أتى رمضان وذهب وها هو يعود ولم يفلح كثيرون رغم تعاقب السنين وكثرة العبر والعظات من موتى وأمراض وحوادث وغرائب وغيرها من العجائب لم يفلحوا في توبة صادقه تصلهم بربهم وتتدارك ما مرّ من سني تفريطهم فهل ينعش رمضان إيمانهم ويحرك ندمهم ويختمون مع الله بقية أعمارهم؟.. نرجو ذلك. * أتى رمضان وذهب وها هو يعود وتلك الطباع السيئة والأخلاق الرديئة لازالت جاثمة فوق أفواه كثيرمن الناس وعلى جوارحهم وأفعالهم ولم يفلحوا رغم ما سببته لهم من إحراجات ولحياتهم من اختلالات وماكبدتهم من خسارات ماديه ومعنويه وما قطعت بينهم وبين ربهم وأرحامهم ومجتمعاتهم من صلات أمرالله بها أن توصل. فماذا عليهم لو حسّنوا أخلاقهم لو امتثلوا امرخالقهم وقالوا للناس حسنى؟ ماذا عليهم لوعالجوا في كل عام خلقاً سيئاً من أخلاقهم يحشدون له من الآيات والسنة وأخلاق خير البرية وصحبه مايعالجهم ويجاهدون انفسهم على الاقتداء وحمل النفس على ترك منكرات الأخلاق والأهواء ولا بأس بالدورات وعلوم العصر المساعدة على علاج هذه الأدواء. إن فعلوا ذلك لكان حاضرهم و مستقبلهم افضل من ماضيهم ولتحسنت مجتمعاتهم وامتهم بتحسن أخلاقهم وهل أفسد الأمة غير منكرات الأخلاق وسوئها وضياع القدوة بين أبنائها. * أتى رمضان وذهب رمضان وها هو يعود وقد قاربت أعمار كثيرمن الناس على الانقضاء وسيلحقهم من بعدهم وربما لم يبق منها إلا أشهر أوأيام ولعلها ساعات وربما سنوات تأتي وتذهب ولكنها قطعاً لن تأتي يوم ولا زال كثيرون في غفلة لاهين كما قال تعالى {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون}. قاربت الأعمار على الانقضاء واحصي كل شيء على أصحابها {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. ونسى الناس ما اقترفوه من معاص في عمرهم وسيجدوه حاضراً{لا يسرهم يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}. فهل من تدارك لبقية العمر في رمضان؟ فمن احسن فيما بقي غفر الله له ما مضى وما بقي كما صح عن رسولنا الأعظم في الطبراني. * أتى رمضان وذهب وها هو يعود وقد سقطت أصنام وانزاح ظلم وظلمات وتكشفت جرائم يشيب لها الولدان ولازال كثير من الناس يحنون للظلمة ويندبون عليهم وفي سبيلهم يفسدون وعن قوله تعالى {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار معرضون}. فهل يصحح مسارهم رمضان فيكونون للمظلومين أعواناً وللضعفاء والمسحوقين إخواناً قبل أن يبرأ الله منهم ورسوله؟،، قال رسول الله من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً فقد برئت منه ذمة الله ورسوله .. رواه الحاكم بسند صحيح.. وقبل أن يحيط بهم سخط الله قال رسول الله:« من أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع» رواه أبو داود بسند صحيح، أي من وقف في أي خصومه مع الطرف الظالم فهو تحت سخط الله، فأي مصير ينتظر أعوان الظلمة والفسدة؟ فهلا تفكروا في موقفهم وهل يستحق الظلمة أن يخسروا لأجلهم آخرتهم كما خسروا في الدنيا سمعتهم وإنسانيتهم؟.