اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    الضربة القاضية في الديربي.. نهاية حلم ليفربول والبريميرليغ    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    اليمن: حرب أم حوار؟ " البيض" يضع خيارًا ثالثًا على الطاولة!    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    وفاة نجل محافظ لحج: حشود غفيرة تشيع جثمان شائع التركي    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    شبوة تتوحد: حلف أبناء القبائل يشرع برامج 2024    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    شكلوا لجنة دولية لجمع التبرعات    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    24 أبريل.. نصر تاريخي جنوبي متجدد بالمآثر والبطولات    الرياض.. أمين عام الإصلاح يستقبل العزاء في وفاة الشيخ الزنداني    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    رئيس الاتحادين اليمني والعربي للألعاب المائية يحضر بطولة كأس مصر للسباحة في الإسكندرية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    المهرة يواصل مشاركته الناجحة في بطولة المدن الآسيوية للشطرنج بروسيا    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دين ودنيا ..
نشر في الجمهورية يوم 14 - 09 - 2007


قضية الجمعة :
رمضان .. يقظة الليل عبادة .. وحرگة النهار تجارة مع الله
- شهر الصيام .. لا للثرثرة وقتل الوقت
يحل شهر رمضان كل عام ، فتهل معه المكرمات والرحمات ، وتغتسل النفوس من آثامها ، وتطهر القلوب ، وتسمو الأرواح ، لأن الله تعالى جعل هذا الشهر محطة للاستزادة من الحسنات ، وترك المعاصي والسيئات ، وبارك في الأعمال الصالحات بحيث الحسنة الواحدة بأضعاف مضاعفة مما هي في الأشهر والأيام الاعتيادية ..فارتبط مجيء رمضان بألوان من الخيرات التي يحملها معه ، وأنواع من البركات التي يهبها الله لعباده .. ففي كل صفة من صفات المؤمنين القائمين القانتين تتحقق سمة ذات قيمة في حياة الإنسان .. ففي الصبر ترفع على الألم ، واستعلاء على الشكوى ، وثبات على متطلبات فرائض العبادة وأداء التكاليف الحقة ، وتسليم لله واستسلام لمايريد بهم من الأمر وقبول لحكمه ورضاه ، وكل هذه المعاني والأخلاق تتحقق للمؤمنين في رمضان.
فهو شهر الصبر والثبات على الحق .. كما أنه شهر الصدق الذي هو قوة ، والكذب ضعف ونفاق ، وهذا ما يعمل رمضان على إعانة المسلمين في التخلص من شوائبه ونوائبه وتبعاته التي تهدم المجتمع، وتحطم روابطه ، وتشتت تجمعه ووحدته .. إنه شهر الخيرات الربانية التي لايحدها حد ، ولا يوقفها أحد..
لقد حفظت لنا سيرة أسلافنا وأجدادنا المؤمنين الأوائل صوراً كريمة توضح مدى حرصهم على اغتنام ليالي وأيام شهر الصيام ، وإحياء شعائر الصلاة والقيام والتهجد في أشق ظروفهم وأشدها قسوة .. فكانوا «قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم» .. كما أنهم «رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاًَ».. فجاهدوا وصدقوا .. وعاهدوا وأوفوا وكل ذلك عملوه في شهر الصوم الذي كان بالنسبة لهم عملاً وذكراً.. وصلاة وإنتاجاً وليس خمولاً وراحة .. وأكلاً دسماً ونوماً ورقاداً..
فهم قانتون لله أداءً لحق الألوهية لله الواحد القهار .. وواجب العبودية لرب السموات والأرض وخالق الأكوان .. وتحقيق لكراهية النفس بالقنوت لله الواحد الذي لاقنوت ولاخضوع ولاتذليل لسواه .. كما أنهم منفقون ومتصدقون بما لديهم من المال قليله والكثير، فلا يسرفون ولا يقترون ، ولكنهم يتوسطون ، لأن في الإنفاق تحرر من استذلال المال ، فهم ليسوا عبيداً إلا لله الذي له المنة عليهم في الخلق والرزق .. وإنفاقهم في شهر رمضان يزداد أجره ويتضاعف ويسهم في انفلاتهم من ربقة الشح ، ويجعلهم يسمون ويعلون حقيقة التكافل الاجتماعي وأخوة الدين ، على شهوة اللذات الشخصية ، فالتكافل بين الناس يليق بعالم مسلم يسكنه عظماء الناس وأكابرهم أخلاقاً ، وأسماهم محبة لله ورسوله والمؤمنين.
وهناك قصص عظيمة من تاريخنا الإسلامي التي تؤكد أن المؤمنين في شهر الصيام كانوا رهباناً في الليل ، فرساناً في النهار ، منتجين لا خاملين .. والأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى هذا الخلق الكبير متناثرة مزدحمة نذكر منها البعض :
- جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، عش ماشئت فإنك ميت ، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، وأعلم أن شرف المؤمن قيام الليل ، وعزَّه استغناؤه عن الناس ..
ففي الحديث إشارة إلى أن رهبانية الإسلام تتمثل في قيام الليل لأنه شرف المؤمن .. ولا يكون قيام الليل مضاعف الأجر وأكثر روحانية إلاّ في شهرنا الكريم .. شهر رمضان حيث تصفد الشياطين وتغلغل ، فيمنح ذلك المؤمنين الفرصة لتهذيب نفوسهم الأمارة بالسوء..
- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ثلاثة يحبهم الله ، ويضحك إليهم ويستبشر بهم : الذي إذا انكشفت فئة تقاتل وراها بنفسه لله عز وجل ، فإما أن يقتل أو ينصره الله عز وجل فيقول :
انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه .. والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول : يذر شهوته ويذكرني ، ولو شاء رقد .. والذي إذا كان في سفر وكان معه ركبٌ فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء»..
ولقد أشار القرآن إلى حال هؤلاء الأبرار مع ربهم ، الحال التي استحقوا عليها هذا الحب والرضوان فقال تعالى في سورة آل عمران «الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ، الصابرين والصادقين ، والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار».. ففي هذا التوجه ما ينم عن حقيقة قلوبهم وتقواهم ، وإخلاصهم وتجردهم واستمضارهم للآخرة والإنابة إلى الله تعالى ، والتجافي عن دار الدنيا والغرور ، والعزوف عنها ، لأنهم يؤثرون الآخرة التي فيها النعيم المقيم .. وشهر رمضان محطة ربانية يتاجر فيها المؤمنون مع ربهم لينالوا رضاه ويعتقوا من جهنم.
وفي هذا يقول الشاعر بموشحة يدعو فيها ويحث على قيام الليل لله :
فاز من سبح والناس هجوع
يدفن الرغبة ما بين الضلوع
ويغشاه سكون وخشوع
ذاكر الله والدمع هموع
سوف يغدو ذلك الدمع شموع
لتضيء الدرب يوم الحشر
سجدة لله عند السحر
عد إلى الله بقلب خاشع
وادعه ليلاً بطرف دامع
يتولاك بعفو واسع
ويبدل كل تلك السيئات
حسنات أجرها لنا ينفذ
لقد كان ليل الأولين في رمضان يقظة عبادة ، وصار ليل الغافلين نوماً ومقيلاً وثرثرة .. وقتلاً للوقت الذي هو الحياة .. فتذهب عن الكثيرين في عصرنا أيام رمضان دون أن يغتنموا منها حتى القليل .. مع أنه في أوله رحمة عشراً .. وفي أوسطه مغفرة عشراً وفي آخره عتق من النار عشراً.. فهذه سلعة الله فمن يتاجر مع رب العالمين فيها بربح الجنة ، ومن يتخاذل تكسد تجارته ويكسب العذاب والذلة والندم..عندما تدعو الواحد بالمائة !!
خاتم رباني ، وضعه الله في بصمة أصابع كل إنسان ، وتحدى الله به الإنسان والجان ، والحدثان ، وكل من كان له سلطان . فلا تشابه مطلقاً بين بصمة وأخرى حتى في التوائم ، منذ آدم عليه السلام وحتى آخر الزمان.
فلقد أثبت العلم الحديث ، وأوضحت التصاوير ، وأكدت المعامل ، أن اختلاف بصمات أصابع الناس حقيقة واقعة ، لا اختلاف عليها ، ولا شك فيها وأكدت هذه الأبحاث أنه لم يظهر في العالم حتى الآن مجرد شبه بين بصمة وأخرى.
وإذا كان هذا هو الاختلاف المتفق عليه في بصمة الإنسان ، فإن هناك الاتفاق الذي لا اختلاف عليه ، في باطن كفي الإنسان ، وهو اتفاق كل الناس منذ آدم عليه السلام ، وحتى آخر الزمان في خطين منها.
فإذا رفعت كفيك إلى السماء ، بالضراعة والدعاء . فانظر في باطن كفك اليمنى تشاهد الرقم (18) ثم انظر في باطن كف؛ اليسرى . تشاهد الرقم (81) ، ثم اجمعهما تجد الرقم (99) وهو مجموع أسماء الله الحسنى ، وتدبر في قلبك تجد الاسم المائة.
وهو اسم الله الأعظم ، فقد جعله الله في القلب ، ولم يأمن عليه غيره ، ولم يسعه سواه ، وذلك قوله تعالى في الحديث القدسي : ما وسعتني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن.
فمن تعلق قلبه بالله فقد أدرك معناه ، فإن محله القلب ، فأفرغ قلبك من سواه واملأ قلبك بالله ، وارفع يديك إلى السماء ، ففي كفيك أسماؤه الحسنى وطهِّر قلبك ففي قلبك اسمه الأعظم ، ثم ادع الله ، فثم الاجابة ، ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة».
فإذا أجيبت دعوتك ، فلا غرو في هذا ، فقد دعوت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دُعي به أجاب ، وكيف لا ، وقد دعوت الواحد بالمائة، ودعوت بالمائة واحداً .. وتوجهت إليه بأسمائه وصفاته ، وآلائه ، وآياته ، وأنت تحمل في قلبك وكفيك مائة اسم من أحصاها دخل الجنة.. (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) .. «قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّا ماً تدعوا فله الأسماء الحسنى».رمضان يحذر : الشراهة .. همٌ .. وداء..
تحدث للبيوت في رمضان انتقالة كبيرة من طور إلى طور آخر ، ويتحكم في ذلك كله مزاج ربة البيت ، ورغبات رب الأسرة ، فإذا رمضان في أيامه يتحول إلى هم وهرم ، وغم وغمة إذ إن الزوج يبحث عن العشاء «الإفطار» الفاخر ، المزدحم بأنواع الحلويات والخضروات واللحوم أحياناً ، لدرجة أن بعض الأسر المتوسطة الدخل تصاب موائدها يومياً بالتخمة ، وترمي بالأكل المتبقي من الطعام إلى براميل القمامة دون أن تعبأ أو تهتم ..
وما يعجب له في هذا الشهر الفضيل الإسراف الواضح في ادخار أنواع الحبوب والأطعمة وشراء أخرى ، بصورة يومية وكأنه فرض واجب على كل صائم أن لايفطر مثلاً إلا على عصير ليمون أو سلطة وشفوت ، وأكثر ما نجده في رمضان الاقبال على الحلويات مع أن الصيام يعد من أفضل الأطباء ، وأنجع العلاج للسكري واخوانه من الأمراض التي تورث البدانة وتصلبات الشرايين والجلطة والسكتة أعاذنا الله والقراء الأعزاء منها .. كما أنه دواء لأفضع الأدواء الناتجة عن الإكثار من الطعام.
تلكم ما يطلق عليها «الشراهة» .. وهي مرض يستشري في أوساط الصائمين الذين يخالفون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى : «بحسب امرىء لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
أو كما قال عليه الصلاة والسلام .. فالشراهة تتصادم مع الحكمة من الصيام.اشراقات
- شاهر محمد زيد العبسي
إن خير الناس في خير أمة هو من جعل من عطاء الله تعالى له سبباً لبلوغ أجل الأعمل .. وإن اللجوء إلى الله هو دليل الافتقارإليه وإن المسلم إذا دعا ربه جل وعلا رفع ضرِّ خاص أو دفع بلاء عام أو سأله جلب منفعة أو إصلاح حال فإنه يضع نفسه في مقام العبودية الحقة لله رب العالمين ، فإذا أحسن القول مع ذلك المقام الحق وتزود بأسباب إجابة الدعاء لقي من كرم الله تعالى ما لم يكن يحتسب وإن لكل عمل إيماني ثمرة تدل عليه فالصبر ثمرته القناعة ، والعلم ثمرته الخشية من الله تعالى ، والجهاد ثمرته العزة والمنعة ، والإيمان ثمرته اليقين ، والإسلام ثمرته التصديق ، والعمل ثمرته الاكتفاء ، والغنى ثمرته الانفاق ، والإحسان ثمرته المراقبة ، والدعاء ثمرته الإكرام وصدق العبودية لرب العالمين والصوم ثمرته الوقاية والتحصن والامتناع يقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم : «الصيام جنة وحصن حصين من النار» عن أبي هريرة / أخرجه أحمد والبيهقي.
ومن دلائل ماسبق نجد أن كل عمل اسلامي لايخلو من باب من أبواب الجهاد ومجاهدة النفس وقد خص الله تعالى الصوم من جملة أعمال المسلم التعبدية أنه له وأنه يجزي به (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) عن أبي هريرة / أخرجة مسلم/ وابن ماجة، ذاك لأن للصائم فرحتين فرحة عند فطره باكمال صوم يومه وشهره ، وفرحة عند لقاء ربه جل وعلا ، وإن مما يميز الفرحة الثانية أنه لايحزن بعدها أبداً ، فيجزيه الجزاء الأوفى، وعن دوام عمل المسلم استكثاره من الخير كدليل على أن خير الناس من طال عمره وحسن عمله يقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وقد وقف على مسلم مات بعد أخيه بسنة ليبين تفاوت ما بينهما في المرتبة والأجر (أليس قدمكث هذا بعده سنة فأدرك رمضان فصامه وصلى كذا وكذا سجدة في السنة ؟
فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض) عن طلحة، أخرجه /ابن حبان.
وإن مما يحفظ للمسلم أجره وقد ترك كافة المباحات أن يحذر هفوات اللسان وكل ما من شأنه أن يفسد صومه ، لأن السوء قد يبدأ أحياناً وكف أذى الجوارح وأدوات البطش لديه تجسيداً لمعنى الصوم العظيم فيكون صوم الظاهر امتداداً لصوم الباطن وإن مما أخبر به نبينا صلى الله عليه وآله وسلم من علم ما هو قادم فيما يتعلق برؤية الهلال ويعد من معجزات الاخبار بالغيب وهو مما علمه الله تعالى وأوحي إليه وليكون ذلك الاخبار من أسباب ثبات أمته على الحق ، وقد كثرت بين يدي تحقيق ما أخبر به الفتن ..
يقول صل الله عليه وآله وسلم : «من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة» عن ابن مسعود . أخرجه / الطبراني والمعنى أن ما يدل ويرافق علامات اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة القدرة على رؤية الأهلة بيسر وسهولة وكأنها قد انتفخت أي كبرت عن حجمها المعتاد ، ومردّ ذلك إلى ما فتح الله تعالى به من العلم على ذلك الجيل الذي فاق من سبقه من أجيال البشربة في صنع الآلات التي مكنته من رؤية الاشياء التي لايمكن رؤيتها بالعين المجردة ، وفي حديث آخر قول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم : «من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلاً فيقال : لليلتين ) عن أنس / أخرجه / الطبراني/.
وهذا واقع اليوم لما حققه سلطان العلم للإنسان من سبق ، وذلك عبر ما توفره الأقمار الصناعية من قدرات علمية ومعرفية مكنت الإنسان من الرؤية لمسافات شاسعة ، وكذلك الوقوف البديع على حقائقنا أودع الله تعالى في هذا الكون الواسع من نظام ، لايختل توازنه ولا ينضب عطاؤه ، فأصبح التنبؤ بما هو كائن قادم ممتداً من طبيعة ما يرتكز عليه الكون من حقائق علمية هيأ الله تعالى للبشرية الوقوف عليها .
ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ ، عن بينة وإن الله سميع عليم» الانفال .
فتاوى
يجيب عنها الداعية الاسلامي/ الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ.
إجابة المؤذن للإفطار
- نشتغل وقت أذان المغرب بالإفطار، فكيف تكون إجابة المؤذن هل أثناء الإفطار أو قبله أو بعده؟
الجواب:
هذا مما يحتاج الناس إليه في هذه الأيام لأنهم عند اشتغالهم بالإفطار يلهون ويغفلون عن إجابة المؤذن، ونقول إجابة المؤذن تكون مع الإفطار نفسه فيكون منصتاً يتناول الإفطار ولايشتغل بالحديث وقت إفطاره، فلا يتحدث مع أحد ما دام المؤذن يؤذن، فإن مما يتنزه عنه الصالحون الكلام وقت آذان المؤذن، ويرون أن تعمد ذلك مما يسبب سوء الخاتمة والعياذ بالله.. تبارك تعالى.
فلا يتكلم مع أحد ويتناول الفطور وكلما نادى المنادي بشيء من ألفاظ الأذان قال مثله بعده حتى يتم الآذان، وهذا مما يغفل عنه الكثير عند الفطر في رمضان وغير رمضان تجدهم مشغولين بتناول إفطارهم يؤذن المؤذن لايدرون ما قال ولايلبونه ولايجيبونه وتلبية المؤذن سنة مؤكدة شريفة، قال صلى الله عليه وسلم: «من سمع المؤذن فقال مثل مايقول ثم صلى عليَّ وسأل لي الوسيلة حلَّت له شفاعتي يوم القيامة» فينبغي أن نجيب المؤذن ونعظم هذه الشعيرة حتى ولو كنا في أثناء الفطور.
أما التدارك للإجابة فإنما يكون لمن أذن وهو في مكان لايمكنه الإجابة فيه كمثل الخلاء أو الحمام الذي يقضي فيه حاجة الانسان فهو محل مستقذر لايمكنه أن يتلفظ بالإجابة للمؤذن فعند خروجه يتدارك فيجيب المؤذن من أول الأذان إلى آخره وإن كان قد أتم المؤذن أذانه.
صدقة المدين لغيره
- هل تصح الصدقة من الشخص الذي عليه دين لغيره؟
الجواب:
يجوز له مهما كان يرجو قضاء دينه من أي وجه، أو كان صاحب ثقة قوية بالله غالبة عليه، وإلا فالبداية بقضاء الدين أولاً، وذلك هو الفرض ولاينتقل إلى النافلة مع ترك الفرض، فعليه بتعجيل قضاء الدين.. ولكن من اتسع ماله، أو توقع قضاء الدين من أوجه يراها أمامه، أو كان صاحب يقين، فيتسع المجال أمامه، وأما غير ذلك من عامة المسلمين فلا يجوز لمسلم أن يقدم صدقات نوافل على قضاء ديون لازمة عليه لايتوقع قضاءها من باب ظاهر له، وأما حال الآخرين من أهل الصدق فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يستدين لأجل الصدقة، ويستدين لأجل الإعطاء والانفاق، وكذلك كان بعض أصحابه رضي الله تبارك وتعالى عنهم، ولما كانوا في الطريق ذبح بعض أبناء الصحابة لهم راحلته واستدان ليكرم المسافرين، ولما قدم المدينة فرح منه أبوه وأثنى عليه، وأقرهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
المتسول المحترف
- هل تجوز الصدقة على من يتخذ السؤال حرفة ويمكنه العمل؟
الجواب:
وضحت شريعتنا المطهرة موازين في كل مايتصدق به الإنسان أو يقوم به من الخير، فمن عرفته باتخاذ السؤال حرفة أو عادة أو غيره لاتُحرم الثواب إذا أعطيته، إلا من علمت أنه ينفقها في معاصي الله، وعرفت بمعرفة بينة صرفه لها فيما يغضب الله، فحينئذٍ لايجوز لك أن تتصدق عليه لئلاً تساعده على ذلك، أما إن كان لايصرفها في المعصية فلا يحرم، ولكن عليك نصحه، سواء بكف الصدقة عنه رجاء أن يؤثر ذلك فيه، أو بتذكيره وتخويفه من السؤال مع القدرة على العمل، ومهما أعطيته من الصدقة فلن تعدم الثواب، ولكن الأولى أن تقصد من هو أحق بهذه الصدقة، بأن تقصد من لايُتفَطن له، أو قريبك المحتاج وتقصد من يكون حاله مع الله حال تقوى، ففي الغالب أن هؤلاء يتضاعف العطاء معهم ما لايتضاعف مع غيرهم من الخلق ويكون من كان ولو أن ترده رداً حسناً بكلام حسن.. وبالله التوفيق.
النفقة على غير المسلم
- هل تجوز الصدقة أو النفقة على غير المسلمين؟
الجواب:
تجوز الصدقة أو النفقة لأي أحد من المسلمين والكفار والحيوانات كذلك فلك في كل كبد رطبة أجر، إلا الحربي المقاتل المؤذي للمسلمين فلا يجوز أن يُعانَ ولا أن يقوَّى لأذى المسلمين والصد عن سبيل الله تبارك وتعالى، وماعدا ذلك فباب الصدقة والنفقة والهدية معمول به في الهدي النبوي وفي عمل الصحابة في أيام قيامهم مع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وفيمابعده، معلوم عنهم كثير من فعل تلك الهدايا ولذا عند فقهاء الإسلام في باب الزكاة اختلاف في تفسير المؤلفة قلوبهم حتى قال بعضهم: إنهم الكفار الذين يرجى إسلامهم فيعطون من الزكاة رجاء لدخولهم في الإسلام وقال الذين يرجى إسلامهم فيعطون من الزكاة رجاء لدخولهم في الإسلام وقال الآخرون إنما المراد الذين أسلموا فعلاً إلا أن نيتهم ضعيفة في الإسلام.
الصيام والغيبة لايجتمعان
- عندنا أخت كثيرة الصيام ولكنها أحياناً تغلط وتغتاب غيبة بسيطة، فهل ينقص أجر صيامها، علما أنها تستغفر بعدها كثيراً لشعورها بالخطأ؟
الجواب:
الاستغفار به يكو التدارك والكفارة، ولكن أجر الصوم ينقص بالغيبة، وليس في الغيبة شيء بسيط بمعنى يسير وهين، فإن أعراض المؤمنين عند الله غالية وعزيزة فالإشارة بالغيبة أمر فظيع وشنيع، هذه إشارة من دون التلفظ فكيف بالتلفظ!! إذا علمنا بأن الغيبة فظيع وشنيع، فإنها تتعرض بأية غيبة صدرت منها لإحباط أجرها بالصوم، وأما استغفارها وندمها فذلك واجب عليها وهو سبب لكفارة ما كان منها أما تحصيل الأجر فلا يكون إلا بالانتباه في المرات الأخرى.
والحق تعالى إذا علم صدقها في ندمها وأوبتها يفيض عليها من فضله ماشاء ويعطيها من الثواب ماشاء على ندامتها وعلى صدقها وأما العبادة نفسها فقد تعرضت نفسها لإضعاف أو إحباط أجرها فيها بما فعلت.هگذا ابتسم صاحب القبة
لا يخفى على أحد ما للابتسامة من تأثير بالغ ومفعول ساحر على الآخرين ، فقد فطر الله الخلق على محبة صاحب الوجه المشرق ، الذي يلقى من حوله بابتسامة تذهب عن النفوس هموم الحياة ومتاعبها ، وتشيع أجواء من الطمأنينة ، وتلك من الخصال المتفق على استحسانها وامتداح صاحبها.
وقد كانت البسمة إحدى صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي تحلى بها ، حتى لم تعد الابتسامة تفارق محياه ، حتى صارت عنواناً له وعلامة عليه ، يدرك ذلك كل من صاحبه وخالطه ، كما قال عبدالله بن الحارث بن حزم رضي الله عنه : «مارأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. رواه الترمذي.
وقال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه : «ماحجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رأني إلا ضحك «متفق عليه ، وبذلك استطاع كسب مودة من حوله ليتقبلوا الحق الذي جاء به.
وباستقراء كتب السنة نجد أن أكثر أحوال النبي صلى الله عليه وسلم هي الابتسامة ، وفي بعص الأحيان كان يزيد على ذلك فيضحك باعتدال دون إكثار منه أو علو في الصوت ، وهذه هي سنة الأنبياء كما قال الإمام الزجاج : «التبسم أكثر ضحك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام».
ومما يؤكد ما سبق قول عائشة رضي الله عنها : «مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً حتى أرى منه لهواته وهي اللحمة الموجودة في أعلى الحنجرة إنما كان يبتسم » متفق عليه ، وقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وصفه : «وكان جُلّ أي معظم ضحكة التبسم ، يفتر عن مثل حب الغمام يعني بذلك بياض أسنانه ، وعلى ضوئه يمكن فهم قول جابر بن سمرة رضي الله عنه : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت قليل الضحك».
يقول الإمام ابن حجر تعليقاً على ذلك : «والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في معظم أحواله عن التبسم ، وربما زاد على ذلك فضحك ، والمكروه في ذلك إنما هو الإكثار من الضحك أو الإفراط ، لأنه يذهب الوقار.
وكتب السير مليئة بالمواقف التي ذكرت فيها طلاقة وجه النبي صلى الله عليه وسلم فتراه يخاطب من حوله فيبتسم ، أو يفتي الناس فيضحك ، أو تمر به الأحداث المختلفة فيُقابلها بإشراقة نفس وبشاشة روح.
فمن ذلك ما رواه الإمام البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عله وسلم يخطب يوم الجمعة ، فقام الناس فصاحوا وقالوا : يارسول الله قحط المطر ، وأحمَّرت الشجر ، وهلكت البهائم ، فادع الله أن يسقينا ، فقال : (اللهم اسقنا) مرتين ، فنشأت سحابة وأمطرت ، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر فصلى ، فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب صاحوا إليه : تهدمت البيوت ، وانقطعت السبل ، فادع الله يحبسها عنا ، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : (اللهم حوالينا ولا علينا) ، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت ، فجعلت تمطر حول المدينة ولا تمطر بالمدينة معجزة لنبيه صلى الله عليه وسلم وإجابة لدعوته.
وكذلك ما رواه الإمام أحمد أن صهيب بن سنان رضي الله عنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه تمر وخبز ، فقال له : (ادن فكل) ، فأخذ يأكل من التمر ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (إن بعينك رمدا) ، فقال : يارسول الله ، إنما آكل من الناحية الأخرى ، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : «وقع عليّ من الهم ، إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا ».. رواه الترمذي
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : «خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدُن ، فقال للناس : (تقدموا) ، فتقدموا ، ثم قال لي : (تعالي حتى أسابقك) ، فسابقته فسبقته ، فسكت عني ، حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : (تقدموا) فتقدموا ، ثم قال : (تعالي حتى أسابقك) ، فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : «هذه بتلك) رواه أحمد.
وعن أبي هريرة قال : «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ، رأيت في المنام كأن رأسي قطع ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال : «إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلايحدث به الناس) .. رواه مسلم.
وتشير بعض الاحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم تبسم عندما جاءت إليه امرأة رفاعة القرظي وقالت : «إني كنت عند رفاعة فطلقني فبتَّ طلاقي ، فتزوجت عبدالرحمن بن الزبير ، فقال لها : (أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ ، لا ، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك) متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : «أصبحت أنا وحفصة صائمتين ، فأهدي لنا طعام فأكلنا منه ، ودخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فابتدرتني حفصه فقالت : «يارسول الله ، أصبحنا صائمتين ، فأهدي لنا طعام فأكلنا منه !! ، فتبَّسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : «(صوما يوماً مكانه) رواه البيهقي.
ومن هذا الباب أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه : «بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال : يارسول الله هلكتُ ، فقال له : (ما لك)
قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هل تجد رقبة تعتقها ؟) ، قال : لا . قال : (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟) قال : لا ، فقال : (فهل تجد إطعام ستين مسكيناً ؟) ، قال : لا ، فمكث النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتي بتمر فقال : (أين السائل؟) ، فقال : أنا ، قال : (خذ هذا وتصدق به).
فقال الرجل : أعلى أفقر مني يارسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها أي المدينة أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، فضحك النبي صلي الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ، ثم قال : (أطعمه أهلك) متفق عليه.
وأحيانا كان النبي صلى الله عليه وسلم يروي أخباراً فيبتسم عند ذكرها أو يضحك عند روايتها ، كضحكه صلى الله عليه وسلم عند ذكره بشارة الله عز وجل له بركوب أناس من أمته للبحر غازين في سبيل الله ، وعند ذكر حال آخر من يدخل الجنة من أهل الدنيا ، وعند سماعه لقول أحد الأحبار في وصف عظمة الله عز وجل ، وفي قصة الرجل الذي استأذن ربه أن يزرع في الجنة ، إلى غير تلك الروايات.
وأخيراً : فالابتسامة هي أسرع وسيلة للوصول إلى قلوب الخلق وتوصيل الحق ، وحسبنا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته : (تبسمك في وجه أخيك صدقة).. رواه ابن حبّان.إيمانيات
المسلم الجاهل معذور
الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني
لقد عمّ الجهل بدين الله كثيراً من بلاد المسلمين حتى وجد المسلم الذي يشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله ، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ، ويحج البيت ، ويؤمن بكل ما في القرآن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصدقه ، ويغار على الإسلام ومع ذلك تراه يأتي أعمالاً ويقول أقوالاً ، ويعتقد بمعتقدات توقعه في الكفر أو الشرك أو النفاق ، وهو لايعلم حقيقتها ، بل ربما ظن أن ما هو عليه من شرك وكفر ونفاق هو الصواب الذي يرضي الله ، فهو مسلم يغار على دينه ، ولكنه واقع في الكفر أو الشرك بجهله الذي يعرضه لعذاب النار.
إن من ثبت له الإسلام لاينزع منه أي لايقال له كافر إلا بما ينقض الإسلام ، والقصد والنية شرطان لصحة الأعمال .. والجاهل الذي وقع في شرك أو كفر ينقض الإيمان ولم يقصد نقض ايمانه فهو معذور ، وعليه أن يتعلم ويبادر بالتوبة فقد سأل الحواريون عيسى بن مريم جهلاً منهم بقولهم كما جاء في القرآن في سورة المائة «إذ قال الحواريون ياعيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين» .. فهم بهذا يجهلون أن الله على كل شيء قدير ، ومن كذب بقدرة الله فهو كافر، ولكن الجهل كان عذراً لهم عند الله ورسوله عليه السلام..
ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إلى خيبر مروا بشجرة ذات أنواط كان المشركون يعلقون عليها سيوفهم عند الحرب ، ويعتقدون أنها تؤثر في نصرهم ، فقال بعض المسلمين لرسول الله : أجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ، هذا كما قال قوم موسى : «أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة» والذي نفسي بيده لتركبّنّ سُنة من كان قبلكم».. حديث حسن صحيح عن أبي راقد / أخرجه الإمام أحمد والترمذي.
وكان جواب موسى عليه السلام : «إنكم قوم تجهلون» وما قال عيسى ولاموسى ولا محمد عليهم الصلاة والسلام لهؤلاء الذين وقعوا جهلاً في الكفر والشرك بعد أن صح إيمانهم : إنهم كافرن أو مشروكون والله يقول : «....وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم، وكان الله غفوراً رحيماً».أسرار التعبير القرآني
تقديم «السمع» على «البصر»
قال الله تعالى في سورة الإنسان : «إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً».. وفي سورة الفرقان قال تعالى :«والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعميانا»..
ففي الآية الأولى قدَّم السمع على البصر .. وفي الآية الثانية قدم الصم وهم فاقدوا السمع على العميان وهم فاقدوا البصر.. وعن ذلك أورد الدكتور/ فاضل صالح السامرائي في كتابه «التعبير القرآني» أن الزمخشري في كتابه الكشاف قال : لأن السمع أفضل .. وقالوا : والدليل على ذلك أن الله لم يبعث نبياً أصمّ، ولكن قد يكون النبي أعمى كيعقوب عليه السلام فإنه عمي لفقد ولده.
والظاهر أن السمع بالنسبة إلى تلقي الرسالة أفضل من البصر ، ففاقد البصر يستطيع أن يفهم ويعي مقاصد الرسالة فإن مهمة الرسل التبليغ عن الله ، والأعمى يمكن تبليغه بها ويتيسر استيعابه لها كالبصير ، غير أن فاقد السمع لايمكن تبليغه بسهولة .، فالأصم أنأى عن الفهم من الأعمى ، ولذا كان من العميان علماء كبار بخلاف الصم .. فلكون متعلق ذلك التبليغ كان تقديم السمع أولى.
ويمكن أن يكون تقديم السمع على البصر لسبب آخر عدا الأفضلية ، وهو أن مدى السمع أقل من مدى الرؤية ، فقدم ذا المدى الأقل متدرجاً من القصر إلى الطول في المدى ، ولذا حين قال موسى في فرعون : «إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى» قال الله تعالى في نفس السورة طه : «قال لاتخافا إنني معكما أسمع وأرى» فقدم السمع لأنه يوحي بالقرب إذ الذي يسمعك يكون في العادة قريباً منك بخلاف الذي يراك قد يكون بعيداً وإن كان الله لايندّ عن سمعه شيء.
وقد يكون التقديم بحسب الرتبة وذلك كقوله تعالى في سورة القلم : «ولاتطع كل حلاّف مهين . همازٍ مشاءٍ بنميم، مناعٍ للخير معتدٍ أثيم» فإن الهماز هو العيّاب وذلك لايفتقر إلى مشي ، بخلاف النميمة فإنها نقل الحديث من مكان إلى مكان عن شخص إلى شخص .. فبدأ بالهماز وهو الذي يعيب الناس وهذا لا يفتقر إلى مشي ولا حركة ، ثم انتقل إلى مرتبة أبعد في الإيذاء ، وهو المشي بالنميمة ، ثم انتقل إلى مرتبة أبعد في الإيذاء وهو أنه يمنع الخير عن الآخرين ، وهذه مرتبة أبعد في الإيذاء مما تقدمها .. ثم انتقل إلى مرتبة أخرى أبعد مما قبلها وهو الاعتداء ، فإن منع الخير قد لايصحبه اعتداء ، أما العدوان فهو مرتبة أشد في الإيذاء ، ثم ختمها بقوله «أثيم» وهو وصف جامع لأنواع الشرور. فهي مرتبة أخرى أشد إيذاءً.مسلمون منسيون في بلاد السمن والعسل
كل شعوب الأرض تتمتع بحق تقرير مصيرها واحترام ثقافتها وهويتها أو يتم الاعتراف لها بهذا الحق ، والاستثناءات التي ترد على هذه القاعدة معظمها لأقاليم إسلامية افترستها القوى المجاورة.
وما يلفت النظر أن هذه الأقاليم تمثل بوابات أو أطراف العالم الإسلامي : من جنوب الفلبين (مورو) إلى الروهنجا في بورما وكشمير في شبه القارة الهندية والقوقاز في جنوب غرب روسيا والبلقان في شرق أوروبا.
كلها مناطق يعاني المسلمون فيها حيفاً وظلماً وتواطؤاً بين من يفتكون بالقلب من عالمنا الإسلامي (أمريكا وبريطانيا) ومن يلتهمون الأطراف من العالم الإسلامي.
إنها أندلس الشرق أو بلاد السمن والعسل كما يسميها الصينيون الذين اطلقوا عليها «سينكيانج» أي المستعمرة الجديدة وكأنها لا شعب لها .. واسمها الحقيقي تركستان الشرقية.
مساحتها تقارب مساحة أوروبا الغربية ، إذ تزيد على سدس مساحة الصين ، وهي أكبر أقاليم الصين البالغ عددها 28 إقليماً ، ضمتها الصين عقب الثورة الشيوعية بعد أن كانت تتمتع بالاستقلال.سكانها يختلفون تماماً عن الصينيين لغة وثقافة وديناً ، فهم مسلمون من قوميات تركية أبرزها «الأويغور) ولذلك عملت الصين منذ أن ضمت الإقليم قبل خمسة عقود على توطين أعداد متزايدة من قومية الهان (القومية الصينية) في الاقليم حتى تراجعت نسبة سكان الإقليم الأصليين من 90% إلى أقل من النصف حالياً.
وليت الأمر توقف على «تصيين» الإقليم، فالمستوطنون الصينيون يسيطرون على ثروات الإقليم ويشغلون الوظائف الحكومية ، فيما يعاني أبناء الإقليم الفقر والأمية ويعمل معظمهم في الرعي ويسكنون في الكهوف.
وبعد تفجر الغاز والبترول في الإقليم تدفقت اليه موجات تترى من الصينيين الباحثين عن الثراء والثروة والقادرين على العمل في القطاعات الاستراتيجية المهمة كالنفط والغاز.
ويخشى مع مرور الزمن أن يتحول سكان الإقليم إلى كانتونات معزولة أو مناطق «سافاري» ومتاحف بشرية مفتوحة في ظل تزايد عزلتهم عما يجري في إقليمهم ومحاصرتهم سياسياً وثقافياً وعلمياً ، فتعليم المواد العلمية كالرياضيات والعلوم وغيرها يتم باللغة الصينية التي لا يجيدها سكان الإقليم .
أما المواد الاجتماعية فيتم التركيز فيها على وحدة الصين ، ويلقن التلاميذ ما يختزل تاريخ بلادهم في الفترة التي أصبحت فيها جزءاً من الصين الحديثة.
مدينة كاشغر (أبرز حواضر الإقليم) كانت يوماً بخارى الصغرى تشع علماً وحضارة وتحط فيها ركبان السائرين على طريق الحرير ، أسهم علماؤها في إثراء المكتبة الإسلامية واخترعوا حروف الطباعة من الخشب ، لكن المدينة تشهد من مدة تحولات وتبدلات لتغيير معالمها التي تشير الى إسلاميتها لاسيما المساجد التاريخية التي تحوي معظمها متاحف كمسجد «عيدكاه» التاريخي.
جهود سكان الإقليم للحفاظ على دينهم وهويتهم لم تتوقف لاسيما خلال حقبة الثورة الثقافية عندما كان يتم إعدام من يوجد في بيته مصحف ! فكانت العائلات تعلم أبناءها مبادئ الإسلام في أقبية وخنادق تحت الأرض.
ومع استقلال أشقائهم في جمهوريات وسط آسيا أزداد تطلعهم إلى الاستقلال من السجن الصيني ، لكن الصين قابلت ذلك التطلع بيد من حديد بل ووجدت في الحرب التي شنتها أمريكا على الإسلام تحت لافتة .. الحرب على الإرهاب .. متكأ ، فنجحت في إدراج التنظيمات التي تطالب باستقلال الإقليم تحت لائحة التنظيمات الإرهابية العالمية.الصيام .. سرٌّ بينك وبين الله
أطلنا شهر كريم .. وضيف عظيم .. رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
فلنعش هذه اللحظات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف استقبل الشهر العظيم وكيف احتفى بالضيف الكريم فإنه المعصوم الذي على أقواله تقاس الأقوال وعلى أعماله توزن الأعمال وعلى أحواله تصحح الأحوال.
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا» الاحزاب : 21
فما أربح من اتبعه واقتدى بسنته واهتدى بسيرته .. وما أعظم خسارة من تلفظ أقواله ولم يتبعه على منواله .. ولم يقتد بأحواله عليه الصلاة والسلام.
في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى هلال رمضان قال : اللهم أهلّه علينا باليمن والإيمان والسلامة والسلام هلال خير ورشد، ربي وربك الله).. حديث صحيح.
وما أحسن نبضات التوحيد وما أحسن لمسات العقيدة في استقبال الشهر يوم يقول للهلال في السماء (ربي وربك الله) وكان المشركون يعبدونه من دون الله كأنه يقول له : يا هلال أنت مخلوق كما أنا مخلوق وربي وربك الله يا هلال فأنت لاتملك ضراً ولانفعاً ولا حياة ولا نشوراً ولا رزقاً ولاتدبيراً ولقد أخطأ خطأً عظيماً .. وغلط غلطاً بيّناً من عبدك من دون الله فربي وربك الله ثم يستهل الشهر.
ورمضان فرصة ثمينة لا تعوض ولحظة من اللحظات الذهبية في حياة المسلم يعتق الله كل ليلة مائة ألف ممن استوجبوا النار فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بقدر ما أعتق في تلك الليالي جميعاً.
فهل بعد هذا الفضل من فضل ؟
إن الملوك إذا شابت عبيدهم
في رقهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت ياخالقي أولى بذا كرماً
قد شبت في الرق فاعتقني من النار
يقول ابن عباس رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن .. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة،
والريح المرسلة التي تهب معطاءة وكريمة ورخواً فكان المصطفى عليه الصلاة والسلام أجود الناس في رمضان ماسئل سؤالاً فقال : لا.
وفي رمضان يخصص هذا الشهر لقراءة القرآن .. وقد فهم هذا علماء الأمة فعطلوا الفتيا وحلقات العلم والتدريس والاتصالات الخارجية بالناس وأخذوا المصحف يتدارسونه يضعون دواءه على الجراحات ويأخذون بلسمه على الأرض والأسقام فيشفيهم رب الأرض والسماء لأن هذا القرآن شفاء ونزل في الليل وأتى في رمضان ليحيي الأمة الميتة التي ماعرفت الحياة وينير بصيرة الأمة التي ماعرفت البصيرة ويرفع رأس الأمة التي كانت في التراب.
لما أتى عليه الصلاة والسلام قال لأمته في أول رمضان ماقاله الله تبارك وتعالى : «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به» لأنه سر بينك وبين الله لايطلع على صيامك إلا الله.الخوارج وثقافة التكفير
عبدالمجيد الحريبي
الخوارج كلمة مشتقة أساساً من الخروج ، وقد أطلقها العلماء المسلمون الأوائل والجماعة على الخارجين على ولي أمر المسلمين وجماعتهم سواء باللسان أم السنان .. وإننا عندما نطالع الوسائل الإعلامية نجد لهذه الفئة «الضالة» أسماء مختلفة غير مشروعة .. البعض قاموا بتغيير الأسماء فأطلقوا عليهم .. أهل سنة وجماعة !! فالوسائل والغايات والفكر والمعتقد .. هي نفسها مع فارق الزمن والمكان في ديار أهل الإسلام «والزيادة» فيما الإرهاب لذر الرماد على العيون ولضمان الاستمرار وتدفق الأموال وخديعة الاغبياء ممن ليس لهم أي علم ودراية في الشريعة والسياسة ، خصوصاً في الجزيرة العربية .. وعند الرجوع إلى عهده صلى الله عليه وسلم ،، تجدهم حاضرين معترضين على حكمه وعدله !! وسيدهم في هذا الخارجي الكبير ذو الخويصرة ،، القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اعدل يامحمد ..!! روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يخرج من ضئضئي هذا أي من نسله وصلبه رجالٌ تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم ، رهبان بالليل فرسان بالنهار يقرأون القرآن يقيمونه كما يقام السهم لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، إذ خرجوا لا يعودون حتى يعود اللبن إلى الضرع» .. فكانت البداية الأولى لخروج .. الخوارج .. وظمورهم ، وبداية الشر والشرور . والخروج على الحاكم المسلم ، باللسان وانتقل الخوارج من الطور الأول إلى الطور الثاني ، في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه فخرجوا على عثمان بالسلاح ، فقتلوه طعناً بالخناجر وضرباً بالسبوف ، وهو داخل المسجد ! والقرآن بين يديه !! بعد أن سبوه وشتموه وشهروا به من فوق المنابر في المساجد ، وذلك بدعاوى باطلة ظالمة حاقدة على الإسلام والمسلمين ، فقالوا : إنه ظالم !! وإنه لا يعدل بين المسلمين !! وأنه كذا وكذا .. الخ مما هو منه بريء ،، وشعارهم في هذا .. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! وسموا أنفسهم آنذاك بجماعة «المؤمنين !!؟» وفي العصر الحاضر خرج أحفادهم الجدد ينشرون الفرقة بين المسلمين . ،سلاحهم في هذا .. التكفير .. بدعاوى الحكم بغير ما أنزل الله .. و.. تحكيم الشريعة» ،«وجوب الإعداد !!» ومحاربة الكفار ؟.. وتحرير جزيرة العرب !!؟ ..و .. ضرورة إقامة الدولة الإسلامية ، وذلك لأهداف سياسية مشبوهة عبر فتاوى ، سرية جاهلية سياسية لاشرعية علمية ظاهرها الغيرة والرحمة !؟ وباطنها العذاب والنقمة . ثم قاموا بغسل الأفكار وجعلوا الدار غير الدار ، وقدموا الكثير من الشباب ضحايا وقرابين أمام عتبات السياسة الشيطانية .. والأطماع الحزبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.