطل فلا يوجد في الإسلام أنصاف حلول الإسلام كل لا يتجزأ (يا أيها الذين أمنوا دخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين) للهم أجعل صيامنا فيه صيام الصائمين وقيامنا فيه قيام القائمين ونبهنا فيه عن نومة الغافلين وأعف عنا يا عافياً عن المجرمين اللهم أرزقنا فيه الدهن والتنبيه وباعدنا فيه من السفاهة والتمويه وأجعل لنا نصيباً من كل خير تنزل فيه بجودك ياكريم. أيها الصائمون والصائمات ما أشبه الليلة بالبارحة هذه الأيام تمر سريعة وكأنها لحظات مر شهر رمضان المنصرم علينا مرور الكرام والسعيد من كسب فيه الشقي من خسر وها هو رمضان الحالي سيمر علينا بسرعة البرق وكأنه لحظات ما شعرنا بجوعه ولا بظمئه. نعم لقد استقبلنا رمضان الماضي ثم ودعناه وما هي إلا أشهر مرت كساعات فإذا بنا نستقبل شهر آخر وكم عرفنا أقواماً أدركوا معنا رمضان أعواماً وهم اليوم من سكان القبور ينتظرون البعث والنسور وربما يكون رمضان هنا لبعضنا آخر رمضان يصومه أن إدراكنا لرمضان ..نعمة ربانية ومنحة إلهية فهو بشرى تساقطت لها الدمعات وانسكبت لها العبرات نعم كم من قلوب تمنت ونفوس حنت أن تبلغ هذه الساعات شهر تضاعف فيه الحسنات وتكفر فيه السيئات وتقال فيه العثرات وترفع الدرجات تفتح فيه الجنان وتغلق النيران وتصفد فيه الشياطين شهر جعل فيه من الأعمال جليلها ومن الأجور عظيمها ..نعم..شهر رمضان هو شهر الخير والبركات والفتوح والانتصارات قال يحيي بن أبي كثير: كان من دعائهم اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان ..وتسلمه مني متقبلاً نعم.. كان رمضان يدخل عليهم وهم ينتظرونه ويترقبونه يتهيئون له بالصلاة والصيام والصدقة والقيام أسهروا له ليلهم وأظمأوا نهارهم فهو أيام معدودات .فاغتنموها ..لو تأملت حالهم ..لوجدتهم بين باك غلب بعبرته وقائم غص بزقرته ..وساجد يتباكى بدعوته.