صلاح الأصبحي الحلم السوريالي لم أحلم يوماً بجالاتيا بجماليون ,ولم أصدق أسطورته , لكني اليوم وقعت مصيدة لحاله, وصرت وسيط نموذجه , أتجول في حلمه وأتوسل بغنمه , غادرني حلم الجسد الحيِّ وبقي حلم جسدته المرآة والكاميراء , هذا كل ما تبقى من عمر أغمض عينيه دون أن يرى نفسه , ومن مطر لم تنبت أزهاره , ومن ساعات ألم دونما جرح,ومن دقات زمن بلا توقيت . كم هو موقظ الحلم وقاتل , حلم يحيا فتحيا معه وآخر يموت فتموت به , كنت أحس أنك حلمي القريب في عالم كل ما فيه بعيد عن عيني وقلبي , لكني رغم قربك لم أشد الرحال فيك , واختصر سنوات الوصول إليك . كان حلمي يتحول إلى بساط يغطي وجه الأرض, وضياء يعترض ضوء الشمس وحديقة تتفتح كل يوم فيها زهرة وتذبل فيها ثمرة . حلم كان مفتاحي لهذا العالم المغلق الذي لا أملك منه إلا مساحة تقف عليه أنثى , أسير في وادي أحلام اليقظة له , أتحمل ثقل الزمن وأكتب حروفي في وجه السماء ,أطوي هذا الحلم في نبوءات الكتاب المقدس , وكأن الشيء المعلوم يلعب مع المجهول لعبة التخفي . كل لحظة يمرر هذا الحلم صوراً ولوحات كأطياف تجلو بها الخواطر وتمكن الجسد العليل من البقاء , لم يعد طائشاً يتجول بي في شوارع وحانات العدم , لكنه ثابت كجبال الألب وجاري كمحيط وحيّ كالحياة .كان لابد أن أنقله من طور إلى طور لكني توخيت أن يسقط في عالم التفاهة المعاشة , عشت الحلم بكِ حلماً فضائياً طرت بجوانحي فضاءات العشق والهيام عبرت بسفني مدن الأحلام وشواطئ الرغبة . وأنا الآن أمسك بتلابيب هذا الحلم ,لالا ليست تلابيبه إنما هي صورته الجامدة بعثتني من جديد, وقذفت بي في سطحه, في عالم واسع من الأمل , يحتاج لعدة وعتاد ولا أملك من هذا العتاد إلا صورتها في يدي ,وهل (أفروديت ) إله الحب سيمنحني ويمنحها الحياة. طوال معرفتي بك لم أراكِ جميلة هكذا , كان القمر يرتبك في وجهك الطفولي الضاحك , ونعناع روحي يغمر سحابة ظلك , حبي غديرٌ ساكنٌ إلا من نسيم الذكريات يحركه بأنفاسه وينقش وجهه بأرواحه . ما كنت أعلم أنكِ ماءٌ يفقده من يشهده , ويُشتدُ العطشُ به ولا يناله , وما كنت أعلم أنّ مناجاة الغياب أكثر ويلاً من ضياع الهوى وتساقط صخرات من الثلوج على قلب تلظى بنار البعد والجوى, لا يمكنني إلا القول : فبخدَّيكِ للربيعِ رياضٌ وبخدِّي للدّموعِ غديرُ حتى يعاود الحلم دورة هلاكي بين الحين والآخر .